أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 21st November,2000العدد:10281الطبعةالاولـيالثلاثاء 25 ,شعبان 1421

مقـالات

عودة ، وعلاقة ، وعدة,,!1/2
بقلم د/ حسن بن فهد الهويمل
لم يبق لسان إلا وأفاض بالقول عن القضية الأعقد في التاريخ الإنساني على الإطلاققضية فلسطين وما نسل منها من قضايا ومصطلحات واتفاقات، وما تمخضت عنه من حروب وانتفاضات، وسلام وتطبيع، وهرولة وتمنع، وما أحدثته من تصدع في العلاقات، وتنابز بالألقاب، وتناحر بين أصحاب القضية، وما فرضته من أوضاع على كل الأصعدة: الإقليمية والعربية والإسلامية والعالمية، وما من مبدع أو كاتب أو مؤلف أو متحدث إلا كانت له قدم صدق أو موقف ريبة، عبر كل فنون القول وقنوات التوصيل: يهجو أو يحتج، يشكو أو يحرض، يلوم أو يتفجع، يثور أو يخنع, والأحوال تنحدر من سيئ إلى أسوأ، وإسرائيل منذ وعد بلفور عام 1917م إلى انتفاضة الأقصى عام 2000م تمارس فعلها الهمجي على مسمع ومرأى ومباركة من دول العالم وحماة حقوق الإنسان، والمتبجحين بالحرية والديمقراطية والعدل والمساواة، وما زال العرب وقضاياهم القومية والاقليمية ومواقفهم المتخاذلة أو المتعالية، المعتدلة أو النزقة مادة حديث ومصدر رزق لكل من أدركتهم حرفة الأدب، وحتى المزايدين يجدون في تلك القضايا المصيرية مرتعاً خصباً للمزايدة وانتهاز الفرص والإغثاء بالقول المجاني الاستهلاكي، والرأي العام وراء هذا التهييج والإثارة، والشعوب المتعذبة تفيض بها الشوارع وتكتظ بها الساحات في هتافات متناقضة، يرفع المتظاهرون صوراً وأعلاماً، ويحرقون أخرى، يلعنون زعيماً ضاعت مثمناته من أجل القضية، ويمجدون زعيماً ضاعت القضية بسبب تصرفاته المجنونة، وانتفاضة الأقصى التي أججت المشاعر إلى حين، كشفت عن وعي منقوص، ونسلت منها مزايدات سخيفة ، فعلت فعلها في الشارع العربي الذي يعيش أقسى حالات الإحباط والارتباك، وليس بملوم، فالوضع العربي بلغ حداً لا يطاق، والمؤسف أن بعض وسائل الإعلام توظف القضية لصالحها ولا توظف فعلها لصالح القضية، تتعمد الخلط بين الأشخاص والقضايا لمجرد الكسب الوقتي الرخيص، تمارس الاقتيات من هذه القضية التي لا ينضب معينها ولا يغيض ماؤها، ولما يستطع أحد حسم الموقف وتقديم الحل الممكن: فورياً أو مرحلياً، سلماً أو حرباً، ولما تجتمع كلمة الأمة على طريقة مثلى للمواجهة، بحيث يتميز فيها الصالحون ومن هم دون ذلك، والأمة العربية منكوبة بالقضية وناكبة لها، لقد تعرضت لحروب متعددة الأنواع والأحجام والنتائج: حروب عسكرية واقتصادية وإعلامية، وهم كذلك في مؤتمرات: سرية وعلنية، واتفاقات إقليمية ودولية، ومع كل ما تجرعته الشعوب العربية من مرارات نالت الصادق والكاذب والمقيم والظاعن فإنها لم تزل في حالة من الارتباك, ولست أعرف كيف ستكون الأمة العربية لو لم تكن إسرائيل.
وعلماء النفس يقولون بضرورة الأصدقاء والأعداء ولا حياة للإنسان بدون أعداء يحفزونه على التقدير والتوقيت والتدبير، ويفتحون له باب الأمل، إذ لا حياة بدون أمل، ولو لم يكن هناك أعداء لسعى الإنسان لخلقهم، على شاكلة خلق المشكلة والسعي في الحل, والمؤكد أن طبيعة الحياة تقوم على الصراع، وبدونه لا طعم للحياة، والحاجة إلى الأعداء كالحاجة إلى الأصدقاء، والمهم ليس في ألا يكون لك أعداء، وإنما هو في ان تحقق معهم قانون التدافع وتداول الأيام وأفضال التحدي ولذات الانتصار، بحيث لا يشكلون خطراً على وجودك، فلا ينهونك ولا ينهكونك, ولكن كيف لا يكون إنهاء وإنهاك، والحجر الطفولي يقابل الرشاش، والاهتياج العربي الأعزل يقابل الطبخات السياسية المؤسساتية البعيدة الرؤية المدعومة بالقوة العسكرية والتأييد العالمي، وتوصيات المؤتمرات ككلام الليل الذي يمحوه النهار، ولم تعلن المملكة مقاطعة قمة الدوحة إلا حين لم تنفذ المقاطعة، وهي حين نفذت بعد لأي حضرتها، والإشكالية أن بعض الأطراف العربية لا تلتزم بالتنفيذ دونما مقايضة, لقد كان المقاتل الفلسطيني من قبل يملك السلاح للدفاع عن النفس، أما اليوم فقد سلبته الاتفاقات وسلام الشجعان إمكانية حمل السلاح الشخصي, والسؤال الأغرب المجسد لتلك النظرية: هل قيام دولة يهودية عنصرية مدللة في قلب الوطن العربي نعمة أو نقمة؟ سؤال في منتهى الغرابة والسذاجة, ولكنه في الوقت نفسه سؤال مشروع ومتوقع، مادامت السياسة فن الممكن، ومادامت الميكافيلية سيدة الموقف، ومادام أن مصائب قوم عند قوم فوائد، وبصيغة أخرى: هل استفاد العرب من وجود عدو لدود مزروع كالخنجر المسموم في خواصرهم؟ وهل الشدائد كشفت عن جسد بالشكوى تتداعى سوائره بالسهر والحمى، أم كشفت عن جرح ميت ماله إيلام؟, إن بإمكان العرب قلب المعادلة وخلق مناخات ملائمة للأوضاع المرحلية، وإن كان العدو في أقصى حالات اليقظة والحذر, والمعادلة الصعبة أن العدو الأزلي التاريخي يمتلك سلاحاً لا يمتلكه العرب، ودعماً عالمياً لا يحلمون بأقله، ونظاماً سياسياً ديمقراطياً ليس قائماً عند أحد من أدعيائه، وإعلاماً يخترق كل الأجواء العالمية قادراً على صياغة الذهنية المؤثرة, وهو بهذه الديمقراطية وتلك القوة وذلك الدعم وهذا الإعلام يتوفر على تحد على كل المستويات، فهل لامس هذا التحدي نخوة العرب أم أنه لامس آذاناً ولما يلامس نخوة المعتصم؟, لقد ركنت إسرائيل إلى الغرب، وركن بعض العرب إلى الشرق، وتردد الباقون في الدخول في اللعبة، فكان أن صعد الثوريون في السبعينات خطابهم الإعلامي، ليكون في مستوى الحرب الضروس، ولما يستعدوا لها، وصعدت إسرائيل درجة استعدادها للحرب ، ولما تصعد من خطابها الإعلامي، فكان الثوريون فوقها في الكلام ودونها في العتاد والاستعداد، وتمخض الوضعان عن نكسة حزيران التي جرحت الكرامة، وأدمت القلوب، وكان احتلال الضفة وسيناء والجولان وتشريد السكان، وبها أضيف إلى عرب 48 عرب 67 ومن بعدها وجدت إسرائيل أن خيار القتل أفضل من خيار التشريد، فكانأيلول وصبرا وشاتيلا ، وخلف من بعد حزيران حربأكتوبر وانتقل الأطراف من سوح القتال إلى موائد المفاوضات، فكانالكامب الذي أجهض الخطاب الثوري، وشرعن السلام والعلاقات والتطبيع, كانت الحرب فاثّاقلنا إلى الأرض، وكان السلام فهرعنا إليه، وتوالت الانهيارات فجاء احتلال لبنان وما تلاه من إقصاء لما بقي من المقاتلين إلى تونس، ثم تواصلت اللقاءات بينالشرم والكمب واوسلو وكأن القضية جثة قابيل على كتف هابيل يبحث عمن يريه كيف يواريها, وكل من طمع في عدسات الإعلام استضاف الأطراف، وتعاقبت انتفاضات الحجارة وبرز الأطفال وانخنس الشيوخ، وفي كل مواجهة نخسر أرضاً، ونفقد بشراً، ونجهض موقفاً، ونغير لهجة، ونسقط زعيماً في حبائل التطبيع والمبادلات، والإعلام لا يصدقنا القول، واستطاع المكر الذي مكروه في الكامب أن يمتد أثره السيئ إلى أوسلو وإلى مواقع أخرى في العالم المتعاطف مع إسرائيل، وتكون الطامة حين تنفرد كل دولة بالحوار والاتفاق ، وتتحول القضية من إسلامية إلى عربية ومن عربية إلى فلسطينية، وتقفز دول من فوق دول الطوق ليست في العير ولا في النفير، تصالح وتطبع، تصدر وتستورد، وأصبح لكل دولة موقف، ولكل إذاعة خطاب، وانتصرت العواطف على العقول والتهييج على التبصر والاندفاع على الأناة والوعود على الفعل، فانطفأ الحماس، وشك الإنسان في نفسه، وانطوى المتعذبون على جراحاتهم يتجرعون مرارة النكسات العسكرية والتفاوضية, والذين حاولوا تسلق المحراب ولما يقدروا وجدوها فرصة للمزايدة، والشارع العربي تشابهت عليه البقر, فراح يحرق صورة زعيم أحرقه هم القضية، ويرفع أخى رزئت بها القضية، لقد طاشت الأحلام وحارت العقول، ولم يبق إلا أن يعض الإنسان على جذع شجرة حتى يأتيه الموت, والسؤال: هل ما يفعله العرب وما حققوه إزاء هذه الإشكالية بمستوى التحدي؟, الحقيقة مرة وقولها أدهى وأمر، وليس من مصلحتنا أن نطيل أمد المهدئات والمسكنات, إن علينا أن نواجه قدرنا بكل شجاعة نقتسم الحلوة والمرة , ننسى الماضي بكل مآسيه، ونستقبل الواقع بكل تحدياته, وإذا كان خيارنا السلام فليكن بشجاعة، وإذا كان خيارنا غيره فماذا أعددنا له؟ السلام والحرب مشروعان متكافئان، لكل واحد ثمنه وآلياته وإمكانياته, إن على إعلام الأمة أن يكف عن تزييف الوعي، فلم يبق مكان لمزيد من السهام، لقد تكسرت النصال على النصال.
دولة إسرائيل قامت وفق إرادة دولية ذات أهداف بعيدة، وستظل قائمة من خلال المنظور القريب, ويجب علينا أن نحول هذا الوجود الحتمي من خالص السلبية إلى احتمال بعض الإيجابيات، بحيث نخلق منه تحدياً تتكافأ فيه الفرص، وتتوازن فيه القوى: المادية والمعنوية، نتحرف لمواجهته حضارياً حين لا يكون بأيدينا عتاد ولا عدة, نختار المقاومة السليمة التي حرر بهاغاندي بلاده، نجعل هذا التحرف تكتيكياً وليس استراتيجياً , الجهاد فريضة غائبة، والسيف صنو المصحف، والمقاومة حق مشروع، ولكن يجب أن يكون اختيار الحرب أو المقاومة أوالسلام وهو أضعف الحلول من قبلنا، بحيث لا يفرض علينا ، والرسول صلى الله عليه وسلم لم يُقِم علم الجهاد إلا حين أعد له عدته، وحين لا نملك العدة، ولا نتوقع الدعم، فإن من الخير لنا أن نعي واقعنا، ونتحرك وفق إمكانياتنا، ولا يجب أن نضرب الأمثال مع الفارق، لقد قاتل الأفغان وقاتل البوسنيون وقاتل الشيشانيون ومن قبلهم قاتلالفيتناميون لأن وراء كل أولئك من له مصحلة ولديه قدرة، والمقاتلون يَقتلون ويُقتلون في كل موقع، ويبعثون على نياتهم، وليس في مقاتلة العرب لإسرائيل إلا مصلحة عربية إسلامية، وهذه المصلحة غير كافية في الوقت الحاضر، لأن مصلحة الأقوياء في انتصار إسرائيل، وإذا لم يكن خيار المواجهة واحداً وحتمياً فإن علينا أن نستعرض كل الخياراتالحرب، والمقاومة، والسلام ونأخذ بأرفقها بالمسلمين.
