| الطبية
تقديم الرعاية الصحية لا تتوقف على الخدمات الطبية السريرية بل تتجاوزها الى الوقاية وهنا يأتي دور الثقافة الوقائية ومدى الالمام بها وهذا يستوجب قيام المؤسسات الصحية بدور آخر وهو الدور الارشادي والتثقيفي ومن هذا المنطلق قمنا بعمل هذا اللقاء مع عدد من العاملين بقسم العلاج الطبيعي بمستشفى الملك فهد للحرس الوطني حول جلطة المخ.
ويسرنا ان نضع محصلة هذا اللقاء بين يدي قرائنا الافاضل وكلنا امل بان يجدوا فيه اجابة شافية حول ما يثار من اسئلة عن جلطة المخ.
(1) ماهي جلطة المخ؟
الجلطة الدماغية عبارة عن تلف جزء من خلايا المخ بصورة فجائية والنتيجة هي فقدان هذا الجزء المصاب من المخ لوظيفته واكثرها شيوعا ما يسبب ضعفا او شللا للذراع والرجل سواء الجانب الايمن او الايسر من الجسم وضعف عضلات الوجه وبعض الحالات فانها تؤدي الى عدم التوازن واضطراب الرؤية والكلام وعدم التحكم في الاخراج وصعوبة في البلع وفي الحالات السيئة يكون فقدان الوعي واضطراب التفكير كاملا.
(2) ما الأزمة الاحتباسية العابرة؟
ان الأزمة الاحتباسية العابرة تشبه الى حد ما الجلطة الدماغية ولكنها تمر اسرع فان اعراض الضعف في احد الجانبين من الجسم وتنميل وانحراف الفم او فقدان القدرة على الكلام او اضطراب الرؤية تستمر فقط لعدة دقائق وبعدها تختفي وتحدث الازمة الاحتباسية لوقت قصير نتيجة عدم كفاية الدم الواصل الى جزء من المخ والمرضى المصابون بهذه الازمة يمكن علاجهم ويجب ان يسرعوا في الذهاب الى الطبيب.
(3) ما أسباب الجلطة الدماغية؟
ان نصف المصابين بجلطة المخ يكون السبب وراء تلف الاوعية الدموية هو تعرضهم لضغط دم مرتفع او زيادة في الكلوسترول وبالاضافة الى ذلك اذا كان المريض يدخن او يتناول المشروبات الكحولية بكثرة او يعاني من زيادة في الوزن او يستعمل ملحا كثيرا في الطعام او مصابا بمرض في القلب او يعاني مرض السكر فان تعرضه لجلطة المخ يكون كبيرا.
(4) هل يتأثر المخ بالجلطة؟
نعم,, فان الجلطة الدماغية هي بمثابة جلطة الشريان التاجي في القلب ودائما ما يتلف المخ نتيجة الجلطة مثلما يحدث دائما في القلب, ان القلب يتلف نتيجة الجلطة في الشريان التاجي وكل الاعراض التي تحدث نتيجة الجلطة المخية فانها تحدث نتيجة تلف الجزء المصاب من المخ ولكن هذا لايعني ان المرضى المصابين بجلطة المخ قد فقدوا وظائف مخهم بالمعنى المفهوم للكلمة.
(5) هل يحدث تحسن وكم من الوقت تستغرقه عملية التحسن؟
ان التحسن الجزئي محتمل جدا ولكن التحسن الكلي ربما يكون ضعيفا الى حد ما وهناك اربعة عناصر يمكن حدوث اي منها بعد الجلطة.
(أ) خلايا المخ التي تلفت بشدة تموت ولا تشفى.
(ب) الخلايا الاخرى التي تلفت جزئيا ونتيجة التورم الحادث في المخ تشفى في الغالب جزئيا وتستعيد وظيفتها وهذه العملية تتم في خلال الاسابيع القليلة الاولى من بداية الجلطة.
(ج) اجزاء المخ التي لم تتأثر بالجلطة تحل محل الاجزاء الميتة وتؤدي وظيفتها وهذه الحالة قد تحدث فقط بدرجات محدودة ولكنها يمكن ان تستمر لفترة طويلة.
(د) ان يتكيف المريض مع فقدان الوظيفة في الجانب المصاب ويتعلم طرقا جديدة للمعيشة بهذه الحالة.
ومرضى الجلطة المخية يجب الا يفقدوا الامل في الاستمرار حتى لو كان الشفاء محدودا ويجب ان يكونوا واقعيين في تنبؤاتهم ويستمروا على حماسهم لأن شفاءهم يحدث مبكرا نسبيا متى تعاونوا مع الفريق الطبي والاسرة والمجتمع.
