| الاقتصادية
* حوار محمد بن هلال
حققت الشركة السعودية للصناعات الأساسية سابك إنجازا تقنيا مهما بتطوير تقنية صناعية جديدة لإنتاج حمض الخل من خلال أكسدة غاز الإيثان وقد تم تطوير كامل هذه التقنية بواسطة فريق من مجمع سابك الصناعي للبحث والتطوير بالرياض ضمن جهود متواصلة استغرقت سبع سنوات من أعمال البحث والتطوير، وهي تختلف اختلافا جوهريا عن الأسلوب الصناعي التقليدي في إنتاج حمض الخل من الميثانول وإن سابك باستحداثها هذه التقنية الجديدة، تكون قد نجحت في تحقيق ما سعى إليه كثير من المهتمين بصناعة حمض الخل في أنحاء العالم لفترة طويلة, هذا ما أعلنه معالي وزير الصناعة والكهرباء ورئيس مجلس إدارة سابك في مؤتمر صحفي عقده لهذا الغرض على هامش مؤتمر المشاريع العملاقة بالجبيل الصناعية.
الجزيرة التقت بسعادة الدكتور عبدالرحمن بن صالح العبيد نائب الرئيس التنفيذي للأبحاث والتطوير في سابك الذي ألقى الضوء على أهمية هذه المادة الحيوية والأساسية والتي ستفتح الكثير من الآفاق والفرص الصناعية في المملكة.
* د, عبدالرحمن العبيد,, هل من الممكن ان توضح لنا أهمية تقنية حمض الخل بالشكل الذي يبين لنا أهمية هذه التقنية وبالتالي أهمية هذا الإنجاز,,؟
أولا هذا الإنجاز التقني الذي قامت به شركة سابك عبر مجمعها الصناعي مجمع سابك للأبحاث والتقنية هو إنجاز تقني كبير لأول مرة يحقق على مستوى المنطقة وهذه التقنية من التقنيات التي تسيطر عليها شركات قليلة على المستوى العالمي وتلم جميع حقوقها,, وهذه التقنية استطعنا عبر تطويرها وفي جيلها الاول الحالي المقدم الآن أن تثبت مستوى منافستها للتقنيات الحالية وهنا بودي أن أوضح نقطة أساسية وهي أن أي تقنية تمر بمراحل تطوير منذ ولاتدها حتى تصل لمرحلة النضج والكمال,, والنضج الكامل هو المرحلة التي يصعب أن تضيف للتقنية أي تطوير أساسي أو كبير,, وتقنيتنا في جيلها الاول أثبتت جدارتها مقارنة بالتقنيات الحالية ودراساتنا البحثية الجارية الآن في مجمع سابك الصناعي للأبحاث والتقنية في مدينة الرياض أكدت وأشارت أن هناك تحسينات كبيرة ستكون في جيلها الثاني وهذا الجانب الأول من سؤالك,, والجانب الآخر هو أن هذه التقنية تستطيع ان تنتج مادة حمض الخل وهو مادة تعتبر الأساس لصناعات ومنتجات عديدة أهمها الفاينال أستيت أو (VAM) والاسيتات اللامائية وحمض الترفتاليك النقي ومركبات أخرى، وفي شركة سابك ننتج مادة حمض الترفتاليك في مجمع ابن رشد ونستهلك في حدود (30) ألف طن من مادة حمض الخل وإن شاء الله سوف نسد هذا الاحتياج من المصنع شبه التجاري والأربع منتجات السابق ذكرها لها تطبيقات في صناعات لاحقة وهي واسعة وشاملة في الصيدلانيات والنسيج وقطع غيار السيارات والمنظفات وما ذكرته هو للمثال وليس للحصر ولذلك سوف نستفيد من هذه صناعات قائمة في المملكة وكذلك سوف نفتح آفاقا كبيرة لصناعات أخرى علما أن سابك شركة عالمية ومنتجاتها ليست للسوق المحلي فقط بل وللتصدير الخارجي وسوف نرضي ونخدم زبائننا داخل وخارج المملكة العربية السعودية بهذا المنتج.
الجيل الأول
* ذكرتم أن هذا هو الجيل الأول,, فهل معنى هذا أن هذا الجيل يختلف عما هو موجود في السوق؟؟
عندما أقول الجيل الأول فأقصد هنا التقنية وليس المنتج فحمض الخل هو منتج ثابت ومثلما نقول مادة البولي اثيلين فهي مادة ثابتة ولكن لها أكثر من طريقة للتصنيع وله أكثر من طريقة للتطبيق فالمقصود هنا الجيل الاول من تقنية سابك لإنتاج حمض الخل.
* ما هي الدوافع التي دعتكم للبحث عن هذه القتنية؟؟
شركة سابك حاولت خلال العقدين الماضيين الحصول على ترخيص تقنية حمض الخل ولم نحصل عليه لعدم توفر ترخيص التقنية بالشروط والظروف المناسبة التي تتواكب مع استراتيجيات وخطط الأعمال لشركة سابك ولأهمية المنتج ولتوفر المواد الخام الأساسية في المملكة كان التوجيه من إدارة سابك ومجلس إدارتها لمجمع سابك الصناعي للأبحاث والتقنية للبحث عن بدائل وإمكانية تطوير هذه التقنية ومن هذا المنطق بدأنا عمليات البحث والتطوير منذ سبع سنوات ولله الحمد توفقنا للوصول إلى تقنية خاصة بنا.
هذه أسباب الاختيار
* لماذا اخترتم هذه الطريقة التقنية لإنتاج حمض الخل؟
أولا دعني أشرح لك العوامل المؤثرة في قضية اختيار هذه التقنية وهي:
1 عدم حصولنا على هذه التقنية بالشروط المناسبة.
2 التقنية المستخدمة حاليا هي تقنيات طورت قبل ثلاثين سنة ووصلت إلى مراحل متقدمة من النضج بحيث يصعب إضافة تحسينات كبيرة عليها وهي محمية حماية كاملة من قبل المالكين لها وهي حماية الملكية الفكرية لها، ولذلك كل من أراد الدخول في هذا المجال أما انه يقبل الترخيص بشروط أو يطور تقنيته وهذا ما دعانا إلى تطوير هذه التقنية الجديدة, حيث ان التقنية التقليدية وصلت من النضج بحيث يصعب تحسينها بإضافة كبيرة لذلك بحثنا عن البدائل الأخرى ووجدناها في أكسدة مادة الايثين والمتوفرة في المملكة ودول الخليج ومنطقة الشرق الأوسط.
3 أضف إلى ذلك التوجه العالمي لإنتاج التقنية والذي يسير فيما يلي:
أ, يجب أن تكون التقنية صديقة للبيئة وتقنيتنا لا تنتج أو تستخدم مواد كيميائية مضرة بالبيئة بل مجردة أكسدة مباشرة.
ب, تقليل الطاقة المستخدمة وتقنيتنا تنتج طاقة لأنها عملية احتراق تولد طاقة ومعنى ذلك أنه يمكن الاستفادة من هذه الطاقة في عملية التصنيع للمصنع نفسه.
ج, التوجه العالمي في تطوير التقنيات هو تقليل خطوات تفاعلات الإنتاج والتقنية التقليدية الآن تستخدم ما لا يقل عن أربع خطوات ولكن تقنيتنا تعمل بخطوة واحدة وهي مجرد مرحلة واحدة ويكون المنتج النهائي,, وهذه من أهم العوامل المؤثرة.
مزايا التقنية
* ما هي مزايا تقنية سابك لإنتاج حمض الخل؟
مزايا تقنيتنا فهي:
1 إننا ولله الحمد نملك تقنية بكامل حقوقها وبراءات اختراعها التي حصلنا عليها ,, وسابك لها الحق الآن أن تمارسها في الإنتاج أو ترخصها للآخرين.
2 هذه تقنية مبتكرة في الحفاز والمفاعل وطريقة التصنيع.
3 تستطيع تحسين هذه التقنية الجديدة الحديثة الولادة وفي مرحلتها الأولى أثبتت جدارتها مقارنة بالتقنيات القائمة حاليا وستتواصل التحسينات لتصل لمرحلة النضج فعندها سوف تتفوق بشكل كبير على التقنيات الحالية.
4 نحن في المملكة بدأنا نطور قدراتنا الذاتية فهذه التقنية عندما بدأنا العمل لمرحلة تطويرها في مجمع سابك الصناعي فقد طورنا قدراتنا الذاتية وتعلمنا واستفدنا ومثال ذلك هناك ما يسمى بأعداد المعدات والمعلومات والمهارات والقدرات البشرية والبيئة البحثية والتطويرية المناسبة ولا أنسى القدرة والثقة بالنفس بعد الله التي مكنتنا من تنفيذ هذا المشروع أضف إلى ذلك أنه أثناء علمنا في هذا المشروع أصبح لدينا تقنيات تحت التطوير أو تحت التأسيس فنحن استفدنا من هذه التجربة.
5 تقنيتنا المقدمة الآن منافسة للتقنيات الحالية ان لم تكن أفضل منها في كلفة إنتاج الطن.
سلاح عالم الصناعة
* دكتور عبدالرحمن ذكرت في معرض اجابتك على السؤال السابق أنكم لم تحصلوا على الشروط المناسبة للحصول على الترخيص باستخدام التقنية,, فما هي هذه الشروط؟
دعني أقول انه في عالم الصناعة السلاح القوي في أي شركة عالمية مصنعة لأي منتج هي التقنية,, فالتقنية تعطيك المتنج المتميز والتفوق في كلفة الإنتاج وتعطيك مزايا أخرى قد تضيفها لمنتجك, هذه التقنية عندما تشارك بها الآخرين فأنت تشاركهم في السوق والزبائن ولذلك تجد أن الشركات العالمية تحاول أن تحسن تقنياتها وتحتكر الاستخدام بما يتناسب واستراتيجية العمل لديها وهناك الكثير من الشركات العالمية لا ترخص بل تطور تقنياتها لنفسها وهناك أمثلة كثيرة تؤكد هذا التوجه وقليل من الشركات إذا لم يتواكب ويتناسب مع توجهاتها استراتيجية فإنها لن ترخص.
وسابك شركة رائدة لها استراتيجية واضحة في التسويق والتعامل مع الزبائن وكيفية الإنتاج وكيفية التعامل مع التقنيات الجديدة والشروط التي قدمت لسابك لم تتناسب مع سابك واستراتيجيتها وخطط أعمالها ولذلك لم ترخص بهذه التقنية المستخدمة الحالية.
آفاق تقنية
* ما هي الآفاق التي ستفتحها لكم هذه التقنية؟
هذه التقنية بإذن الله سوف تفتح قطاع الأعمال ومنتجات ما يسمى بالاسيتايت وهي مركبات كيميائية تعتمد على حمض الخل لسابك ولصناعات أخرى داخل المملكة فسوف يستفيد الاقتصاد الوطني بفتح فرص صناعية جديدة ولزبائننا خارج المملكة والحصول على زبائن جدد.
* د, عبدالرحمن هل يمكن ان تذكر لنا أين أنجز هذا العمل الكبير ومن هم فريق البحث؟
تم إنجاز هذه التقنية في مجمع سابك للأبحاث من قبل فريق مكون من المجاميع التقنية والتطويرية وأود الإشادة بهذا الإنجاز الذي بهذا المستوى تحققه شركة وطنية تضيفه إلى سجلها الرائع خلال السنوات الماضية حيث استطاعت سابك من استقطاب التقنيات وتوطينها وتطوير الشباب السعوديين وتوصيلهم إلى مراحل متطورة من النضج والخبرة والقيادة.
وأود توجيه شكري وتقديري لفريق البحث الذي طور هذا العمل خلال سبعة سنوات فقد استطاع هؤلاء الشباب المكونة من مجموعة من الباحثين والعلماء والمهندسين والفنيين وأفراد عملوا كفريق واحد بذلوا الجهد المتواصل حتى وصلوا إلى هذا الإنجاز,,وأؤكد هنا على الإيمان بدور التقنية وبالدور الرائد لها في تطوير قدرات المملكة الاقتصادية واعتقد أنه لولا الرؤية الواضحة لإدارة ولمجلس إدارة سابك واستثمارهم في مجال البحث عن التقنية لما وفقنا في الوصول إلى هذا الإنجاز علما أن مجمع سابك الصناعي قد سبق وان حقق إنجازات كثيرة وعادت بالفائدة والربح للشركة ولكن هذه التقنية المبتكرة الجديدة يعتبر قفزة ونقطة تحول في مسيرة المجمع تؤكد على الثقة بالنفس وعلى الاعتمادية وإن شاء الله ليس هذا إلا بداية.
لم تواجهنا أية ضغوط
* د, عبدالرحمن العبيد,, في أثناء إجرائكم للأبحاث في هذه التقنية هل واجهتكم ضغوط تدعوكم للتوقف عن المضي في هذا السبيل أو محاولات لعرقلة البحث؟
لم تواجهنا أية ضغوط خارجية ونحن شركة تعمل في قطاع الأعمال والصناعة ولدينا الحرية المطلقة في العمل,, ولكن عدم حصولنا على الترخيص فهذا أمر آخر.
|
|
|
|
|