| مقـالات
هذا الانسان الذي يبذل دائماً وفي سخاء,, ويعطي بكرمه المعهود بلا حدود,, ويزرع الخير في كل مكان,, ولا يعرف كلمة لا عندما تكون هناك حاجة لانسان، أو موقف تردد حينما يكون الداعي هو عمل خير، ودائماً هو في فكر وسلوك ايجابي لبناء مكانة، وتشييد عمل، وتطوير مرفق، وتأسيس وضع، وتأهيل انسان,, هذا هو سلطان,, سلطان الخير الذي يعم في كل ناحية,, وسلطان الخير الذي يخص كل موقف,.
سلطان بن عبدالعزيز هو كما ذكره سلمان بن عبدالعزيز في أكثر من موقف وفي أكثر من مناسبة هو جمعيات خيرية بذاته,, هو أعمال خيرية مستقلة، وهو مجموعة قلوب تحن، ومجموعة عقول تفكر فيما يكون فيه خير وسؤدد ونمو وتطوير لهذا الوطن ولهذه الأمة وللانسانية,.
واذا كانت الجمعية الواحدة تحتاج لمشاركة أعداد كبيرة من الناس تساهم بالمال والجهد والتشجيع والدعم، فان سلطان بن عبدالعزيز تعادل أعماله أكثر من جمعية، بل انه يحفظه الله يزن في دعمه وتأييده المادي والمعنوي عدداً من الجمعيات ومجموعات من المساهمين من أهل الخير,, وقد أسس مفاهيم الأعمال الخيرية الكبرى,, والتبرعات الانسانية السخية في مجتمعنا السعودي الكبير,.
سلطان بن عبدالعزيز هو مجموعة صفات كريمة ومنظومة أعمال خيرية وهو الانسان الذي يمثل الأبوة الحانية لكل محتاج وشيخ القبيلة والأسرة الذي يواسي كل مصاب ويؤازر كل محتاج، وينصف كل مظلوم، ويقرب كل من يحتاج دعمه ومساندته وقربه,, هذا الانسان يملك قلباً كبيراً وعواطف عميقة من الحب والجود والكرم والأريحية التي قلما نجدها مجتمعة الا في القلائل من الرجال,, ولكن سلطان جمع الخير كله، والكرم جله، وزرع الحب في كل الانحاء، وسمات الشخصية التي تعين دائما في كل موقع، وأصبح سلطان عين المجتمع وأذنه ويده التي تتلمس مواقع الاحتياج أينما يكون، ومواطن الخير أينما تقع لتمتد يده مواسية وداعمة لكل طفل تغيب عن وجهه ابتسامة، ولكل أب تكالبت عليه ظروف الحياة فأصبح محتاجاً، لكل أم فقدت معيلها فتحتاج لمن يعيل أبناءها وبناتها,, وهذا سلطان الخير يوجه دائما بنقل كل من يحتاج الى افتراش الأسرة البيضاء، وهذه طائرات الاخلاء تتنقل من مكان الى مكان ومن مستشفى الى مستشفى,, تسارع الريح من أجل انقاذ طفل أو علاج رب أسرة أو اسعاف سيدة,, ويظل سلطان الخير يتابع الحالات الاسعافية لهؤلاء وغيرهم,, ويقدم لهم المساعدات التي يحتاجونها في مكان التحول أو موطن الحدث.
هذا الاستذكار للمواقف والأحداث جال في خاطري ومعي مجموعة الحضور ونحن في حفل افتتاح كلية الأمير سلطان الأهلية,, وهذا الرجل يقف بيننا شامخاً بمواقفه ورافعاً راية الخير ومدعما طريق المستقبل الذي يزدهر بالعلم وبالانسان الذي يتسلح بالعلم,, ويقف سلطان بن عبدالعزيز فيضيف الى مساهمته السابقة التي كرست التأسيس لهذا المشروع العلمي مساهمات واضافات كريمة في هذا الاتجاه الخيري لمؤسسة الرياض الخيرية للعلوم,, فسلطان التأسيس بالأمس هو سلطان الامتداد للحاضر والمستقبل هذا اليوم,, فقد زرع بالأمس كلية,, وها نحن اليوم نحصد جامعة,, وهذه الجامعة منطلقها أبناء هذه البلاد أرادوا أن يكرموا شخص سلطان ولكنه سبقهم وأكرم المدينة والمنطقة وبالتالي عمت الفائدة ربوع البلاد ومستقبل الأجيال.
سلطان هو صاحب مدرسة انسانية تعطي دائما ولا تأخذ، وتقدم باستمرار ولا تتردد في المعونات الخيرية والخدمات الانسانية,, هذه مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية أحد أهم نماذج العمل الخيري ليس في منطقة الشرق الأوسط فحسب بل في العالم قاطبة,, تعمل على تقديم مشاريع ضخمة لمساعدة المعاقين والمسنين والمرضى على أرقى مستويات التقنية والنظريات الحديثة والكفاءات العالية,, وسيكون لها خدمات أخرى ثقافية واجتماعية واسعة مع بدء اكتمال البنية التجهيزية والخدمية والمتمثلة في ثلاثة مشروعات كبرى هي مدينة سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الانسانية، ومركز سلطان بن عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وبرنامج سلطان بن عبدالعزيز للاتصالات الطبية والتعليمية,, وتهدف هذه المؤسسة الى.
1 توفير الرعاية الاجتماعية والصحية والتأهيل الشامل للمعاقين والمسنين من الجنسين.
2 ايجاد دور للنقاهة والتأهيل والتمريض، وتوفير الامكانات البشرية والتجهيزية والاكلينيكية على مستوى من الكفاءة والقدرة.
3 نشر الوعي بضرورة استخدام وسائل ومستلزمات الرعاية المنزلية والاجتماعية للمعاقين والمسنين والمساعدة على توفيرها كلما تطلب الأمر ذلك.
4 توفير الأجهزة التعويضية والأجهزة المساعدة التي تعين المعاقين والمسنين على التكيف مع ظروفهم.
5 توفير الامكانات اللازمة لاجراء الأبحاث في مجالات الخدمات الانسانية التي تقدمها المؤسسة.
وكذلك لا يغيب عنا العمل الضخم الذي تعود فائدته للأجيال العربية والاسلامية الحالية والقادمة والمتمثل في الموسوعة العربية العالمية، التي تعد بحق انجازاً علمياً ضخماً يؤسس لما قدمته الحضارة العربية الاسلامية للعالم.
ولا شك ان الذي يخفى من الخدمات الخيرية والأعمال الانسانية التي يقدمها سلطان بن عبدالعزيز هو أكثر مما نشاهده ونسمع به ونقرأه ونلمسه,, وان معرفتنا بهذه الأعمال من خلال وسائل الاعلام لا تأتي من باب حب الاعلان عنها ولكن بحكم الضرورة أن نعرفها لأنها انجازات تحتاج أن يعرفها الناس لما تحمله من خدمات ومساهمات تهمهم وتلبي احتياجات كبيرة لديهم.
وهكذا فسلطان بن عبدالعزيز يعمل كما عودنا دائما بصمت في دائرة الخير، وينجز بلا أضواء في مساحات العمل الانساني، ويظل على الرغم من ذلك وفي أدب جم وأمام اخوته وأبنائه يستأذنهم في أن يساهم معهم في عمل خيري مهم كتأسيس جامعة أو بناء كلية أو تشييد مرفق,, هذا هو سلطان بشخصيته المتواضعة دائماً والبسيطة في تعامله مع الآخرين ممن هم معه وحوله وأمامه,, وهذه ابتسامة سلطان تخلق الألفة والمحبة بينه وبين من يلتقون به,, وتشعرهم بأنهم مع والد أو أخ لهم وداخل أسرة سعودية واحدة,.
وختاماً فلن أزيد على ما ذكره سلمان بن عبدالعزيز في مناسبة افتتاح كلية الأمير سلطان الأهلية,, لقد أعطيت فأُعطيت، وكرمت فأُكرمت، وراعيت فروعيت,, فليس غريباً عليك أن تكون محبوباً من أبناء وطنك وليس غريباً عليك أن ترعى كل عمل خيري في السر والعلن,, وقد قلت في مرة سابقة ان سلطان هو جمعية خيرية بحد ذاته .
وحيث تحتاج المواقف لرجال يصنعونها، وتتطلب الأعمال لقيادات تبنيها في ذاكرة الوطن وفي جسد الأمة، وعلى صفحات التاريخ,, فهذا سلطان في جامعة خيرية أسسها الملك عبدالعزيز يعمل من أجل تطوير وتعزيز العمل الخيري في مجتمعنا العربي المسلم بقيم ومفاهيم جديدة,, وكلما أعطى سلطان زاد حجم العطاء العام من الأخوة والأبناء من مواطني هذه البلاد في سبيل منفعة الانسان ورفاهية المجتمع,, وفوق كل شيء من أجل رضى الله سبحانه وتعالى وحمده وشكره على النعم التي نعيشها مجتمعاً وأفراداً ومؤسسات.
|
|
|
|
|