رحمك الله,, يا(فيصل بن فهد)
وغفر لك,.
وجزاك الله عنا,, وعن الشباب العربي كل خير,, جزاء ما قدمته لهذا الشباب من دعم معنوي,, ومادي,.
وجعل في ميزان حسناتك,, كل ما صرفته على هذا الشباب من جهد,, ومال,, وصحة,,؟
أعطيتهم من جهدك,, حتى ارتقوا,.
ومن مالك,, حتى اكتفوا,.
ومن عمرك,, حتى يبقوا,.
أعطيتهم (يافيصل) من هذا كله,, ومن غيره,, حتى اصبحت لهم مكانتهم بين الأمم,.
وموقعهم بين شباب العالم,.
وحضورهم في المحافل الدولية,.
وأصبح (العربي) رقماً أساسياً وفاعلاً سواء في البطولات والدورات الدولية على مستوى الفرق,, أو المسابقات العالمية على مستوى الافراد,, أو التنظيمات الإدارية ككوادر وقدرات,, بعد ان كانوا رقماً هامشياً في كل هذه المحافل!!
أبا نواف:
اشهد ان الموت حق,, ونحمد الله على قضائه فلعله سبحانه وتعالى اراد بتحديد اجلك بذلك اليوم المشهود ان تغادر هذه الفانية وانت مرتاح الضمير لما قدمته لشباب وطنك خاصة,, وللشباب العربي بصورة عامة,.
ان تغادر,, مرضيا عليك من كل هؤلاء,, بأنك كنت الأهل لهذه الامانة,, والجدير بحملها,.
وأن لاترى بعينيك شباباً عربياً يهدمون ما بنيت وينقضون ما عدهدوك عليه,.
وان لا يقع تحت ناظريك,, كيف تحولت لقاءات الشباب العربي,, الى حلبات صراع,,؟
وميادين المنافسة الشريفة,, الى ساحات معارك,,؟
وكيف اصبحت المنافسات العربية فرصة للنيل من (اتحاد) افنيت عمرك في بنائه,, وربيته في احضانك ونميت (لحم أكتافه) من (خيرك),,!؟
كيف تتمزق الروح الرياضية,, ويضيع امرها,,؟!
حمداً لله (أبا نواف),, انك لم تشهد كيف يترجل الفرسان من صهوات الجياد,,! و(لايبقى إلا الشعراء ,عفا الله عنك (أبا نواف),, لما اذنت لهم,, في حياتك,.
كنت رحمك الله تمسح على رؤوسهم,, وتطيب خواطرهم,, وتربت على اكتفافهم,, وتضمهم إلى صدرك,.
تفعل ذلك بقلب طيب,, ونية خالصة,, تريد بها وجه الله تعالى,, فتجمعهم على كلمة الحق,, ووحدة الهدف,.
كنت تتعامل مع كل منهم,, وفق نقطة الضعف التي هي فيه,, لتحقيق ذلك الهدف,, ولم يخطىء حدسك ذات يوم,, او تفشل مساعيك,.
كنت اختصاصيا نفسيا,, وعالماً اجتماعياً,, وسياسيا متمرساً,, وقائداً محنكاً,.
وأصدقك القول,, ان البعض وانا منهم وسبق ان اعلنت ذلك في اكثر من مقال كنا نتحفظ على هذا الاسلوب لكن سموك يرحمك الله,, كنت تقول:
ان العرب لهم خصوصية معينة,, وجمع الشباب العربي له مواصفات معينة,, وما يحكم البطولات الدولية لا ينطبق على البطولات العربية في كل الأحوال,.
فهل كانوا يدركون هذه الحقيقة,,وأبعاد هذا التوجه,.
لن اجيب,, ولكنني استثني,, وفي الوقت نفسه,, اكتفي!.
أبا نواف:
اعتذر لك,, باسم كل الشباب العربي عما حدث ويحدث في البطولات العربية,, وما حدث مؤخرا,, ممن لم يقدروا بطولة تحمل اسمك,, ولم ينفذوا (وصيتك) المعلنة,, والواضحة,, منذ تحملت الامانة,, بل وهذا هو الواقع,, منذ ان ارتضوك قائدا لهم,, وطلبوا منك حمل لواء هذه الأمانة!.
أترحم عليك (أبا نواف),, واثق انك تركت من بعدك رجالاً قادرين على حمل اللواء من بعدك رجالاً,, تربوا في مدرسة فيصل بن فهد,, وتتلمذوا على يد فيصل بن فهد,, وعاشروا سياسة فيصل بن فهد,,أترحم عليك,, وادعو لخلفك,, وهو خير خلف لخير سلف (سلطان),, رجل المرحلة,, وحامل الراية من بعدك بأن يعينه على حمل هذه الامانة,, ولا شك انه اهل لذلك والقادر عليها,.
وادعو لنجلك ورجل المستقبل (نواف),, بالتوفيق وهو يساهم في حملها والسير بها,.
نم قرير العين (أبا نواف),, بمشيئة الله,, وعفوه ومغفرته,, فالامانة في ايد تعي مسئوليتها,, وتدرك أبعاد ذلك.
* * * * *
<< كلما أزفت بطولة عربية,, في كرة القدم قفز الى ذهني ودونما سابق انذار اسم (عثمان السعد),, هكذا اقولها مجردة من كل القاب,, كونه (الامين العام للاتحاد العربي لكرة القدم) وايضا للاتحاد العربي للالعاب الرياضية.
منذ اكثر من ربع قرن وتحديدا منذ عام 1395ه 1975م,, عندما استضافت المملكة هذين الاتحادين انتقالاً,, ونشأة,.
(تعبت من السفر الطويل حقائبه),, واجزم ان وجهه أصبح مألوفاً لدى موظفي الجوازات في المطارات,وان حقائبه صارت معروفة لدى موظفي الجمارك مهما استبدلها.
وان جوازه واسمه,, اصبح دارجاً لدى السفارات والقنصليات,.
يقفز اسمه الى ذهني لأنه في كل بطولة عربية يتحول الى (حمّال للأسية),.
يخطئون,, فيتحمل اخطاءهم,.
ويعتذرون,, فيلتمس لهم العذر,.
ويرفضون,, فيبحث لهم عن مخرج,.
وعندما لايجدون مبرراً لأخطائهم,, يتحول الى (متهم),, متناسين فضله ومعروفه,.
لا اريد ان استرسل في الحديث عن (ابي وليد),, وان كنت اتمنى فلهذا الرجل مكانة لا يعلمها إلا من سيحاسبني على كل كلمة اقولها عنه,, لكنني سأنتقل الى الموضوع الذي أود الحديث عنه,, من خلال تساؤل مطروح:
هل نحن بحاجة الى هذا الكم من البطولات العربية,؟! خاصة في كرة القدم,!
لكننا قبل ان نجيب على هذا التساؤل,, لابد ان نعود الى الاسباب التي ادت إلى إحداث مثل هذه البطولات,, والهدف الذي وجدت من اجله,, وعلى ضوء ذلك يمكن ان نحدد الاجابة,.
اننا لو عدنا بالذاكرة قليلا الى الوراء,, (عقدين من الزمان),, نجد ان تلك الفترة التي شهدت ولادة مثل هذه البطولات,, كانت فترة تباعد بين الشباب العربي لعدم وجود اي مظلة ينضوون تحت لوائها وساحة يتوحدون من خلالها,, لهذا تم بعث دورة الالعاب العربية وكأس العرب لكرة القدم من جديد,, وتم إحداث بطولة فلسطين لمنتخبات الشباب,, وبطولات الاندية الثلاث (الدوري الكؤوس النخبة),, ومع مرور الايام اصبحت مثل هذه البطولات تعاني بعض التعثر,, ونادراً ما تقام بطولة عربية دون اعتذارات او ان تشارك فيها جميع الفرق المتأهلة لها بجدارة,, وتتعب الامانة العامة للاتحاد,, في مراعاة هؤلاء,, واولئك و(جبر خواطرهم) في سبيل قيام بطولة ما,, ونجاحها,ولعل المشكلة التي تعاني منها البطولات العربية كون هذه الدول تقع بين اكبر قارتين في العالم,, وارتباطها بالتنظيمات القارية,, وبطولاتها الى جانب بعض البطولات الاقليمية,, ناهيك عن العالمية (كأس العالم وغيرها),, مما يجعل التوفيق بين هذه المشاركات صعبا للغاية في ظل كثافة عددية للبطولات العربية,هذه ناحية,.
والأخرى,, ان هذه البطولات,, والمشاركات العربية في البطولات القارية,, والاقليمية,, وغيرها ساهم بشكل كبير في رفع مستوى الكرة العربية بصورة عامة,, مما يعني تحقيق الاهداف التي وجدت من اجلها تلك البطولات,, ويبقى الأهم وهو مواصلة تحقيق هذه الاهداف,,!!
وتحقيق الاهداف ليس شرطا ان يمر عبر طريق واحد بل ان التقويم المستمر للأداء,, وللأساليب من شأنه ان يوجد طرقا اخرى لتحقيق الاهداف,.
والهدفان الرئيسان كما اشرت هما:
تجمع الشباب العربي.
رفع مستوى الكرة العربية.
واذا ما نظرنا الى البطولات العربية القائمة حاليا,, والمتعلقة بكافة الالعاب,, وكذلك دورة الالعاب العربية,, ومهرجان الشباب العربي,, وامكن اختصار بطولات الاتحاد العربي لكرة القدم الى بطولتين,, احداها للمنتخبات بحيث تقام كل اربع سنوات بالتبادل مع دورة الالعاب العربية (على طريقة الاولمبياد والمونديال)، والثانية للأندية سواء تم قصرها على ابطال الدوري,, او دمج ابطال الكأس وابطال الدوري معاً في بطولة واحدة,, وإن كنت اميل الى (ابطال الدوري فقط),, أقول ان مثل هذا العدد من البطولات واللقاءات العربية كاف في نظري للقاءات الشباب العربي وتجمعهم.
ان اختصار بطولات كرة القدم العربية الى بطولتين من شأنه ان يعطي الدول العربية الفرصة لتنفيذ برامجها بالصورة التي تتيح لها تطوير الاداء لديها والارتقاء بمستواها.
كما ان هذا من شأنه ان يوفر على الاتحاد مبالغ طائلة يمكن بثها في قنوات اخرى تهدف لتطوير الكرة العربية مثل اعداد الكوادر,, وتأهيلها,, تطوير مدارس الناشئين,, دعم المنتخبات الوطنية خاصة التي مازالت تعاني فقرا في الاداء الفني,, الخ,, ولعل كثيرين سمعوا قبل فترة عن قرار الاتحاد الاوروبي لكرة القدم بالغاء بطولة الاندية ابطال الكأس,, بسبب كثافة البطولات الاوروبية,, وتأثيرها على برامج الاتحادات المحلية,, واعتقد انه آن الأوان ان نعيد النظر في بلادنا العربية في هذا الكم من البطولات من خلال منظور واقعي,, ومنطقي يأخذ في الاعتبار مصلحة الكرة العربية,, وضمان استمرارها,, ونجاحها,, بعيدا عن التأثيرات العاطفية,, و(جبر الخواطر),والله من وراء القصد,.
raseel @ L.a. com
|