| العالم اليوم
سارعت الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا عبر سفيريهما في بيروت لتحذير لبنان بعد العملية النوعية الناجحة لرجال المقاومة اللبنانية الاسلامية في مزارع شبعا، إذ يرى السفيران في العملية التي استهدفت دورية اسرائيلية في الأراضي اللبنانية المحتلة، تهديدا للاستقرار وأنها ستدفع الاسرائيليين الى الانتقام والقيام بعمليات عسكرية في جنوب لبنان.
منطق غريب يعطي المبرر للإسرائيليين ليفعلوا كل ما فعلوه سابقا في لبنان وفي فلسطين المحتلة حالياً، فالأمريكيون والفرنسيون لا يريدون أي ازعاج للمحتلين في مزارع شبعا مثلما أنهم لا يريدون أي إصابات للجنود الاسرائيليين في فلسطين المحتلة رغم أنهم متواجدون في هذه الأرض العربية كجنود احتلال، ومن حق الذي تُحتل أرضه ان يطهرها بطرد المحتلين سواء بتفجير العبوات الناسفة في طريق دورياتها أو تحت مركباتها وإن استعصى ذلك، فإلاستعانة بالحجر كما يفعل الشبان الفلسطينيون في الانتفاضة الفلسطينية المباركة كفيلة بهز وتهديد المحتلين الاسرائيليين وحلفائهم من الأمريكيين والغربيين الذين يرون ويتابعون حجم الجرائم الاسرائيلية ولا يحركون ساكناً، لأنهم ببساطة متناهية لا يريدون للعرب: فلسطينيين ولبنانيين وغيرهم من العرب ان يتحرروا من الاحتلال والهيمنة الغربية ولذلك فالقول بأن اسرائيل مخلب الاستعمار الغربي في المنطقة قول تتأكد مصداقيته بعد كل الأحداث التي شهدتها المنطقة منذ زرع الكيان الاسرائيلي قبل أكثر من نصف قرن، إذ حظي هذا الكيان بدعم الاستعمار البريطاني إبان إنشائه ومده بالمال من قِبَل الألمان بعد مرحلة الانشاء وبينما مدّه الفرنسيون بالدعم العسكري والنووي والروس بالرجال، فإن الدور يحل الآن على الأمريكيين الذين لا يكتفون بالدعم المادي والاقتصادي والعسكري فيحيطون الكيان الاسرائيلي بالغطاء والمساندة السياسية المطلقة التي تجعل من الاسرائيليين فوق كل حساب ولهذا فإن ما تقوم به اسرائيل في فلسطين المحتلة وجنوب لبنان لا أحد يتحدث عنه او يحذر منه في حين إذا انتفض المظلومون وجعلوا يدافعون عن حقوقهم ويسعون لتطهير أرضهم من المحتلين يسارع الأمريكيون والفرنسيون لتحذيرهم.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني Jaser @ Al-jazirah.com
|
|
|
|
|