| العالم اليوم
في افتتاح المؤتمر التقني السعودي الأول تسلّم صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد و نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني إهداء تذكارياً يمثل مجسماً للمسجد الأقصى وقبة الصخرة صنعه طلبة المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني.
وقد يتساءل البعض: ما علاقة ما يرمز إليه الإهداء بموضوع الحفل وطبيعة المناسبة؟
إنه شعور فيّاض عبّر عنه ابناء المؤسسة العامة للتعليم الفني تجاه مواقف سموه الواضحة لما يحدث لإخواننا في فلسطين، وهي مشاعر اخوانهم في المملكة وخارجها الذين يرددون مواقف المملكة المشرفة في مؤتمر القمة العربية الطارىء الذي عقد مؤخرا في القاهرة ومؤتمر القمة الاسلامية الذي عقد في الدوحة، والذي ترجم مشاعر المواطنين في بلاد الحرمين الشريفين الى خطوات عملية فاعلة تفضح الآلة العسكرية الصهيونية وممارستها الوحشية، ولاتخاذ موقف واضح وصريح من الحكومة الاسرائيلية ومن يقف وراءها.
هذا هو تفسير العلاقة بين مجسم الأقصى الذي تسلمه سمو الامير عبدالله بن عبدالعزيز وبين موضوع الحفل والمناسبة وبخاصة ان المؤتمر التقني السعودي الأول تحضره وفود وعلماء من دول عربية وأجنبية مختلفة.
ان هذا الاهداء هو لمسة وفاء من المواطن الى قيادته، وهو تعبير عن التعاطف الكبير الذي تحظى به انتفاضة القدس من حكومة الأراضي المقدسة وشعبها، وهو توثيق للرباط بين الأراضي المباركة وبلاد الحرمين، وقبل ذلك وبعده تأكيد لنصرة الاسلام والمسلمين.
إن سجل الأمير عبدالله بن عبدالعزيز حافل بالمواقف الكبيرة تجاه القضية الفلسطينية.
لقد حيّا سموه أبطال الانتفاضة الباسلة وقال: (إنني معكم أيها المجاهدون حتى النصر وبعد النصر أيضا، لقد آن لاسرائيل أن تعلم أن جهاد أبطالنا في فلسطين لن يتوقف قبل أن يمارسوا حقوقهم في العودة الى وطنهم وتقرير مصيرهم وإقامة دولتهم على ترابهم السليب، إن القوة لن تنتصر على الحق، وإن الذين يدوسون بأقدامهم حقوق الشعوب لن يكونوا في النهاية المنتصرين).
وهو القائل في مؤتمر القمة العربي الطارىء الذي عقد في القاهرة بعد أن أعلن تبرع المملكة بما قيمته 250 مليون دولار من المبلغ المخصص لصندوقي الأقصى والانتفاضة اللذين اقترحتهما المملكة وتبنتها القمة: (,,, فلا أبتغي من ذلك غير وجه الحق سبحانه وتعالى، ولا أعتقد أن أياً منا سينسى ما عاش صورة الرعب والفزع التي ارتسمت على محيّا محمد الدرة قبل أن يفارق الحياة، ولا أظن أنني ما حييت سأنسي الأجساد الممزقة والعيون الجاحظة والأذرع المهشمة بفعل الرصاص المتفجر عندما رأيتها ممدة في مستشفيات المملكة).
لقد تحدث سمو الأمير عبدالله بن عبدالعزيز في مؤتمر القمة الاسلامية التاسع الذي عقد الأسبوع الماضي في الدوحة بصوت واضح وبقلب صادق وقال للحضور: (إن مصير القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة أمانة في أعناقكم، هي صيحة يطلقها كل يوم أطفال الحجارة في فلسطين وتطلقها أمهات الشهداء في زغاريدهن وفي حزنهن المكتوم، ويطلقها الشباب المنتفضون في مواجهة آلة العدو العسكرية، هذا الشعب المحاصر الذي يسقط منه الشهداء والجرحى يومياً ينتظر أن يخرج هذا المؤتمر بما يصل الى عمق القضية ويدرك واقعها بالأفعال قبل الأقوال مبتعداً عن الطروحات النظرية العقيمة,,)
هل رأيتم أصدق لساناً وأنصح قلبا للقضية من هذا الحديث؟!
لقد أحسن طلاب المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني عندما جسّدوا مشاعرنا جميعاً لناصر القدس.
د, محمد بن سعود البشر |
|
|
|
|