| مقـالات
في ذروة تدهور أسواق الأوراق المالية التي طالت العديد من المؤسسات والشركات والمصانع والمكاتب المتخصصة والبنوك، خروج مدير واحدة من أكبر شركات الأوراق المالية وأعرقها، خرج ليعلن للصحافة توقف أعمال مؤسسته التي خسرت في تلك الهوجة مبلغاً قدر بأكثر من 24 مليار دولار، ولم يتمالك الرجل نفسه وهو يعلن النبأ لوسائل الإعلام فبكى ثم بدأ في الانهيار قبل أن يسنده بعض موظفيه ويدخلوا به إلى غرفته، أعلن الرجل في بيانه وبكل شجاعة بأنه المسؤول الوحيد عن تدهور الوضع المالي لبنكه، وانه يقدر كل الشركات والمؤسسات التي تعاطفت أو تألمت للتدهور الذي تعرض له البنك، وانه سيكون ممتناً للذين تألموا أو تعاطفوا مع البنك في محنته لو كل مسؤول في هذه الشركات أصدر قراراً بتوظيف مجموعة من الذين سيفقدون أعمالهم في البنك وفروعه المنتشرة في شتى أرجاء العالم!!
ما هو الفرق بين هذا المسؤول الآسيوي، وبين العديد من المسؤولين في العالم الثالث، وما هي الطريقة التي ستتم بها معالجة انهيار بنك في العالم العربي أو بعض الدول الأفريقية؟
1 سوف يلجأ المسؤولون الكبار أولاً إلى تأمين مستقبلهم المالي، بتهريب ما يستطيعون تهريبه من المال، عندما يشعرون بأن السفينة التي يقودونها سوف تغرق!
2 سوف يتم تحميل المسؤولية ، لبعض الموظفين الصغار، وما يتبع ذلك من تفنيش أو فصل أو محاكمة!
3 سوف يصدر بيان بأن الوضع ليس بذلك السوء والخسارة يمكن تعويضها، لكن ذلك يستتبع بعض الاجراءات,,!
4 سوف يتم رمي العديد من الموظفين في الشوارع، وإذا اخذت الصحافة علماً يتم تلقيمها حجراً بعدة وسائل أبرزها، أن الموظفين المفصولين فاشلون، وقد استعيض عنهم ببعض الكفاءات المتخصصة!
ولن يلجأ أي مدير لإعلان بيان صريح وواضح عن وضع مؤسسته، ربما خوفاً من الناس وربما خوفاً على نفسه وربما خوفاً من الفضيحة,, ولذلك فإنه يختار كتم الفضيحة فإما تعفنت على مهل واما ماتت بالسكتة ولا من شاف ولا من سمع!
القامات العالية فقط هي التي تستطيع ان تقرع أجراس الخطر حتى لو التهمها الخطر، فليس هناك أحلى ولا أمر من الحقيقة، وهي في كل الحالات مطلوبة!
|
|
|
|
|