ثم إن المباركة العالمية لأي مواجهة أو حتى الدعم المادي والعسكري والمعرفي لا يكون بالضرورة قادحاً في العمل، فقد تتفق المصالح مع اختلاف الأهداف والنوايا، والمهم أن تكون النية من أجل دفع الظلم وإحقاق الحق وألا تحسب المكتسبات لصالح الآخر، ونحن لا نبعد النجعة حين نجري هذا التصور على الواقع العربي إزاء قضية فلسطين، فحين كان هناك معادل شرقي يعد العرب ويمنيهم كان الخطاب العربي ينحصر في خيار الحرب والقضاء على إسرائيل، ولما سقط الشرق وتأمرك العالم ودخل في مأزق القطب الواحد تغيرت اللهجة والمسار ، وقامت كلمةدولة إسرائيل مقام كلمةالعدو الإسرائيلي وأصبح خيار السلام هو الأمكن، ويقال مثل ذلك عن حربي الخليج، ولأننا جزء من هذا السياق العالمي، فإن علينا التحرف المناسب للجزر والمد، وخيار السلام لا يعني الاستسلام ، والدخول في السلم لا يقتضي نزع السلاح, ولأنه ضرورة فإن لها أحكامها والأخذ بها يجب أن يكون بمقدار، والأخطر من الحرب والسلام لعبة التطبيع، ان المواجهة تعمق الكره, وعلى الامة ان ترجىء الحرب والمقاومة ولا تلغيهما، وتحد من التطبيع لأنه بهذه الهرولة يعمق الإلف، ويلغي القضية، وإذا عجزنا عن حل قضايانا بالأسلوب الذي نريد، فلا أقل من أن نسلمها للأجيال القادمة بكل ما فيها من وحشية، واليهود بتجمعهم يحققون وعداً نبوياً لا ينطق عن الهوى، وقد لا يكون لنا شرف إنجاز هذا الوعد، فلننقله بكل شجاعة إلى من ادخر الله لهم فضل القتال كالموعودين بفتحالقسطنطينية , إن الخطر الإسرائيلي ليس قصراً على ترسانتها العسكرية، وليس قصراً على الدعم اللامحدود من الدول الغربية ومن أمريكا بالذات, الخطر الإسرائيلي متعدد الأنواع والأشكال، خطر يصنعه الكبار، وخطر تتقنه إسرائيل، وخطر ننتجه نحن بأيدينا، فهل نتقن أسلوب المواجهة لكل هذه الجبهات؟ لقد اخترنا القتال، ولم نستعد له، ثم اخترنا السلام ولم نستعد له، ومن أراد سلام الشجعان فليستعد أولاً للحرب لفرض هيبته وحماية شرطه، والاستعداد للحرب من أجلها أو من أجل السلام يتطلب قيماً: مادية ومعنوية، وليس عندنا من كل ذلك شيء .
وكيف تكون الأجواء مهيأة وقضايا الأمة العربية فيما بينها معلقة أو منوطة بعدوها.
وأحسب أن المعركة الأهم تكمن في تصفية الخلافات بين الحكام وشعوبهم، ثم بين الدولة العربية، وإذا صفيت الخلافات كان لابد من دخول معركة مهمة تتمثل في التجانس العربي: اقتصادياً وثقافياً واجتماعياً وفكرياً ودينياً، ثم غرس الثقة فيما بين الدول, ومن المسلمات أن إمكانيات الحرب الإعلامية لاعتراض إعلام العدو والنفاذ إلى الآخر لا تقل أهمية عن إمكانيات الحرب العسكرية، فالتعبئة الشعبية والعالمية ليستا بأقل أهمية من التعبئة العسكرية، والتفوق الإسرائيلي لم يتحقق بالتميز العسكري وحده، ومن تصوره كذلك فقد خسر الرهان، وحَصرُ الخيار بالمواجهة العسكرية وحدها تدمير لعدد من البنى في ظل الظروف القائمة.
إن هناك خيارات متعددة للمواجهة ، وإعلامنا العربي لم يوفق لطرح البدائل واختيار الساحة الأجدى لنا في ظروفنا الراهنة، وهو لم يوفق أيضاً في اختراق الذهنية الغربية ومنافسة الإعلام الصهيوني، إنه إعلام تناحري اجتراري تكريسي للذات المتجزئة, فيما تحسن إسرائيل ومن وراءها اختيار المكان والزمان والوسيلة للمواجهة, إسرائيل تتقن أربع فعاليات للمواجهة لسنا متكافئين معها وإن كنا قادرين على تحقيقها:
الفعالية الإعلامية.
الفعالية الاقتصادية.
الفعالية العسكرية.
الفعالية الدستورية.
والخطر الإسرائيلي تحقق من خلال أوضاع كثيرة صنعها الاستعمار، وأذعن لها المغفلون، ولعل من أهمها صفة واحدة ماثلة للعيان في الواقع العربي هي :القابلية للاستعمار كما يصفهامالك بن نبي رحمه الله , يقول المثل الإنجليزي على ما أذكر : لا يكون أحد أفضل منك إلا بموافقتك وهذا ما حذر منه المفكر الإسلامي مالك بن نبي , نحن الذين وافقنا بلسان الحال لا بلسان المقال على أن تكون إسرائيل أفضل منا، ومهما قلنا بلسان المقال خلاف ذلك، فإن الأمر محسوم، وسيظل الأمر هكذا، حتى يأذن الله بالنصر، وحتى نستطيع أن نتخلص من القابلية، وما على الشاكين باستفحال القابلية إلا أن يستعرضوا اطروحات الأدباء والمبدعين والنقاد والمفكرين والإعلاميين المحترفين من أصحابثقافة الضرار المعنين في جلد الذات والإصرار على سلب العرب قابلية التحرر من الأوضاع القائمة ليروا حجم التآمر وخطيئة الإنابة في إشاعة الثقافة الغربية, الظلاميون يقترفون المسخ، يحاربون إسلامهم بالعلمانية وقيمهم بالحداثة، ولغتهم بالعامية ووحدتهم الفكرية بالمذهبية، ثم يقول قائلهم:
الإشكالية في الإسلام.
لقد تفوقت إسرائيل بموافقتنا وبفعلنا الذي أطال زمن التيه، على الرغم من إمكانيات التفوق والرشاد، فنحن أمة ذات أعماق متعددة، تصنع منا قوة متكافئة قادرة على حماية نفسها ومثمناتها, والخروج من تلك المآزق ممكن، إذ هناك إجراءات بسيطة جداً، وغير مكلفة، وليس فيها إراقة دماء، ولا تدمير ممتلكات، ولا مواجهة عسكرية للمتعهدين بحماية إسرائيل، نستطيع من خلالها أن نحمل العدو على التخلي عن الغطرسة وعلى طلب الغوث الدبلوماسي والعسكري والسعي للصلح والسلام المناسبين, ثلاثة تحولات نستطيع أن نقلب بها الموازين:
العودة العازمة الجازمة إلى الله، عودة ناصحة صادقة، فلا مواجهة بدون هوية، ولا نصر بدون عقيدة, ويكفي أن نعتبر باليهود أنفسهم, لقد جاءوا إلى أرض الميعاد باسم العقيدة ووعد كتبهم.
إعادة النظر الجاد في العلاقاتالعربية العربية كي تعود الثقة ويتحقق الاطمئنان وتصفى الخلافات القائمة والمتوهمة، ويتم التوفيق بين الأحلاف المتعارضة والمصالح المختلفة دون وسطاء غربيين ودون محكمة عدل أو مجلس أمن أو هيئة أمم أو قوة غربية ترسم الحدود، وتفك الاشتباك، أو تخرج المحتل العربي من الأرض العربية.
العدة الصحيحة للمواجهة المجدية: اقتصادياً وثقافياً وسياسياً وعلمياً وعسكرياً وإعلامياً, ثلاث مفردات:عودة، وعلاقة، وعدة بها نستطيع قلب الموازين وإرباك إسرائيل ومن وراءها، دون أن نشهر سلاحاً لم نصنعه، ودون أن نعرض أنفسنا ومقدراتنا لموجهة غير متكافئة.
إن كان خيارنا الحرب فله عدته.
وإن كان خيارناالمقاومة فلها أسلوبها.
وإن كان خيارناالسلام فله خطابه.
وتداول الخيارات الثلاثة دون استعداد مناسب تهريج ممقوت وضحك سخيف.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved