أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 21st November,2000العدد:10281الطبعةالاولـيالثلاثاء 25 ,شعبان 1421

تحقيقات

الجزيرة في تحقيق مصور تزور أكبر سوق شعبي للبضائع السعودية واليمنية
سوق الخوبة ,, بضائع تنقلها الجمال والحمير,, وزبائن من مختلف الجنسيات
كل شيء للبيع في هذاالسوق وزيارة واحدة لا تكفي فالمساحة كبيرة والمعروضات عديدة
بيع الغزلان والنمور والطيور إلى جانب العسل والطماطم والتحف والأدوية!!
* تحقيق: نايف البشري
,, منذ الصباح الباكر وفي جولة استمرت سبع ساعات في ضيافة شركة اسمنت الجنوبية كانت وجهتنا سوق (الخوبة) الاسبوعي بمحافظة الحرث التابعة لمنطقة جازان,, وفي الطريق الى السوق واجهتنا اثناء السير الى الموقع حركة مرورية كثيفة من المتسوقين الذين قدموا من اماكن مختلفة من المملكة والبعض منهم وصل عبر مطار جازان وذلك من اجل التسوق والبيع والشراء في هذا السوق الذي يقع على مشارف الحدود اليمنية,, وعند وصولنا الى السوق كانت هناك ارتال من السيارات اليمنية وهي تعبر الحدود اليمنية الى سوق الخوبة السعودي وهي محملة بالمنتوجات الزراعية والحيوانية بينما نشاهد من بعيد اعدادا كبيرة ايضا من الجمال والحمير التي تحمل العديد من المنتوجات والصناعات اليمنية اليدوية,, البعض من الاشقاء وصل مشيا على الاقدام خصوصا اصحاب المواشي والابقار التي وصلت بكميات كبيرة وقد تزيد مع قرب شهر رمضان.
الكل في السوق يحاول ان يفوز بموقع متميز لعرض بضاعته والرجوع الى اليمن بالمال وشراء احتياجات اسرته من المواد الغذائية ومنها الارز والسكر والشاي وزيوت الطعام وحتى الادوية من الصيدليات الموجودة بجانب السوق.
وعلى الرغم من وجود المساحة الشاسعة للسوق التي تزيد على 50000 كيلومتر مربع الى ان هناك ازدحاما شديدا وخصوصا في الساعات الاولى في بداية السوق,, وهناك عشوائية في التنظيم وفي عرض البضائع فقد لا يستغرب المتسوقون ان يجدوا من يبيع البن او الزبيب او العسل بالقرب من سوق المواشي,, ومع ذلك فالكل مسرور ومنهمك في البيع والشراء وجمع المال بدعاء ومباركة للمشتري وعفوية ابن الريف والابتسامة التي لا تفارق المتسوقين.
حيوانات مفترسة
ومما يلفت الانتباه عند دخول السوق ذلك التجمهر الكبير لمشاهدة انواع شتى من الحيوانات المفترسة والاليفة والغريبة ومنها النمور والضباع والذئاب والوشق والثعالب والقرود والغزلان والسناجب والضبان التي يتم احضارها من اماكن شتى في اليمن وتباع بأسعار خيالية ويقبل على اقتنائها متسوقون وهواة من انحاء المملكة والخليج,, ايضا هناك سوق الطيور الذي يأتي في مقدمتها الصقور والحمام والوز والطواوييس والحدايا,, وحقيقة ان هذا السوق يعد من اغرب الاسواق الشعبية على مستوى المملكة ليس في شكله فقط بل بما يحتويه من بضائع واشياء استهلاكية تستغرب من وجودها بالرغم من انقراضها منذ عشرات السنوات.
مساحة وتعدد
وقد يصاب المتسوق بالاعياء قبل ان يلم بكافة جوانب السوق حيث ان مساحته واسعة جدا,, فهناك سوق للمواشي وسوق النساء حيث يعرضن ما صنعنه من ادوات منزلية وتراثية وتحف وادوات فخارية وخزفية وحجرية بالاضافة الى بيع الحبال والادوية الشعبية والقطران ,, كما يعرضن انواعا شتى من الروائح النباتية ومنها الريحان والكادي والبردقوس والوزاب والشيح.
من كل الأنواع
ونواصل الجولة في انحاء سوق الخوبة حيث نشاهد الاقبال الكبير على شراء البن والزبيب والقشر والحبوب بكافة انواعها,, ايضا الادوات الزراعية القديمة والاسلحة الخفيفة مثل الجنابي والسكاكين والعصي التي تلقى اقبالا متزايدا من ابناء الريف وهواة جمع الآثار.
اما العسل فحدث ولا حرج حيث وصلت بكميات كبيرة حيث يجلبه الصبية والشباب بواسطة الحمير ويباع في جوالين بلاستيكية ويتراوح سعره من 200 500 ريال الا ان الاقبال عليه ضعيف والمشتري حذر للغاية وذلك خوفا من الغش الذي اجتاح صناعة العسل.
ومن الفواكه المشهورة في السوق الموز البلدي الذي يباع بكميات كبيرة وبأسعار رخيصة واشرطة الكاسيت والفيديو القديمة جدا لها مكان خاص وزبائن من شتى شرائح المتسوقين.
أبيع الفسائل
وفي احد رجاء السوق التقينا مع السيد اسماعيل علي عمر يمني الذي قال بانه يحضر اسبوعيا الى هذا السوق بغرض بيع فسائل الكادي والمنجا وهو مبسوط لكونه باع ما لديه من فسائل.
اما محمد القحطاني الذي حضر من ابها فقال: حقيقة لقد سمعت عن هذا السوق الكبير وما يحتويه ولذا عزمت انا وعدد من الزملاء على زيارة السوق وحقيقة لقد كانت مفاجأة لنا ما يحتويه وخصوصا حيوانات غريبة الا اني استغرب وجود (الشمة) وبيعها بكميات كبيرة وطالب الجهات المعنية بمراقبة السوق.
ويضيف عبدالله الشهراني السوق بانه خيالي وهذا يذكرنا بالاسواق قبل ثلاثين عاما عندما كانت الدواب تحضر السلع الى الاسواق وتمنى من المسؤولين بالسوق وخصوصا ان هناك اتربة وغبارا تسبب الكثير من المشاكل للمتسوقين.
يحضرون من جميع المناطق
ويشير محمد الحكمي من جازان بأن السوق اصبح حاليا يرتاده الالاف اسبوعيا بعد ان كان غير معروف من قبل وكانت جميع السلع رخيصة جدا قبل خمس سنوات,, اما الان فالاسعار كبيرة وخصوصا في فصل الشتاء والاجازات حيث ان البعض يحضر من الرياض والقصيم والشرقية ودول الخليج وهذا السوق يعتبر تظاهرة اقتصادية حية للشعبين السعودي واليمني وخصوصا بعد توقيع الاتفاقية الحدودية بين البلدين.
مساحة شاسعة
وقال محمد الجعيد الذي حضر من الطائف للتسوق ان ما لفت انتباهي في هذا السوق هو المساحة الشاسعة وقد اصبت بالاعياء قبل ان الم بكافة جوانب السوق وقال انه لم يشهد في حياته مثل ما شاهده في السوق من أشياء غريبة وخصوصا بيع الشمة وايضا وجود المتسولين بأعداد كبيرة.
اما سعد العبيدي فقال ان سوق الخوبة فرصة للكثير من اصحاب المحال التجارية خارج منطقة جازان فهم يشترون السلع بأسعار منخفضة ويبيعونها بأضعاف,, ودعا العبيدي الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية الى الاستفادة من الحيوانات التي تباع في السوق فقد لا يتم الحصول عليها الا بمشقة بالغة او ربما تنقرض تماما.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved