| مدارات شعبية
* كتب المحرر الشعبي:
في بداية الصحافة الشعبية كان الاهتمام منصباً على القصيدة فقط اذ تجد الصفحة من اولها الى آخرها قصائد مرصوصة وبدون مقدمات في الغالب.
وكان الاقبال على قراءتها كبيراً,, ربما لان لكل جديد لذة ومع الوقت مل القارئ اسلوب عرض القصائد,, واحس قلة من محرري تلك الصفحات بضرورة الموازنة بين الشعر والنثر فيما يقدمونه,, فظهرت اسماء عديدة بمحاولات نقدية انطباعية مثل الشاعر عناد المطيري وعبدالله الوهيبي,, وقبلهما عبدالله الزازان ومن بعد ظهر عواض العصيمي ولفت الانظار واعتقد البعض انه هو ضالة النقد التي وجدت!
وتكررت محاولات الصحافة الشعبية لإبراز الجانب النقدي,, ولان في صحافة الشعر الشعبي كثيراً ممن لا يفرق بين البناء والهدم فقد كثر الهراء الحاقد الذي يقدم على انه نقد!
ففضل اصحاب المحاولات الجادة الابتعاد عن ساحة اختلط حابلها بنابلها.
وخلا الجو للعابثين من محررين وكتاب حتى انقلب الهرم فصار الجاد محاربا,, والهازل هو الذي تفتح له الابواب وتسلط عليه الاضواء.
واستفحل الامر خلال العشر سنوات الماضية فكانت نتيجته ان ساءت حال القصيدة الشعبية الى درجة لا تطاق فصار جل ما ينشر لا يستحق القراءة بل ولا يمت للشعر بصلة وزاد الامر سوءاً ظهور مجلات العبث الشعبي التي حمل معظمها معول الهدم ليقضي على البقية الباقية من روح هذا الشعر,, وكما سبقت الاشارة اليه في موضوع سابق مجلات الابداع الشعبي كما تسمي نفسها يربو عددها على الثلاثين على مستوى الخليج ولم اجد ما يستحق المتابعة منها سوى اربع فقط والغريب ان كل ما يطرح منها في السوق يجد من يشتريه ربما لما تحمله الاغلفة من صور وعناوين اكبر من حقيقتها!
ترى لو وجد الناقد الذي يتمتع بالجرأة الى جانب المؤهلات الاخرى هل ستكون الحالة كما هي الآن؟!
وهل بالامكان التصدي لهذا المد الهائل من الاخطاء التي تصل الى درجة الخطر في بعض الاحيان وتمارس باسم الادب الشعبي؟
عشرات الاسئلة لا يملك اجابتها الا الجهات المسؤولة بدءاً من اسرة تحرير المطبوعة التي تصدر فيها صفحة شعبية ومروراً بملاك المجلات وانتهاء بالجهات المسؤولة عن اجازة ما ينشر ليس في بلادنا فحسب بل في كل دول خليجنا العربية على اعتبار ان سوق الخليج واحدة والقارئ يستطيع متابعة كل ما ينشر في اي من دول الخليج.
|
|
|
|
|