أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 21st November,2000العدد:10281الطبعةالاولـيالثلاثاء 25 ,شعبان 1421

عزيزتـي الجزيرة

الرضاء النفسي والاطمئنان القلبي
المرض في نظر الإسلام نوعان: مرض في القلوب ومرض في الأبدان, فأما مرض القلوب فقد حرص الإسلام على تصحيحه عن طريق الأشفية الربانية والثوابت الإسلامية السمحة,, فنجد ديننا الحنيف يطالبنا بالايمان بالله تعالى لتحصل الطمأنينة الكاملة في النفس ولذلك قرن الله في كتابه الإيمان بالطمأنينة حين قال: الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله وجاء العلم الحديث وأثبت ان أغلب أسباب القلق والحيرة والاضطرابات للفرد يعود إلى ضعف الإيمان بالله والصدود عن ذكره والبعد عنه, قال تعالى: ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى , يقول الدكتور كارل يونج في كتابه الإنسان العصري يبحث عن نفسه إن المرضى الذين استشاروني خلال الثلاثين عاماً الماضية من كل أنحاء العالم كان سبب مرضهم هونقص ايمانهم وتزعزع عقائدهم ولم ينالوا الشفاء إلا بعد أن استعادوا ايمانهم, أما الإيمان الراسخ فإنه ينسف الشك والحيرة نسفاً وذلك في قول الله تعالى انما المؤمنون الذين آمنو بالله ورسوله ثم لم يرتابوا ومما يسبب الحيرة والقلق أوجاع الحياة وهمومها وما لم يعلم الإنسان ان الحياة كذلك، قال تعالى: لقد خلقنا الإنسان في كبد وإذا كان الانشغال بالرزق ونحوه يسبب قلقاً عاماً عند الإنسان فإن الإسلام وضع لهذا القلق شفاء عندما يبين ان الله هو الرزاق وان جبريل نفث في روع رسول الله صلى الله عليه وسلم انه لن يموت أحد حتى يستوفي رزقه وأجله وفي القرآن الكريم والسنة النبوية رصيد لا ينفذ من التوجيهات التي تضمن سعادة القلب وسلامة الصدر وتزكية نفس المسلم,, ونتيجة لمعرفة الحق بالإيمان والثبات عليه فإن المسلم يجد طمأنينة النفس ورضاء القلب ولا يعاني من هذا القلق النفسي وتلك الحيرة والضياع التي تشكو منها المجتمعات الغربية,, وهي بلا شك ضريبة الشرود عن منهج الله إذن من الواجب علينا يا معشر القراء بأن نكون شاكرين في السراء صابرين في الضراء,, يأكل المؤمن منا الأكلة فيحمد الله ويشرب الشربة ويحمد الله وتصيبه المصيبة فيصبر ويلجأ إلى الله تعالى وفي ذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم عجباً لأمر المؤمن أمره كله خير ان اصابته سراء شكر فان ذلك خير له وان اصابته ضراء صبر فكان ذلك خيراً له إذن بلا شك هؤلاء وحدهم الذين عرفوا ان النعم والمصائب ابتلاء واختبار الذين يثبتون على خط واحد بقوة الايمان وحده يحفظ لهم الطمأنينة للنفس وهدوء القلب وهذا بطبيعة الحال يرجع لقوة ركن الإيمان,, قال تعالى ونبلوكم بالشر والخير فتنة وفي سبيل الراحة النفسية طالب الاسلام بالتسامح والصفح والبعد عن الاحقاد والخصومات والحزازات لانها تزيل القلق ولذلك شهد الرسول صلى الله عليه وسلم لرجل من اهل الجنة كان رصيده بعد أداء الفرائض انه كان يبيت وليس في قلبه غل لأحد لهذا يحث الله عباده ان يعفوا عن اخوانهم في الايمان الذين اخذوا منهم بعض الحقوق وظلموهم ويجازي الله العبد الذي يعفو على ذلك خير الجزاء كما جاء في الحديث النبوي رجلان من امتي جثيا بين يدي رب العزة والجلال فقال أحدهما يا رب خذ لي مظلمتي من اخي فقال الله عز وجل للطالب كيف تصنع لأخيك ولم يبق من حسناته شيء؟ قال يارب فليحمل من اوزاري ,, وفاضت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبكاء,, ثم قال ان ذاك اليوم عظيم يحتاج الناس ان يحمل عنهم من اوزارهم فقال الله تبارك وتعالى للطالب : ارفع بصرك فانظر في الجنان فرفع رأسه فقال يارب ارى مدائن من ذهب وقصور من ذهب مكللة باللؤلؤ لأي بني هذا؟ أو لأي صديق هذا؟ أو لأي شهيد هذا؟ قال لمن اعطى الثمن قال: يا رب ومن يملك ذلك؟ قال انت تملكه قال بماذا؟ قال بعفوك عن اخيك قال يا رب اني قد عفوت عنه وهذا من حلاوة الايمان فقال تعالى فخذ بيد اخيك وأدخله الجنة فقال الرسول صلى الله عليه وسلم عند ذلك اتقوا الله واصلحوا ذات بينكم فان الله تعالى يصلح بين المسلمين رواه الحاكم في المستدرك في كتاب الاهوال,, وبما سطرت هذا اقل تعبير عن الايمان وفوائده الجمة لطيب النفس وصفاء الذهن والروح من القلق.
والله المسؤول وحده ان يصلح احوال المسلمين ويوفقهم جميعا انه جواد كريم.
فهد بن عبدالله العون
امارة منطقة الرياض

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved