| الريـاضيـة
* كتب نبيل العبودي:
حوّل نجوم الهلال والنصر اماني الكثيرين من المتابعين لبطولة الأمير فيصل العربية الحادية عشرة للاندية ابطال الكؤوس الى واقع وحقيقة ملموسة بتأهلهما الى المباراة النهائية لهذه البطولة والتي ستقام غدا الاربعاء على درة الملاعب استاد الملك فهد الدولي بالرياض.
لقد استطاع الفريقان وبنجومهما الشابة والمتلألئة الوصول لهذا النهائي وان يجعلاه مثيراً وان تتواصل ودون توقف النديةء والقوة لهذه البطولة التي كانت ومنذ انطلاقتها تبحث عن فريق سعودي يحقق ما عجز عنه الآخرون وأن يضع اسمه كبطل لهذه البطولة التي كانت الوحيدة التي تبحث عن عريس سعودي لها وسط ذلك الزحام والابطال السابقين.
والآن انهى الهلال والنصر تلك الاسطوانة التي ظلت تتناقل بين ألسن الكثيرين متى تكون البطولة سعودية لتجعلهم فجأة وبلا مقدمات يحولون تلك الاسطوانة الى أن البطولة بالفعل اصبحت سعودية وعن اللقب ومن سيكون الفارس المتوج لها هل هو الهلال ام النصر.
فاللقب اصبح محصوراً بين هذا الثنائي الكبير واللقب اصبح محصوراً بين المتنافسين التقليديين وهما يلتقيان وجها لوجه في النهائي غدا.
وفي لقاء يتوقع ان يحظى بحضور جماهيري كبير ستغلفه بالطبع اثارة التنافس التقليدي الذي يجمعهما دائماً وابداً فيما لو غاب عنهما او احدهما النجوم لأنه لقاء اولاً وقبل كل شيء للتاريخ ومن اجل التاريخ الذي لا يزال وسيستمر يحصر تلك اللقاءات ويحصيها ارقاماً في تاريخ لقاءات الفريقين فكيف بهما وهما يلتقيان في نهائي العرب وفي بطولة تحمل اسماً غالياً علينا جميعا.
كل المؤشرات والدلائل تنطق باسميهما وهما يلتقيان وهدفهما الذهب الذي اصبح عالقا بهما فالانجازات والبطولات اصبحت عنواناً لهما بما يحملانه من ألقاب وانجازات وبطولات وان تفوق الهلال في عددها وبفارق شاسع الا انهما يبقيان من اصحاب الذهب والنجوم والجماهيرية وهي العناصر الثلاثة الاساسية التي ستكون عناصر لقاء القمة والنهائي العربي.
نحن ايضا بدورنا نريده ان يكون نهائياً قويا يليق بالمناسبة والحدث.
ولكن ايضا نريده تحكيما رائعا يتناسب والحدث الذي ستقام من اجله تلك المباراة نريده تحكيما متألقاً ليكون احد نجوم اللقاء الذي سيكون زاخراً بتلك النجوم التي سيقدمها ويقدمها وقدمها الفريقان في هذه البطولة.
نريد تحكيماً عادلا حياديا بعيدا كل البعد عن الانحياز والتوتر والشحن النفسي.
لا نريد تحكيماً كالذي شاهدناه في الدور نصف النهائي الذي كاد ان يفسد جمال اللقاءات فيه وان يهدر جهدا وتعبا وعناء بقرارات متسرعة او بعيدة عن الصواب رافضا من خلالها تطبيق نص القانون وتحامل على فريق لحساب فريق آخر.
لهذا نريد من حكم اللقاء ان يكون في مستوى الحدث والمناسبة والاسم الذي تحمله هذه البطولة لتكتمل المتعة ونعيش الاثارة ونتفاعل مع الحدث ومع اطرافه المبدعين الثلاثة.
ان الهلال والنصر عندما يلتقيان في نهائي البطولة العربية غدا فإنهما يجددان الذكريات من جديد ويعيدان التاريخ قليلا الى الوراء فقد سبق ان التقى الهلال والاتحاد في نهائي بطولة الاندية ابطال الدوري قبل عدة اعوام والبطولة التي استضافها الهلال ايضا ليلتقيا في النهائي الذي جمعهما على استاد الملك فهد الدولي وانتهى ذلك اللقاء بانتصار هلالي حقق معه الكأس العربية.
اما الفريقان نفسهما الهلال والنصر وهما يلتقيان من جديد في البطولة العربية الحالية فإنهما يعيدان التاريخ ايضا ويعيدان الذكريات من جديد فقد سبق لهما ان التقيا في الدور نصف النهائي للبطولة العربية ابطال الدوري التي استضافها النصر وكسب الهلال ذلك اللقاء واقصى النصر وحصل على كأس البطولة.
ولكن يبقى لقاء الغد مختلفاً ولقاء الغد غير كل اللقاءات السابقة.
فالفريقان استطاعا ان يحولا كل الأمنيات بأن يلتقي في النهائي الفريقان السعوديان حولا ذلك الى واقع وحقيقة ليبقى السؤال عن الفريق الذي سيحصل على اللقب والفريق الذي سيحمل كأس البطولة الذي اصبح مستعصياً على الفرق السعودية من قبل وكلاهما مؤهل لذلك منتظرين الظروف التي ستخدم احدهما على حساب الآخر ليظفر باللقب لأول مرة.
الأفضل وصلا للنهائي
لقد جاء تأهل الهلال والنصر الى المباراة النهائية كنتيجة طبيعية وحتمية لأفضليتهما المطلقة على مدى مباريات البطولة في دوريها التمهيدي ونصف النهائي.
فالمستويات التي قدمها فريقا الهلال والنصر في هذه البطولة منذ انطلاقتها اعطت انطباعاً مسبقاً بأحقيتهما بالفوز والوصول الى النهائي وانهما الأحق والمؤهلان لذلك.
لقد كان الفريقان يقدمان مستويات متميزة تختلف كلية عن المستويات التي كانت تقدمها الفرق الاخرى جميع التوقعات من المحللين والنقاد الرياضيين وترشيحاتهم تنصب لمصلحة الفريقين الكبيرين الهلال والنصر اللذين كانا يحلقان خارج السرب والنتائج التي حققها الفريقان كانت تحكي ذلك الواقع الذي لا يحتاج الى تعليق.
لقد ظهرت الخطورة الهلالية والنصراوية واضحة في هذه البطولة وتجلت في الارقام القياسية وبلغة الارقام التي سجلها الفريقان, فمهاجمو الفريقين حققوا اعلى نسبة تسجيل في المباريات عندما هزوا شباك خصومهم اثنتي عشرة مرة كانت الأفضلية نسبياً لمصلحة الفريق الأزرق متفوقا فيها على الفريق الاصفر مع ختام الدور التمهيدي بأحد عشر هدفا سجلها مهاجمو الهلال بينما سجل مهاجمو النصر عشرة فقط لتشهد مرحلة الحسم دور نصف النهائي ارتفاع العدد الى اثني عشر للهلال ومثلها للنصر بهدف التمياط في شباك طارق الجرموني حارس شباب المحمدية وهدفي جونيور وماجد الدوسري في شباك احمد جاسم حارس العربي الكويتي ودفاع وحراسة نصراوية نظيفة حيث عجز كل من لعب امامه في الوصول لشباك محمد الخوجلي وفي خمسة لقاءات متتالية.
وتفوق الدفاع النصراوي على دفاع الهلال الذي اهتزت شباكه اربع مرات كانت اثنتان منها من ضربتي جزاء وفي لقاء واحد امام جبلة السوري.
جاءت الافضلية لكلا الفريقين في كل شيء وتساوت حظوظهما وسارا معا فلعبا في الدور التمهيدي اربعة لقاءات كسب كل فريق ثلاثة منها وتعادل في واحدة وتصدرا مجموعتيهما ب 10 نقاط لكل منهما.
ولم تتوقف المنافسة لدى الفريقين عند هذا الحد فقط فقد تواصلت المنافسة لتعم الهجوم والنجوم والافضلية في كل لقاء فالنجم عبدالله الجمعان هو متصدر هدافي البطولة بخمسة اهداف على الرغم من انه لم يلعب مباراة واحدة بكاملها.
وينافسه بقوة مهاجم النصر علي يزيد صاحب الاهداف الاربعة، وهي نفس النسبة التي يمتلكها المهاجم المحترف في صفوف الهلال الكولمبي الكاتو.
كذلك استطاع الفتى الذهبي نواف التمياط ان يحقق الافضلية في جميع اللقاءات التي لعبها الهلال في البطولة في تأكيد منه على انه يسير نحو الحصول على لقب احسن لاعب في البطولة وهو اللقب الذي لا ينافسه فيه احد بخلاف حراسة المرمى التي لا تزال حصرا على الثنائي محمد الدعيع ومحمد خوجلي فالأول حصل على الافضلية اربع مرات والثاني حصل عليها ثلاث مرات,من هنا نجد ان التوقع بالحصول على اللقب لأي منهما صعب وصعب للغاية.
نجوم تضيء في الفريقين
إن وصول الفريقين الى النهائي العربي لم يكن من طريق سهل وكان خلفه نجوم أضاءت سماء الفريقين حتى تمكنا من التقدم نحو التأهل وبالتالي الى النهائي المرتقب بينهما فكان من الطبيعي ان يكون الوصول الى النهائي نتيجة طبيعية لهؤلاء النجوم.
فالفريق الهلالي نجد ان غالبية الفريق يكونون ثقلاً واضحا فيه فإن كان التمياط، الجمعان، الكاتو، الدعيع، فيصل ابو اثنين، قد ظهروا بشكل لافت في الدور التمهيدي الا ان الشريدة والمفرج كانا رجلي اللقاء في نصف النهائي,,وكذلك الحال ينطبق على النصر بنجومه علي يزيد، ماجد الدوسري، الداود، الخوجلي، القرني لينضم اليهم وبقوة البرازيلي جونيور الذي يشكل نقطة الثقل بالفريق وكان له الدور البارز في الفوز الأصفر وتأهله الى النهائي من خلال الدور الذي يلعبه بالفريق وفي جميع اللقاءات التي خاضها النصر في البطولة.
مدربا الفريقين
يتفوق وبوضوح مدرب النصر جورج آرثر البرتغالي الجنسية على المدرب الهلالي ايلي بلاتشي الروماني فالأول استطاع ان يوظف امكانات لاعبيه جيدا واستطاع ان يصنع من النصر فريقاً لا يقهر، في الوقت الذي لا يزال فيه بلاتشي متفاوتا في اظهار الهوية الهلالية بالشكل والطريقة التي تتلاءم والنجوم الذي يزخر بهم الفريق الازرق والتي كادت ان تفقدهم الثقة في بعض اللقاءات وبالتالي كادت ان تكون صدارته مهددة لو لم يستعيد توازنه من جديد.
اسلوب آرثر الذكي هو الذي اعطى فريق النصر تلك الافضلية المطلقة في مجموعة خاصة انه يسعى الى عدم اجهاد لاعبيه وذلك بتشكيلته المختلفة في كل لقاء والتي تفتقد لاكثر من لاعب في المباراة التي تليها لكيلا يصيبهم الاجهاد وقد نجح بامتياز في ذلك وهي نقطة تحسب لصالحه.
بخلاف بلاتشي الذي رغم الاهداف الاثني عشر التي سجلها فريقه نجده قد ابعد الجمعان عن خط المقدمة الهلالية ولا يزج به الا في الاوقات التالية من المباراة وهذا ما جعل الفوز والانتصار الهلالي لا يأتي الا متأخراً وفي الرمق الاخير من المباريات التي يخوضها والمتابع للفريق يجد ان اغلب الاهداف الزرقاء لا تأتي الا في الشوط الثاني من المباريات التي لعبها بخلاف لقاء واحد وهو لقاء الفريق السوري جبلة.
الجماهير السعودية والعربية تنتظر بشغف نهائيا مختلفاً ومثيراً ونهائياً حافلاً بالندية والنجوم والجماهير مساء الغد وهو يجمع قطبي الكرة السعودية الهلال والنصر لتكون الإثارة والإثارة وحدها عنوانا عريضا رئيسيا لمواجهة القطبين في العرس العربي الذي يحمل اسماً غالياً علينا جميعاً وهو نهائي بطولة الأمير فيصل العربية الحادية عشرة للاندية ابطال الكؤوس.
وغدا فقط سنعرف جميعا اجابة للسؤال القائم: لمن الكأس!!؟ ولمن اللقب العربي الأول,,!!
للهلال أم النصر,,!!؟
|
|
|
|
|