| مقـالات
التصحر الثقافي هذا هو تماما التعبير الذي كنت بحاجة له للتعبير عن حالة الخمول والفتور الذي تخيم عليه الخيمة الثقافية لدينا، والتعبير السابق هو ل (تهاني الغريبي) نشرته في جريدة الجزيرة يوم الخميس الماضي ضمن مقال متميز (لم تدخل فيه إلى جوقة المطبلين والمزمرين) للرياض كعاصمة للثقافة بل تناولت من خلاله الكثير من الظواهر الأدبية لدينا وإشارات إلى مواضع القصور بعين لماحة وشمولية واستطاعت أن تبلور المشهد بصدق وحساسية، التي تحولنا في النهاية إلى استشراف تلك الهوة الواسعة التي تفصل بين المتلقي والمبدع أو المثقف, وان كنت لم أقرأ للكاتبة في السابق ولكن وصفها للجسد الثقافي لدينا بالجسد الذي يعاني من التصحر ومغطى فقط بأوراق المقالات الصحفية تشبيه دقيق ومقتنص من خلال عدسة شفافة تستطيع أن تنقل المشهد بجميع مفارقاته.
وفي رأيي الخاص اعتقد بأن الثقافة لابد أن تتحول إلى طقس اجتماعي وحاجة جمعية ملحة حتى تمتلك القدرة لتصبح حيوية وفاعلة من ,, وإلى المتلقي، وإلا ستظل أسيرة برج عاجية ثقافية من ناحية أو واجهة رسمية يروج لها بين الحين والآخر بحسب المطلوب دون أن يكون هناك مناخ ملائم لنموها وامتدادها وتشكلها عبر الكثير من القنوات.
ولعل علاقة الطقس الاجتماعي بالفعل الثقافي لدينا هي علاقة بسيطة ومحدودة واقتصرت على بعض الأشعار والقصص الشفوية في سهرات السمر في السابق، وبالتالي لم تكن المنطقة كما تراكمياً من البرتوكول الثقافي الذي يحرث الأرض ويعدها لاستقبال الجديد والمتميز والمبدع، وهذا بالتأكيد يفسر شحوب الكثير من قاعات المحاضرات وفتورها وقت المحاضرات العامة، وتوقدها وتوهجها في أمسيات الشعر الشعبي.
وأذكر حادثة طريفة تتعلق بهذا السياق حين قمت والفنانة (هلا بنت خالد) بتدشين قصتنا (وسمية) كانت بعض الزميلات يسألن ضاحكات (ما هي كلمات التهنئة التي تقال في مثل هذا المقام؟؟) فتدشين الكتب بل وإصدارها هو حدث طارئ على النسيج الاجتماعي لدينا وبالتالي لم يكوّن المجتمع الجمل والمفردات التي تناسب هذا الحدث وتعبر عنه!!!
والجميع يعرف أن الأرضية الصالحة للفعل الثقافي كي ينمو ويزدهر بحاجة إلى أجيال تكون كما تراكميا من التفاعل الإيجابي بين المتلقي والمبدع تقود في النهاية إلى تكوين واحات جميلة ونضرة تتحدى التصحر الثقافي، وفي مجتمع مثل مجتمعنا يميل إلى المحافظة والاسترابة من كل جديد وطارئ لابد أن هذا النمو سيواجه بالكثير من السدود المثبطة والمعيقة، ولكن إذا حاولنا ان نحمل تفاؤلا وإيمانا بالصيرورة التاريخية المتبدلة والمتطورة لابد أن نشرع بالاهتمام بحدائقنا الخاصة والعناية بها والمحافظة عليها بعيدا عن شبح التصحر من خلال الانغماس في مشروع ثقافي ملتزم وجاد، وبالتأكيد فإن حديقتنا الخاصة ستكون الواحة الكبيرة المنتظرة.
ردود:
الأستاذ عبدالرحمن الولايات المتحدة الأمريكية:
شكرا لمتابعتك ولكلماتك الجميلة وأتمنى أن أكون عند حسن ظن القراء دائما، وموضوع (الأقصى) تكلمت فيه كثيرا وتكلم سواي ولكن حالنا اليعربي يقول:
لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي ولو نار نفخت بها أضاءت ولكن كنت تنفخ في رماد |
Email:omaimakhamis @yahoo.com
|
|
|
|
|