| الاقتصادية
*جدة / أحمد العلي
زاد الطلب على الذهب والمجوهرات الذهبية خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2000 بشكل قليل عن المستوى القياسي للعام الماضي, وبلغ الطلب على المجوهرات الذهبية خلال الأشهر التسعة 2114 طناً، وهذا الرقم أعلى بمقدار 1% عن العام الماضي, وطبقاً للمسح الربع السنوي لاتجاهات الطلب الذي يجريه المجلس مقارنة مع السنة الماضية والتي تميزت بطلب استثنائي قوي على الذهب كان الطلب على الذهب كاستثمار أقل من العام الماضي, فقد بلغ الطلب على الذهب كاستثمار خلال الأشهر التسعة الأولى لعام 2000م 277طناً وهو أقل بنسبة 27% عن العام الماضي ومع انخفاض حاد في مبيعات العملات الذهبية الجديدة في الولايات المتحدة الأمريكية, ذلك الانخفاض الذي يعد السبب الرئيسي في انخفاض الطلب على الذهب كاستثمار، وهذا بدوره أدى إلى أن تصل جملة الطلب خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2000م إلى 2392طناً، وهو أقل بمقدار 3% عن مستوى الطلب في نفس الفترة من العام الماضي.
وقد علقت السيدة/ هاروكو فوكودا الرئيسة التنفيذية لمجلس الذهب العالمي قائلة: إن الطلب على المجوهرات الذهبية مازال قويا وأكثر من نفس الفترة في العام الماضي عندما حطم الطلب على المجوهرات الذهبية كل المقاييس, لقد كان الربع الثالث من العام الحالي يتميز بتعافي الاستهلاك في العديد من البلدان عندما كان الطلب منخفضا, ومن بين هذه البلدان: تايلاند، حيث ارتفع الاستهلاك بنسبة 61%، واليابان بارتفاع 40%، وزاد الطلب في تركيا بنسبة 33%.
وأضافت فوكودا إن قوة الطلب على الذهب كانت مشجعة بالرغم من غياب الطلب العالمي للاستثمار، والذي تولد من الخوف من علة القرن في عام 1999م ومع ذلك فإن الطلب الكلي لا يتماشى مع النمو الاقتصادي ونتيجة لذلك، فإنني أثمن اعتراف المنتجين بالحاجة إلى زيادة حاسمة في جهود التسويق، وهو أمر حظي باجماع متزايد .
أهم ملامح الربع الثالث لمنطقة الشرق الأوسط
في الشرق الأوسط كان الطلب في الربع الثالث 1202 طناً، وهو أكثر ب2% عن الطلب في نفس الفترة من العام الماضي, إن أسعار النفط المرتفعة تعني بشكل عام اقتصاداً محلياً نشطاً، وإن ارتفاع تلك الأسعار في عدة بلدان وما يجلبه من ازدهار سوف يصل للمستهلكين وقد كان الازدهار جيداً عبر منطقة الشرق الأوسط، بالرغم من أن التوتر السياسي قد يكون سبباً للقلق في المنطقة.
لقد دفعت أسعار النفط العالية والأسعار المنخفضة نسبياً للذهب في المملكة العربية السعودية، دفعت بالطلب للارتفاع بنسبة 7% في الربع الثالث من عام 2000م لتصل إلى 49,5 طناً.
أما الطلب من بداية العام وحتى نهاية الربع الثالث فقد بلغ 170,5 طن، وهو أكثر بنسبة 6% عن نفس الفترة من العام 1999.
لقد شهدت أسعار النفط زيادة قدرها 10% عن الربع الثاني، وهو أمر أفسح الفرصة للاقتصاد السعودي للنمو للربع الثالث على التوالي، ما استفاد الاقتصاد من إمكانيات التحسن الناتجة عن تحرير الاقتصاد.
وبمعزل عن الظروف الاقتصادية المتحسنة فإن الطلب على الذهب في المملكة العربية السعودية تلقى دفعة قوية بسبب الحملات الترويجية للذهب والأعداد المتزايدة من السياح, وهذا هو العام الأول الذي تسمح فيه الدولة بالحملات الترويجية الموجهة للمستهلكين مع استمرار زيادة الطلب على الذهب في الربع الثالث بعدما زاد بشكل كبير في الربع الثاني بسبب مهرجان التسوق في مدينة جدة, وفي غضون ذلك، فإن الأنظمة الجديدة بالنسبة للسياحة قد بدأت تعطي مردودها ببطء، ولكن مع زيادة النمو في السياحة فإن هذا الأمر سيتيح انطلاقة أكبر لنمو الطلب على الذهب.
وقد ارتفع الطلب على الذهب في دول الخليج ماعدا السعودية بصورة متواضعة بلغت 2% ليصل إلى 34,4 طناً في الربع الثالث، وبلغ الطلب خلال الاشهر التسعة الأولى من العام الحالي 119,3 طن، وهو أكثر بنسبة 2% عن نفس الفترة من العام 1999م لقد عزز الارتفاع الحاد في أسعار النفط الاقتصاد الاقليمي، ومن المتوقع ان يظهر التأثير الكامل لهذا الارتفاع في تزايد انفاق المستهلكين.
لقد كانت دولة الامارات العربية المتحدة النجم الساطع في زيادة الطلب بنسبة 9% للعام الثاني على التوالي, وبعيداً عن أسعار النفط المرتفعة فإن الحملات الترويجية للذهب قد أسهمت في نمو الطلب, فقد شهدت حملات الذهب الترويجية زواراً أكثر بمقدار 17% عن عام 1999م, أما في عمان فقد ارتفع الطلب بمقدار 2% للعام الثاني على التوالي ليبلغ 4,7 طن.
وكان الأداء في دول الخليج الأخرى أقل من ذلك, ففي الكويت شهد الطلب انخفاضاً بمقدار 4% ليبلغ 7,8طن، بينما انخفض الطلب في البحرين بمقدار 10% ليصل إلى 2,6 طن, وقد ضعف الطلب في قطر بمقدار 14% ليبلغ 1,8طن.
لقد تسبب ضعف السوق السياحي والأسعار المحلية المرتفعة في ضعف الطلب على الذهب في مصر، حيث انخفض الطلب بمقدار 4% ليصل إلى 36,3 طن في الربع الثالث من العام الحالي، وهو الانخفاض للعام الثاني على التوالي, والطلب المقدر ب 96,7طن لم يتغير بشكل أساسي عن العام السابق،أما السياح الذين يمثلون مصدراً مهماً للطلب على الذهب فقد بقوا بعيداً عن مصر خلال الربع الثالث,
وكانت أفواج السياح التي وصلت إلى مصر أقل ب 10% مقارنة مع الربع الثالث من العام الماضي، ويرجع ذلك إلى المنافسة القوية لكل من تركيا واليونان, كما تضرر الطلب المحلي على الذهب في مصر بانخفاض سعر الجنيه المصري، الأمر الذي جعل أسعار الذهب المحلية أكثر ارتفاعاً.
وقد يبقى الطلب على الذهب في مصر ضعيفاً في الربع الرابع من العام, لقد استمرت الأسعار المحلية بالارتفاع بسبب استمرار انخفاض الجنيه،
كما شهدت الأنشطة الاقتصادية تباطؤاً قبل الانتخابات التي تجري في شهر نوفمبر الحالي.
|
|
|
|
|