(6) كيف تتأثر الحركة؟
في بداية الجلطة يتأثر الاحساس بدرجات متفاوتة ويحدث ضعف وارتخاء في عضلات الوجه والذراع والرجل في احد الجانبين سواء الجانب الايمن او الايسر من الجسم وفي معظم الحالات فان القوة تعود مرة اخرى بصورة تدريجية واذا لم توضع الاطراف في الوضع الصحيح فان هذا قد يسبب تيبسا في العضلات وذلك حتى لو عادت القوة فان الاطراف يمكن ان تكون قد فقدت القدرة على القيام بوظيفتها بسبب التشوه ولذلك فانه من المهم جدا ان نحافظ على الاطراف في الوضع السليم لكي تسمح بالتحسن في افضل صورة وانه من المهم جدا ان يعالج الجسم ككل وليس فقط الجانب المصاب بمفرده.
(7) كيف يتأثر الكلام؟
ان الكلام يتأثر بطريقتين ففي بعض المرضى نجد كلامهم مبهما وغير واضح وبه لتغة وفي بعض الحالات لا يستطيع الكلام نهائيا ولكنه يستطيع القراءة والكتابة ويفهم عن وعي تام كل ما يقال وهذه الحالة يطلق عليها عثر التلفظ والصعوبة ناتجة عن اعتلال الجزء المسؤول عن النطق وغالبا يمكن التخلص منه بالعلاج اما الحالات الاخرى فانها معقدة اكثر الى حد ما ويطلق عليها عثر الكلام او فقد القدرة على الكلام وهذه الحالة تحدث نتيجة تلف جزء من خلايا المخ المتحكم في العمليات اللغوية والصياغة وهذا يؤثر على قدرة المريض في الكلام وفهمه والقراءة والكتابة.
(8) ما علاج قسم التأهيل؟
هناك طرق عديدة لعلاج مرضى الجلطة المخية ولكن عناصر النجاح تتم بالثقة بالنفس لدى المريض ومهارة الاخصائي المعالج والتعاون التام في فريق التأهيل والاسرة والمجتمع.
ان افضل طريقة للعلاج تعتمد اساسا على علاج الجسم كله والمريض بأكمله وليس فقط الناحية المصابة واهم شيء في البداية هو كيفية وضع جسم المريض واطرافه في السرير او الكرسي وفي كل مرة يتحرك المريض سواء في السرير او تحويله الى الكرسي المتحرك, يجب مراعاة اتباع الطريقة النموذجية لتحريكه ووضع الاطراف دائما في وضع صحيح وغالبا ما يؤجل المشي حتى يستعيد المريض القدرة على التوازن ومن ثم الوقوف ثم الحركة المتدرجة.
تستغرق هذه الطريقة وقتا اطول ومجهودا اكثر عن الطرق الاخرى التي تعتمد على مشي المريض في اسرع وقت ممكن ولكن نتيجتها تكون غالبا افضل.
ولابد ان يتوقع الاقارب ان اصابة المريض تأخذ وقتا يتراوح من شهر الى 6 اشهر حتى يستعيد المريض مهاراته وثقته والامان بالمشي وقد يكون المشي غير ممكن بعد الجلطة الحادة.
(9) ما العلاج الطبي لمريض الجلطة المخية؟
في المراحل الاولى يتم مراقبة المريض مراقبة تامة للتأكد من صحة التشخيص وتمام عملية الاخراج والتغذية والتحكم في ضغط الدم وعدم تخثر او تجلط الدم لمنع اي مضاعفات وفي مثل هذه الحالات تعطى بعض الادوية كمحاولة لعدم استمرار تلف خلايا جديدة ولكنه حتى الآن غير متفق على طريقة طبية لهذا التحكم ولكن في الفترة الاخيرة ركز الاطباء على العمل مع قسم التأهيل الممرضة,, اخصائي العلاج الطبيعي,, اخصائي العلاج الوظيفي ,, اخصائي علاج النطق واللغة,, والاخصائي الاجتماعي وذلك لتشجيع المريض للوصول الى استعادة القيام بالمهارات اليومية والثقة بالنفس والابحاث في الوقت الحاضر تركز على ادوية لمنع تجلط الدم في الاوعية الدموية او تساعد على فك تخثر الدم وبذلك يمكن تجنب الجلطة المخية او على الاقل تقليل حجم التلف الناتج في المخ.
(10) هل يجب مساعدة المريض لأداء المتطلبات اليومية او نتركه لأدائها؟
ان الهدف من العلاج هو استعادة اعتماد المريض على نفسه في حدود امكاناته فمعظم المرضى غير المعتمدين على انفسهم ويرغبون دائما القيام باداء هذه المتطلبات وهناك مرضى آخرون وبخاصة الكبار في السن فهم ينظرون للمتطلبات اليومية كالتعلم على ارتداء ملابسهم بأنفسهم على انها شيء يجب الاقلاع عنه حتى كمحاولة او ان هذه المتطلبات تأخذ وقتا كبيرا من المرضى حتى يشعر احد الاقارب برغبة لا تقاوم للمساعدة واذا منح المريض المساعدة فانه سيتوقعها مرة اخرى وستكون اسهل له وفي هذه الحالة يكون المريض متواكلا وسيصعب عليه بذل اي جهد وسيصبح المريض دائما آمرا وصعب الاعتماد على نفسه.
(11) ماذا يجب على الأقارب عمله للمساعدة؟
اثناء تنويم المريض بالمستشفى يجب على الاقارب دائما الاتصال بفريق العمل مع المريض واغلب المستشفيات ترحب بمشاركة الاقارب في جلسات العلاج حتى يكونوا على دراية تامة بالتمارين العلاجية المختلفة التي يجب على المريض ان يؤديها بالمنزل وقبل خروج المريض من المستشفى يتم تنظيم مواعيد له للحضور من المنزل وذلك لاختبار مقدرته وعنايته بنفسه في الجو العائلي.
وفي كثير من الاحيان فقد يحصل المريض واقاربه على برنامج تدريبي جيد ويؤدونه بدرجة مقبولة في المستشفى ومع هذا فقد تحدث بعض الصعوبات في المنزل التي لم تكن موجودة عندما كان المريض بالمستشفى وهنا يتدخل الفريق التأهيلي للارشاد والتوجيه للتغلب على هذه المشاكل وايجاد افضل الحلول لها.
ومعايشة مريض الجلطة المخية هي اختبار عظيم للسمات الشخصية والصبر الذي حثنا عليه ديننا الحنيف وفي بعض الاحيان تمر على المريض لحظات حزن ويأس وفي مثل هذه الاوقات فانه يتطلب من الاقارب التشجيع بالثقة بالنفس والصبر وايضا يجب عدم الافراط في التشجيع الزائد عن حده لان المريض احيانا يشعر انه يريد اجازة او عطلة من الحماس غير المنقطع والتشجيع لأنه يصيب المريض بالارهاق والملل.
(12) ما الاوضاع المثلى لمريض الجلطة؟
(أ) الاستلقاء الرقود على الجانب المصاب:
الرأس: محني للامام قليلا مع وجود مخدة اسفل الرأس.
الجذع: ان يكون مائلا قليلا للخلف مع وجود مخدة قاسية بعض الشيء اسفل الجذع لضمان الدعم الامثل لوزن الجسم.
الذراع المصاب: ممدودا للامام ليكون زاوية 90 درجة مع الجذع افقيا مع عدم وجود الكتف تحت الجذع بل للامام قليلا وبطن اليد للأعلى.
الذراع السليم: فوق الجذع او اعلى مخدة خلف الجذع قليلا.
الرجل المصابة: الورك مستقيما مع ثني الركبة قليلا.
الرجل السليمة: ثنى الورك والركبة قليلا مع وضع الرجل فوق مخدة.
(ب) الاستلقاء الرقود على الجانب السليم:
الرأس: مثنيا قليلا للامام مع وضع مخدة اسفلها.
الجدع: ان يكون مع السرير زاوية 90 درجة وليس مائلا للامام او للخلف.
الذراع المصاب: فوق مخدة امام المريض مع مد الكتف 100 درجة من الجذع.
الذراع السليم: في اي وضع يريده المريض.
الرجل المصابة: ثني الورك والركبة قليلا فوق مخدة.
الرجل السليمة: الورك مستقيما مع ثني الركبة قليلا للامام.
(ج) الاستلقاء الرقود على الظهر:
ملاحظة: يجب التقليل قدر المستطاع من هذا الوضع وفي حالة وجود المريض في هذا الوضع يجب مراعاة التالي:
الرأس: ان يكون في وضع مريح فوق مخدة.
الذراع المصاب: بجانب الجسم مع وجود مخدة اسفل لوح الكتف والعضد.
الرجل المصابة: مستقيمة مع وضع مخدة اسفل الورك والرجل بالكامل.
(د) الجلوس على السرير:
الجلوس زاوية قائمة 90 درجة بين الجذع والرجلين ووضع الذراعين فوق مخدة كبيرة او منضدة ويمكن الاستعانة بحزام حول الجذع اذا كان المريض غير قادر على التحكم والاتزان.
(ه) الجلوس على كرسي:
* يفضل الجلوس على الكرسي المتحرك ان وجد حيث انه يلزم المريض على الجلوس في وضع صحيح.
* مراعاة استقامة الجذع بحيث لا يميل المريض ناحية اليمين او اليسار ويكون الجذع زاوية قائمة مع الفخذين.
* يجب ان يرتكي المريض بالقدمين على الارض واذا صعب وصولهما للارض يجب وضع مسند او اي شيء صلب اسفل القدمين كي لا تكونا متعلقتين.
* وضع الذراعين فوق منضدة.
|
|
|
|
|