أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 21st November,2000العدد:10281الطبعةالاولـيالثلاثاء 25 ,شعبان 1421

فنون مسرحية

الجدار الرابع
العنوسة في بيوت المسرحيين
فهد الحوشاني *
يكاد لايخلو بيت من بيوت المؤلفين المسرحيين من وجود عوانس أحالت حياتهم الى شيء من القلق المستمر على مصير عوانسهم التي توضح الاحصائيات غير الرسميه ان نسبتها مع الاسف في زيادة مستمرة، وهذه العوانس موضوع حديثنا تتمثل في العديد من النصوص المسرحية التي كتبها المؤلفون للمسرح ولكن مازالت تنتظر لسنوات طوال في ان يأتيها النصيب! وتجد المؤلف يفز قلبه مع كل رنة لجرس هاتفه النقال او دقة لجرس بيته معتقدا ان ذلك الهاتف والطارق يريد ان يطلب منه احد نصوصه التي يتمنى ليل نهار ان تجد طريقها ويتقدم لها منتج (ابن حلال) يحفظ الحقوق المعنوية والمادية ويقدر الحياة المسرحية! وسواء كان ذلك المتقدم فردا او حتى جهة حكومية فان المؤلف سيوافق دون ان يشترط (مهرا) كبيرا لنصوصه فالمهم لديه هو ان يرتاح من هم هذه النصوص القابعه في بيته تنتظر وينتظر معها وما اشد الانتظار! ويردد بعض المؤلفين المثل الشعبي الجميل الذي نحتاجه هذه الايام بشكل كبير في حياتنا الاجتماعية (اخطب لبنتك) حيث استجمعوا شجاعتهم وبدأوا يقومون بعرض نصوصهم العانسه في كل مناسبه للمنتجين والمسؤولين عن المسرح,, وربما قام المؤلف بتلميحات متجاوزا التقاليد لترغيب المنتجين فيذكر لهم الاسماء والتي تكون احيانا اسماء عصريه (مودرن) زيادة في الترغيب ولفت الانظار ثم يقوم بتعداد المحاسن وانها نصوص اصيله وغير معدة وخفيفة الظل ومحترمه بعيدة عن الاسفاف والتهريج الذي اصبح سمة لنصوص هذا الزمان! وربما أمعن المؤلف في التجاوز واهدى للمنتج (صورا) لتلك النصوص لعل قلبه يميل الى احداها, ومن ثم يؤكد عليه المحافظة على تلك الصور لكيلا تقع بايدي العابثين!
ولكن كثيرا ماتذهب كل محاولات المؤلفين ادراج الرياح نظرا لقلة المنتجين الجادين و (عزوف) الجهات المنفذة للمسرح، فالاخير ليس اهم انشطتها فلديها الكثير مما خف تنفيذه وراجت سمعته من الانشطة فندوة أو محاضرة يحضرها خمسة اشخاص وتنتهي بوليمه وتسجل نشاطا تكفي لتؤكد حيوية تلك الجهه ودورها الكبير في خدمة المجتمع!
واذا كانت مكاتب الزواج والتي بدأت تنتشر حاليا حلا جيدا لمشكلة العنوسه بين الجنسين ليجد كل منهما شريكا لحياته، فان المؤلفين المسرحيين الآن بحاجة الى مايشبه تلك المكاتب التي تجمع بين المنتج والنصوص، المهم ان ننقذ المؤلف من هذا الاحباط الذي يجعله يعود دائما مكسور الخاطر الى نصوصه يواسي نفسه ويطالبها بان تصبر وان المستقبل دائما يعد بالافضل، ويؤكد لها وهو ينظر اليها بأسى ان ترضى بالمقسوم ويذكرها بالحكمة الشائعة ان تنفيذ النصوص كما يقولون قسمه ونصيب!
alhoshanei@ hotmail.com

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved