أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 21st November,2000العدد:10281الطبعةالاولـيالثلاثاء 25 ,شعبان 1421

عزيزتـي الجزيرة

القدس ووعد السماء
لم تثبت التجارب جدوى الأقوال والهتافات في استعادة الحقوق المسلوبة والكرامات المهدورة، ولم نقرأ في كتب التاريخ كلها عن حرية وهبها الغاصب للمغصوب، وكلنا يعلم أن الكرامات والحريات إنما تنتزع انتزاعا من اصحابها، وما اخذ بالقوة لا يرد إلا بالقوة, ولا توجد لغة للتحدث مع اليهود الصهاينة الا هذه اللغة .
فهم في كل حدب يخربون وينجسون ولا تغسل نجاستهم إلا عندما تسيل البطحاء بدماء الشهداء المنبعثة من ينابيع الشهادة ، وقضية القدس وفلسطين لم تعد بحاجة إلى الهتافات والاقوال، إن هذه القضية لم يبق لها سوى صليل السيوف.


السيف أصدق إنباء من الكتب
في حده الحد بين الجد واللعب

ولم يعد سراً ما يطمح له قادتهم المجرمون، من بسط نفوذهم في كل بلاد العرب والمسلمين، وإليكم ما كتبه الزعيم اليهوديبن هيخت في إحدى الصحف العالمية يقول فيما معناه:إنه لا سبيل إلى التفاهم مع العرب إلا بإعداد حماة يهودية تحتل أذلاء خشعاً يرجون التفاهم معنا .
وهذه مشاعرهم وتلك أهدافهم, وأيضا عندما نشر أحد زعمائهم إحدى الخطط العسكرية عاتبه زملاؤه العسكريون على فعلته فطمأنهم قائلاإن أبناء العرب لا يقرؤون والامة التي لا تهتم بالعلم والقراءة فإنها امة لا تدعو ولا تغزو، ومن لا يدعو يدعى ومن لا يغزو يغزى , فلينتبه أبناء الإسلام لهذا الخطر الذي يتربص بهم ويترقبهم ونحن غافلون, وها نحن اليوم نسمع عن المجزرة التي وقعت بالأمس القريب في باحة المسجد الأقصى حيث راح ضحيتها أطفال وشبان وشيب ونرى دماء الشهداء الأحرار على شاشات التلفاز كيف تتدفق دماؤهم من أجسامهم لم يراعوا حرمة الأقصى وقداسته لم يراعوا شعور العالم وأحاسيسه, ألم تطرق صورة الصبي الذي انهالوا عليه بوابل من الطلقات النارية وهو في حضن والده النخوة التي في صدوركم والمروءة التي ورثتموها عن آبائكم ألم تحرك الدموع في عيونكم ألم تهز فيكم ساكنا؟


قتل امرئ في غابة جريمة لا تغتفر
وقتل شعب كامل مسألة فيها نظر

فحسبنا الله ونعم الوكيل قالها إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار، وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين جمعت الناس لقتاله، أقولها أنا والمؤمنون حين نرى قتل الأطفال كشرب المياه.
لقد انفجرت نار الغيرة عند الشعب الصامد على مسجدهم وحماه عندما دخل الاعلوج شارون باحة الأقصى ومعه الخرائط المزعومة من كتبهم المحرفة التي تحدد موقع هيكلهم المزعوم كبديل عن الأقصى ولكن لا ولن يحمي حقوقنا سوى البتار وكما قال طاهر زمخشري:


ليس في الأرض للذليل ديار
وفلسطين للعروبة والإسلام دار
وقرار التقسيم اسود داج
وجلاء اليهود عنها نهار
أعلوج ترى ادعاء حمانا
صيحة الثور إن تراءت خوار
يالثارات مجدنا وهو صرح
لم يصدع ولو طغى الفجار
إن تناسوا حقوقنا في حماها
فسوف يحمي حقوقنا البتار

فلن نسمح بتحقيق مرادهم وتحقيق آمالهم ابداً ، ولن نسمح ان يضعوا حجر أساسه، وبشرى النبي قريبة بقتالنا لهم وان الحجر والشجر سينطق يا مسلم يا عبدالله خلفي يهودي أخو الأحقاد، فتعال اقتله, ورضي الله عن أبي بكر حيث قالمن طلب الموت وهبت له الحياة , وهم حريصون على الحياة وأخوف ما يخافون من الموت، وإن كنا نفكر في استعادة فلسطين السليبة فلا بد لنا من أن نقوي صلتنا بالله قبل كل شيء وان ننبذ الخلاف والبدع والخرافات التي استحوذت على قلوبنا وأسكنت الخوف بداخل أبناء هذه الأمةوقال الله اني معكم لإن أقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وآمنتم برسلي وعزرتموهم واعلموا أن جولة الإسلام مع الباطل لا بد واقعة حاصلة ومن الحمق ان ننتظر من أعدائنا إن يقوموا بالدفاع عن مقدساتنا، أين هم حماة الدين وأين هم رجاله المخلصون، الذين إذا دعوا أجابوا.


أما لله والإسلام دين
يدافع عنه شبان وشيب

وهل تقرب العبد لربه بعد توحيده له بأعظم من الجهاد في سبيله، لتكون كلمة الله هي العليا، لا من اجل التراب ولا من اجل العروبة إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله نعم فمن أوفى بعهده من الله، فوعده شاء من شاء وأبى من أبى, واعلموا أن اليهود نجس فلا يقربوا البلاد بعد عامهم وعملهم هذا.
مهلا أيا قدس عهد ليس تقبله لأن في ركبنا من يحذى به المثل فهذه الانتفاضة تصادف بقيامها نفس التاريخ الذي حرر به صلاح الدين القدس من نجس الصليبيين.
نسأل الله أن تكون هذه الانتفاضة هي آخر الانتفاضات وأقدسها وأن تضم بين دفتيها ساعة الصفر وتليها ساعة الانتصار، نرجو من الله ذلك فهو القادر سبحانه وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
وليد بن أديب صالح

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved