أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 21st November,2000العدد:10281الطبعةالاولـيالثلاثاء 25 ,شعبان 1421

الثقافية

د, الدخيل لـ الجزيرة
التباحث حول مستقبل الثقافة يدفع عن المثقفين اتهاماً بالتركيز على الماضي
نعلّق على الندوة آمالاً كبيرة في رصد واقع الثقافة العربية وتقويم مشكلاتها
أكد معالي مدير جامعة الملك فهد للبترول والمعادن د, عبدالعزيز بن عبدالله الدخيل أن استضافة المملكة ندوة مستقبل الثقافة في العالم العربي يأتي انطلاقاً من دورها الرائد كقلب للعروبة وأرضٍ أشرق في ربوعها نور الإسلام وحملت إلى الدنيا حضارة خالدة نهلت من عطاءاتها الفياضة حضارات العالم.
وأضاف معاليه، في تصريحات حول الندوة التي تنظمها مكتبة الملك عبدالعزيز العامة خلال الفترة من 25 إلى 27 من شعبان الجاري، ان انعقاد الندوة يؤكد اهتمام أولي الأمر في بلادنا، وعلى رأسهم رائد نهضتنا الحديثة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز يحفظه الله بالتعامل مع قضايا الثقافة باعتبارها حجر الزاوية والعنصر الفاعل في سباق التطور الحضاري الذي تخوضه بلادنا على مختلف الأصعدة.
ونوه معاليه برعاية صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني فعاليات الندوة, وأشار معاليه إلى أن هذه الرعاية تمثل تقديراً كريماً لأهمية الندوة وقوة دافعة لتحقيق أهدافها في تجسير الفجوات بين الثقافات العربية واستشراف آفاق مستقبلنا الثقافي في وقت يزدحم بآراء كثيرة وأفكار وتيارات متنوعة.
وحيا جهود حكومتنا الرشيدة التي واكبت روح العصر واستطاعت في ذات الوقت أن تتدثر برداء العقيدة والأصالة والمثل وتقدم نموذجاً ثقافياً يحافظ على شخصية الأمة وتراثها الغني .
وأوضح معاليه أن الندوة تعقد في مناسبة اختيار الرياض عاصمة للثقافة العربية لعام 2000م وهو اختيار مستحق يستند إلى تاريخ حافل بعطاءات ثقافية مميزة وواقع يزدان بحضور ثقافي لافت في مختلف المناسبات .
ولفت معاليه إلى أن الندوة تعقد في المكان والزمان المناسبين فهي تعقد في الرياض التي تتواصل دائماً مع هموم العرب الثقافية وتجسد ثوابتهم وتبرز الوجه الحقيقي للثقافة العربية التي تنهل من القيم والمثل والأهداف النبيلة ,, كما أن الندوة تعقد في وقت نحتاج فيه إلى التمسك بهويتنا، ونحن نواجه طرحاً ينادي بتنميط الثقافة أو الثقافة الواحدة التي لاتراعي اختلاف العادات والتقاليد والثوابت.
وقال معاليه إن القائمين على الندوة أحسنوا صنعاً حين اختاروا التباحث حول مستقبل الثقافة، فالحديث عن المستقبل يدفع عن المثقفين اتهاماً يحلو للبعض توجيهه لهم وهو أنهم يركزون، دائماً، على الماضي ويصرفون جزءاً كبيراً من جهودهم على نقده أو الفخر به.
وقال معاليه إن نظرة فاحصة إلى محاور الندوة تدلنا على مدى الجهد الذي بذله القائمون عليها حتى تخرج بتصور عميق حول مستقبل الثقافة في العالم العربي وتعمق الوعي المجتمعي بأهمية الثقافة وتشجع على تنميتها وتقف على أهم المشكلات التي يعاني منها الواقع الثقافي.
وذكر معاليه أن المحور الأول يتناول واقع الثقافة في العالم العربي من خلال تحديد ثوابتها وسياساتها ودور المنظمات العربية في تطويرها، فيما يتناول المحور الثقافي آفاق المستقبل ويستشرف مستقبل الثقافة ويبرز ملامح الهوية العربية, ويقدم المحور الثالث تصوراً عالمياً مقارناً للثقافة العربية من خلال رؤية مثقفين من مختلف دول العالم.
وقال معاليه إنه يتطلع إلى أن ينتهي المشاركون في الندوة إلى نتائج تنير طريق المثقف العربي وتحدد له معالم المطلوب منه في المرحلة الحالية.
وأضاف معاليه إن المطلوب من المثقف العربي كثير فلابد أن يردم الفجوة بين النظرية والواقع كما أن بعض المثقفين يعيش في برج عاجي ولا يريد أن ينزل منه حتى يرى المشكلات في حجمها الواقعي وليس أكبر أو أقل من حقيقتها .
وذكر أن بعض المثقفين يتعامل مع أفراد المجتمع باستعلاء ولا يتمثل قول الشاعر العربي:


قل لمن يدّعي في العلم فلسفة
حفظتَ شيئاً وغابت عنك أشياء

كما أن على المثقف أن يقبل، عن اقتناع حقيقي، بتعدد الآراء وأن يدرك أن رأيه صواب يحتمل الخطأ ورأي غيره خطأ يحتمل الصواب وأن من ليس معي لا يكون بالضرورة ضدي .
وقال إن على المثقف العربي أن يهتم بالحوار مع الآخر ويأخذ بأيدي المواهب الجديدة ويغرس فيها الثقة ويكون همزة وصل بينها وبين المتلقي.
وأضاف أن على المثقف أن يجسد أحلام أمته ويواكب آمالها وطموحاتها، ويعبر عن احتياجاتها ويقدم لها ماتحتاجه وليس ماتريده, ودعا المثقفين العرب أن يعيدوا بإبداعاتهم الأصيلة إلى داخل السرب مبدعين، اشتقوا قوالب جديدة للإبداع، غريبة عن بيئتنا، ومغرقة في الغموض ولا تستسيغها الذائقة العربية, وطالب معاليه بضرورة الحفاظ على ثوابت ارتضيناها وتعارفنا على تقديرها وإجلالها.
وذكر معاليه أننا نعلق على المؤتمرين آمالاً كباراً في تقديم دراسة تقويمية لواقع الثقافة ورصد دقيق لمشكلاتها وأن تقود نتائج الندوة إلى حضور ثقافي عربي أكثر فعالية على الصعيد العالمي, كما أن واجب الندوة ان تبعث فينا التفاؤل بمستقبل الثقافة العربية التي قدّمت رواداً لم تستطع الحضارات الأخرى بناء تطورها إلا بعد أن نهلت منهم واستفادت من عطاءاتهم.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved