أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 21st November,2000العدد:10281الطبعةالاولـيالثلاثاء 25 ,شعبان 1421

الثقافية

الثقافة العربية حافظت على روح التواصل بين الشعوب العربية
عبدالله بن محمد الفيصل *
أثبتت الأحداث التي مرت على العالم العربي سواء كان ذلك في الماضي البعيد أو الحاضر القريب، أن الثقافة العربية هي العامل الرئيسي التي حافظت على روح وقيم التواصل والتضامن شعوراً وممارسة بين الشعوب العربية، وأن غوائل الدهر وفترات الاستعمار لم تستطع ان تنال من قدرتها على طبع حبل التضامن بين هذه الشعوب بطابع الأزلية، والذي تفوق في أثره وديمومته على الأحلاف العسكرية والتجمعات الاقتصادية.
ولعل هذا ما يفسر سعي أعداء الأمة للنيل من هذه الثقافة عبر صور شتى، تارة بالنيل والتشويه من الأصول التي تقوم عليها والمتمثلة في قيم الإسلام التي تستوعب الجنس البشري كله دون استثناء، وتارة بالنيل والكيد من اللغة العربية التي هي وعاء هذه الثقافة، والشواهد في ذلك أشهر ان تبسط في هذا المقام.
والأمة العربية وبالذات مثقفوها في شتى الحقول العلمية والمعرفية مطالبون اكثر من أي وقت مضى بإعادة الاعتبار لهذه الثقافة وانزالها المكانة اللائقة بها في نفوسهم أولا، وذلك من خلال الإيمان بأنها أسمى ثقافة تتوفر للإنسانية اليوم، لأنها خصت بأفضل الشرائع الإلهية وان لغتها خصت بالحفظ من خلال هذه الشريعة، وهذا السمو ليس مبعثه نظرة استعلائية على الغير، بقدر ماهو الشعور بالمنّة الإلهية التي خصت به هذه الثقافة.
وقد أحسنت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة صنعاً، باختيار مستقبل الثقافة في العالم العربي موضوعا لندوتها الثقافية، فما زالت محاولات النيل من هذه الثقافة مستمرة، كما أفرز التطور الهائل في مجال الاتصال والإعلام عوامل جديدة، حري بالمعنيين بالثقافة في الوطن العربي دراسة تأثيرها المستقبلي عليها، ووضع الخطط لتوظيفها لخدمة هذه الثقافة في أصولها ولغتها.
والأمانة تقتضي في هذا المقام الإشارة، إلى الرعاية الكريمة التي تحظى بها هذه الندوة من قبل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني، والذي غرف بحرصه على هذه المكتبة وتبنيها لكل المبادرات والمنتديات التي تخدم هذه الثقافة وتشيع قيمها ومبادئها النبيلة، كما هو دأب هذه البلاد الطيبة وقيادتها وشعبها.
نسأل الله العلي القدير ان يوفق هذه الندوة للخروج بنتائج عملية ومستقبلية، تخدم هذه القضية الهامة، ولايفوتني في هذا المقام ان أزجي جزيل الشكر للإخوة الزملاء في مكتبة الملك عبدالعزيز العامة على ما بذلوه من جهود في الإعداد والتنظيم لهذه الندوة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
*مدير جامعة الملك سعود
عضو مجلس إدارة مكتبة الملك عبدالعزيز العامة

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved