| عزيزتـي الجزيرة
ربما اختلط على كثير من الناس رسم الهدف الذي يرنو اليه في هذه الحياة ورسالته التي خلقه الله عز وجل من اجلها، فاتجه حسب المعطيات المتوفرة أمامه في هذا العصر والتي غلب عليها الطابع المادي البحت وقيمة الأشياء الغالية منها والرخيصة ماديا حتى اصبح يقيّم نفسه ومن حوله تقييماً مادياً بحتاً فتشابهت لديه قيم الأشياء التي من حوله.
نسيت الأغلبية حكمة الله في خلقه والهدف من اجله خلقت السموات والارض وما فيها وخلق الإنسان,, نسي كثير من الناس اسئلة كبرى تلح على عقل كل عاقل,, نسوا ان الله خلقهم لهدف واضح وهو ان تصبح هذه الحياة بمراحلها المختلفة وتقلباتها واهدافها بسيطة كانت او عظيمة ان تصبح من اجل الله ورضاه وجنته,, ان تكون جميع الأعمال دنيوية وأخروية من اجل الله جل جلاله طاعة ومحبة وطلب مغفرة وهذا هو الهدف الحقيقي من خلق الإنسان وهي مرحلة تعلو بالهمم والأنفس وترتفع بها عن الدنيا حتى تصير في وضع الكرامة والغطرة المجبول عليها البشر وهي حقيقة قوله تعالى وماخلقت الجن والأنس إلا ليعبدون فكما هو واضح من الآية الكريمة لم يرد ذكر المادة لا من قريب لا بعيد وانما العبادة التي خلق الله البشرية من اجلها وهي ليست ممارسة الاحكام الدينية فقط بل تتعداها الى الأفعال الدنيوية بان يجعل الانسان نيته من اعمال الدنيا ايضا خالصة لوجهه عز وجل وحتى كلماته التي تقال تكون لوجه الله سبحانه وهنا يقول الرسول الكريم والكلمة الطيبة صدقة .
أما ان يتجه البشر الى جمع المادة من هنا وهناك بطريقة صحيحة او غير صحيحة ثم ينفقونها على اهوائهم الخاصة او اشيائهم المادية ايضا لترضي الغرور والكبرياء الذي يتولد في نفس ناقصة كي يتفاخر العباد بعضهم على بعض فليس ذلك هدفاً وليس ذلك معقولاً إذا نحن فكرنا بشيء من العقلانية.
مجيب الرحمن العمري الباحة
|
|
|
|
|