|
| محليــات
عرفت الدكتور فؤاد ابوغزالة منذ الستينيات منتصف القرن الهجري الماضي، وكان الطبيب الوحيد بمنطقة عسير وصادف وجوده هجمة شرسة من وباء الجدري الذي حصد الكثير من الأرواح في حينه.
ورغم قلة الامكانات فقد أبلى الرجل بلاء حسناً في مكافحته وتطعيم غير المصابين,, وحينما نفدت كميات اللقاح طلب من رئيس البلدية حينذاك الشيخ (سليمان بن حسن ميمش) احضار عجل استخدمه كمصدر للقاح وانقذ الله على يده كثيراً من البشر,, ومازال اثر التطعيم من الجدري في ذراعي وزملائي وكنا طلبة صغاراً في مدرسة أبها الأميرية.
وقد تنقل الرجل اثناء عمله بوزارة الصحة في وظائف عديدة فنية وإدارية بعدد من مناطق المملكة وكان يقطع المسافات مع وعورة الطرق وقلة الوسائل مؤديا واجبه على خير ما يرام.
ثم وصل به المطاف مديراً عاماً للشئون الصحية بمنطقة عسير (مندوب الوزارة) حتى أحيل للتقاعد وافتتح عيادة للأمراض الجلدية في مدينة جدة.
وكان موفقاً في معالجته للمترددين عليه من الكبار والصغار وكان يتسامح مادياً مع الفقراء والمعوزين منهم بل ويشتري لهم الدواء أحياناً.
وقد أنجب عدداً من الأبناء الصالحين ان شاء الله في طليعتهم المهندس هاني مدير عام مصلحة المياه والصرف الصحي بمنطقة عسير والذي ورث كثيرا من سجاياه الفاضلة,, وكانت تربطه بعدد من اهالي مدينة (أبها) صداقات حميمة منهم والدي رحمهما الله وجمعنا بهما في دار كرامته,, كما اصهر في قبيلة بني بشر آل الخلف حيث تزوج أم أولاده جمع الله لها بين الأجر والعافية.
وها هو يودع الدنيا بعد حياة حافلة بالعطاء والاحسان، اسكنه الله فسيح جناته وعوض اهله ومحبيه الصبر والسلوان,, وإنا لله وإنا إليه راجعون .
|
|
|
|
|
