أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 21st November,2000العدد:10281الطبعةالاولـيالثلاثاء 25 ,شعبان 1421

مدارات شعبية

نصف القمر
بلابل الشعر!
خالد محمد الخليفة
* انشاد الشعر أو إلقاؤه كما تشاؤون موهبة صعبة المنال وفن بالغ الجمال,, مستقل بذاته إلى جانب الفنون المتعلقة بديوان العرب,, فالمهتمون بشؤون الشعر وشجونه ونجومه كما يبدو من آثارهم أولوه عنايتهم الخاصة بل إن البعض منهم أفرد له كتاباً مستقلاً!
* وهو كما كان في السابق ضربا من ضروب الجمال الشعري فإنه في حاضرنا عطر الشعر وروحه وقناديله المتوهجة فلا غنى عنه لأي قصيدة تهفو إلى القبول والرواج والتأثير.
* ومن المعروف ان هناك فئة من الشعراء يفضلون القاء قصائدهم بواسطة حناجر غيرهم ولا يلامون ان صفقوا طرباً وسبب ذلك ادراكهم لدور الالقاء في ترجمة المشاعر لا سيما انه يكاد يكون العمل الابداعي الذي يتعذر امتلاكه بالمال والجاه فهو موهبة ربانية يهبها الخالق لمن يشاء من عباده!
* وما أكثر الشعراء الذين يفتقدون ذلك وتصل بهم الحال إلى تقليد الآخرين في صورة كاريكاتورية مخجلة تود لو ابتلعتك الأرض قبل أن تراهم في هذا الموقف الذي يدعو للشفقة وهناك فئة من الشعراء يكتبون شعراً جميلاً تشوهه اصواتهم القبيحة لكن هذا التشويه ينقلب إلى جمال عندما نسمعه من غيرهم.
* ولعلكم تتفقون معي أحبة الشعر ان الأسماء الإعلامية التي عرفت بتميزها في القاء الشعر من الجنسين عبر الاذاعة والتلفزيون أسماء معدودة ولولا خوفي من نسيان بعض هذه المواهب الفذة لاستعرضتها بين أيديكم لكن عزائي حبي لها وتفاعلي معها واعجابي باصواتها الندية الحالمة التي تدخل القلوب بلا استئذان!
ومن المؤسف اننا نسمع بين الحين والآخر متطفلين على هذا المجال أقل ما يقال عن القائهم انه مجرد صراخ وتصنع وتمثيل لا يرقى في أحسن أحواله إلى درجة القبول والتحمل لدى متابعي هذا الفن.
* ولا شك ان بعض شداة الشعر ليسوا شعراء ولكنهم يملكون الحس الفني وسمو الذوق والقدرة على ايصال الكلمات ومعانيها بأسلوب شاعري قد لا يتوافر لغيرهم ومن المستغرب ان هذه البلابل الشعرية جنود مجهولون وأحياناً مهضومو الحقوق مادياً ومعنوياً وكان الأحرى بنا احتضانهم وتذليل الصعاب أمامهم وتطوير مواهبهم حتى لا نفقدهم ويفقد الشعر من يملك سر جماله وروعته!
* ان توافر موهبة الالقاء لدى الشاعر يمنحه حضوراً أكثر بشرط ألا يكون جمال الصوت وسيلة غير حسنة لتمرير شعر رديء يغري ولا يثري وما أخشاه في ظل انتشار ظاهرة الدواوين المسموعة ان نرغم على سماع بعض الأصوات التي نفضلها مقروءة لا مسموعة!

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved