أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 21st November,2000العدد:10281الطبعةالاولـيالثلاثاء 25 ,شعبان 1421

تحقيقات

الطلاق يشعرهن بالكآبة والمرض
عجائب وأسرار ومواقف في حياة المطلقات
*تحقيق : فايزة الحربي
المرأة هذاالكيان اللطيف شريكة الرجل في الحياة ومربية الأجيال وصانعة الرجال حينما تظللها غيمة قاتمة تعكر صفو حياتها وتسلب منها طعم الفرح والابتسامة هذه الغيمة هي الطلاق، ولقب مطلقة تعتبره اغلب النساء شبحاً مرعباً يخنق ويطارد كل من طلقت سواء بإرادتها او مسلوبة الإرادة في طلاقها، وللمرأة في الاسلام مكانة عظيمة ومنزلة جليلة لها مثل ماللرجال من اجر وحقوق وتقدير، حيث قال جل شأنه: ولهن مثل الذي عليهن .
واوصى الرسول صلى الله عليه وسلم بالنساء خيراً وحث على بذل المعروف لهن فقال خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي وقال استوصوا بالنساء خيراً والآيات والأحاديث كثيرة بشأن المرأة وقد وضع الله الطلاق العلاج الأخير لاستحالة دوام العشرة بين الزوجين ووضع له ضوابط وحدوداً لكن الكثير يجهل هذه الضوابط ويهضم حق المرأة فيها سواء من الزوج او الاهل او المجتمع، فنظرة المجتمع للمطلقة انها هي المتسبب الرئيسي بالطلاق غالباً وانها مخطئة رغم ان الكثير من المطلقات طلقن دون سبب او دون علمهن او لتمادي الزوج، لإهماله وعدم تحمله مسؤولياته، وهنا التقت الجزيرة بالعديد من المطلقات لتنشر اسرار طلاقهن ومدى معاناتهن عن لقب المطلقة وهناك الكثير وعجائب الطلاق سنرويها للقراء الاعزاء.
طلقني بسبب أبنائي
التقينا بالاخت صباح من جدة وقالت عشت حياة سعيدة مع زوجي ووالد أبنائي تزوجني وعمري اثنا عشر عاماً وعشت معه اكثر من اثني عشر عاماً ثم جاءت لحظة الفراق بوفاته حزنت عليه كثيراً وبعد فترة من الحداد اجتمع إخوانه وزاروني عند امي وطالبوا بشدة ان ارضى بالزواج من احدهم حتى يتمكن من رعاية ابناء أخيهم عندها فكرت بأبنائي الخمسة واكبرهم لايتعدى الحادية عشرة من عمره فرضيت بعد الحاحهم من اجلهم وبعد اربعة اشهر فقط بدأ زوجي وعم الابناء يظهر تضايقه منهم وفجأة ودون إنذار حزم حقائبه وخيرني بينه وبين ابنائي ضحكت دموعاً واخترت ابنائي طبعاً فحكم علي ان اكون ارملة ومطلقة في وقت واحد.
مع وقف التنفيذ
ومن جانبها الاخت وفاء قالت اقدر الحياة الزوجية وانا على قدر كبير من الجمال والاخلاق، مشكلتي في زوجي الذي لايخاف الله يمارس سلوكيات خاطئة ويصارحني بذلك حاولت مراراً ان اردعه دون جدوى.
ثم طالبت بالطلاق ثم تراجعت من اجل ابني حتى يرعاه أبوه ولايحرم من والده وجدت الحل في ان استمر مع زوجي بالعيش في بيت واحد ولكن كل منا في حياته الخاصة لذلك نحن متزوجان ولكن مع وقف التنفيذ.
هديتي ورقة طلاقي
أما الاخت عائشة قالت الحمد لله بشهادة الجميع انني على قدر كبير من الجمال والاخلاق والمال والنسب، تزوجني وعشت معه سنة من اجمل ايام عمري حملت فيها ووضعت له طفلاً بعد ولادتي ارسل هدية لي ورقة طلاقي لا اعلم لماذا تركني ورحل وتزوج غيري واستمرت معه الحالة نفسها لا اعلم هل هو طبيعي ام مريض نفسي وتحملت لقباً لا دخل لي فيه مطلقة .
كرهته دون سبب
ثم قالت الاخت (ب): منذ تزوجته وانا لا احبه ولا اطيقه اي اكرهه بالرغم من انه طيب الاخلاق لكن قلبي يرفضه ولست بمالكة قلبي, الله سبحانه من يضع الحب والكره، حاولت كثيراً ان أحبه عشت معه سنتين حتى اصبت بحالة نفسية واحمد الله انني لم ارزق بالاطفال حتى لايكون هناك ضحايا سواي حين طلقني (زغردت) من شدة الفرحة بالرغم من انه كان يبكي وقبل ان يطلقني جعلني اقسم له ألا اتردد في العودة له عند الحنين له لكنني افضل ان اكون مطلقة ولا اعيش في بيته، يقول البعض انها عين اصابتنا.
وبعد طلاقي تقدم لي الكثير من شباب متزوجين وبعضهم غير متزوج لكنني ارفض خوفاً من إعادة الكرة مرة اخرى لذلك انصح جميع اولياء الامور ألا يمانعوا من رؤية الخطيب لابنته حتى يتمكنا من تحديد القبول او الرفض على اسس قوية.
طاغوت المخدرات
عبرت الاخت (ع) عن شديد اسفها لانها حملت شعار مطلقة بالرغم من انها عاشت ثلاث سنوات مع زوجها في سعادة لم تتوقع ابداً انها ستتغير لدرجة ان تفترق عن زوجها وتصبح مطلقة وتعيش مع ابنها بعيداً عن أبيه اغلى الناس,, لكن طاغوت العصر المخدرات حلت هذه الدار وحولتها من هدوء واستقرار الىمشاكل وصراخ وضرب وآخرها رحيل الى منزل الاهل وارسال ورقة الطلاق.
امرأة في داري
قالت الأخت (ه): تزوجته عن حب وتراض احبني واحببته بكل اخلاص بعد ان حملت بدأ التغير يتسلل الى حياتنا وبدأ يقصر في واجباته حتى الطعام ينغصه علي وبعد ولادتي بعدة اشهر تفاجأت بصوت انثوي بداري اردت التأكد لكن زوجي رفض ان يفتح الباب حاولت دون فائدة استدعيت اخاه فحضر وبعد محاولات وجهد جهيد فتح الباب بملابسه الداخلية وامرأة معه داخل الغرفة صعقت ورحلت وطلبت الطلاق علقني ثلاث سنوات ثم طلقني بعدها.
حسبي الله
وكان للاخت (ن) وجهة نظر في بعض الرجال الذين لايقدرون المرأة ولايستحقون اي تقدير، تقول: من طبعي العطاء بلا حدود والحمدلله امتلك من الجمال والاخلاق قدر جيد أحببته وقدمت له روحي وكل ما املك بين يديه لكن هناك من الناس من ينكر الفضل ويجحده تركني وطلقني دون سبب فحسبي الله على كل رجل ظالم لايتحمل المسؤولية ويرمي بالمرأة وكأنها لعبة في يديه يتزوج ثم يطلق هكذا دون مبررات.
اما الاخت (ت و) فقالت: عن سبب طلاقها عشت معه ثلاث سنوات دون مساس كانت كل محاولاته تفشل بالرغم من انه سبق له الزواج ولديه طفلة وقد طلق زوجته الاولى قبل زواجنا حاول مراراً وتكراراً العلاج احتار الاطباء في حالتنا لكن الشيوخ لم يحتاروا بل شخصوها فوراً بانه مسحور لم يظلمني ابدا طيلة السنوات التي عشتها حتى ضاق صدره واراد ان يراجع زوجته الاولى لم ارفض بل رحبت مرغمة حتى لا افقد زوجي لكنه رفض استمرارية الحياة بيننا وطالبني بالرحيل الى اهلي رفضت واصررت على الحياة معه حتى لو ارادت ان تقاسمني بيتي لكنه رفض رحلت كسيرة القلب مهزومة وعند عودته لزوجته عاد طبيعياً معها فاراد ان يراجعني لكنني رفضت فكرامتي لاتسمح بأكثر من هذه الاهانات لذلك طلقت منه وحملت لقب مطلقة وعدت لجامعتي واكملت دراستي.
من السبب؟!
وبعد هذه اللقاءات مع سيدات مطلقات التقينا بالاخصائية النفسية بمستشفى الدكتور عبدالرحمن المشاري الاستاذة غادة جمال فطاني التي قالت: لاشك ان نسبة الطلاق قد ازدادت في الآونة الاخيرة,.
يرجع ذلك الى اسباب عدة قد تكون مشتركة من الطرفين,, او من طرف دون الآخر!،
فالزواج قبل كل شيء سكن ومودة ورحمة اساسه الاستقرار ابتداء من اختيار كل طرف للآخر ومنه يتم الوفاق والتوفيق من الله عز وجل رغم انه أبغض الحلال الا انه قد يكون الحل الوحيد والافضل لعلاج مشكلة ما,,!!
فأي امرأة تسعى للطلاق,, هذا دليل على انها ضاقت ذرعاً ولديها اسباب جوهرية قوية تجعلها تبيع كل شيء من اجل ان تنقذ نفسها,, وترضى بلقب مطلقة,, وتتميز اجتماعياً عن غيرها,, وتكون بصمة تلاحقها مدى الحياة فتجد نفسها في مجتمع ليس لها مكانة فيه ولاتقدير لحجم مشكلتها لتعيش وضعاً افضل وقد يكون اكثر الماً,, فالمرأة المتزوجة بعد ان تجد معنى الاستقرار والجو الاسري المستقل والكيان الاجتماعي ليس من السهل ان تقضي على اسرتها وتقبل بانهيار منزلها وهدم كل شيء.
ونوهت فطاني من الجانب النفسي للمشكلة وقالت انعدام التقارب النفسي والروحي بين الزوجين اهم اسباب الطلاق,, وذلك من وجهة نظر الاستاذة غادة وواصلت حديثها قائلة: فوجود هذا النفور يشكل اكبر فجوة بين الزوجين يقيم على اساسها المشكلات التي قد يحتملها البعض فيستمر وقد لايحتمها البعض الآخر فينفصل، فمثلاً مما يشبه زواج مدمن مخدرات او خمر كحولي تكون حياته معرضة للخطر دائماً ويصبح سيئ السمعة,, دائم الاشتباك مع الشرطة,, وعنيداً ولايرغب في العلاج بل لم يدرك بوجود مشكلة اصلاً!!.
وايضا,, زوج عصبي سيئ المزاج كثير السفه,, يضرب ضرباً مبرحاً لدرجة تضطر المرأة فيها لزيارة المستشفى لعلاج الكدمات والخدوش وكأنها تعرضت لحادث عنيف.
وايضاً زوج متعدد العلاقات لايخجل من زيارة صديقاته المنحرفات في منزل الزوجية امام زوجته وابنائه.
ومشكلة زواج المرأة في سن مبكرة صغيرة السن سعيدة يوم زفافها وفستانهاوالحفلة التي ستقام في ارقى الفنادق هذا كل شيء اما بعد فلا يهم ولاتوجد توعية كافية لم يعد ذلك من مسؤولية زوج وبيت وتكوين اسرة واولاد في المستقبل فيتم الزواج وينتهي شهر العسل، وتعود كما في منزل اهلها كل شيء هي مسؤولة عنه ولاسهرات او حفلات على مستوى معيشة معينة من البذخ.
والتطور الذي جاءت به وسائل الاعلام السلبي والايجابي، فيقارن الزوج فتيات القنوات الفضائية بزوجته من ناحية شعرها جمالها تبرجها لكن بشكل تحقيري بينما لو نظر هو في المرأة قد يجد فاجعة كبرى.
ليس عيباً ان تسعى المرأة لإسعاد زوجها والعكس,, بالطريقة التي تسعدهما معاً بدون تجريح,, فالتجمل فطرة لدى المرأة وفن يجب عليها ان تعرف كيف تظهره وتكشفه، فاهتمام المرأة بمظهرهاوالعناية بنفسها امر جدير بالاهتمام من قبلها.
وأي رجل وجد الاستقرار والراحة والاحتواء فلن ينفر ابداً.
اضافة الى حالات الغيرة والشك النابع من فقدان الثقة بالنفس مما يجلب الاضطراب وقلة الراحة وينشر التعاسة في انحاء المنزل نتيجة شخصية غير ناضجة لشخص غير ناضج فتفكير المرأة تجاه زوجها مجرد اهتمامه بمظهره واستعماله العطر بينما يجب ان تكون سمة يومية يصبح تهيؤاً للقاء عاطفي,, فلم لاتكون المرأة اكثر ثقة وتواجه الموقف بدلاً من ان تتحول الدائرة حولها ويسيطر الشك عليها وتنهار العلاقة تدريجياً لتصل الى الطلاق.
وأخيراً باختلاف هذه المشكلة لجميع النواحي كل مشكلة صغيرة تتبع الظروف والبيئة والاطراف المحيطين بها والوضع الذي وضعت فيه,, وكل منا لديه حاجات نفسية اجتماعية شخصية تحقق له السعادة بمنظوره هو,, يسعى لها دائماً ومن حقه ان يحصل عليها.
ودور الوعي الزوجي ومعرفة معنى تنازل وتضحية وتبادل الادوار والوصول الى مستوى النضج لتحقيق بعض التوازن الذي يساعد في تحقيق الاستقرار والراحة والسعادة المطلوبة.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved