| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة:
تحية طيبة وبعد:
في عدد الجزيرة الصادر يوم الجمعة الموافق 14/8/1421ه وتحت عنوان بهارات السعادة الزوجية!
طالعنا ما كتبه د, محسن الشيخ آل حسان حول سعادة الحياة الزوجية حيث تناول الكاتب الكريم موضوعاً هاما يلامس وجدان كل متزوج ومتزوجه بل كل من يريد أو يفكر في الزواج.
وقد تكرم الكاتب بإسداء بعض النصائح والتوجيهات لذلك السائل الذي سأله عن مدى سعادته في الحياة الزوجية.
والحقيقة عندما قرأت الموضوع وجدت أن كاتبه قد ركز على جانب أو طرف واحد ألا وهو الرجل وكأنه يطالب معشر المتزوجين من الرجال بالتنازل عن جميع حقوقهم مقابل إرضاء وإسعاد الزوجة العزيزة,!
وفي هذا التعقيب لست بصدد شرح الواجبات الزوجية وذكر حقوق كل من الزوجين نحو الآخر سواء الرجل أو المرأة لأن ذلك يطول به المجال.
ولكنني اتساءل لماذا ركز د, حسان على الرجل وذكر المزايا والنصائح التي توفر له حياة زوجية سعيدة بغض النظر عن محاسن ومساوئ الطرف الآخر؟ وهل السبب يا ترى يعود إلى ان الحوار يدور بين رجلين أم ماذا؟
نحن نعلم ان الحياة الزوجية السعيدة لابد أن تقوم على أساس من التفاهم والانسجام بين طرفي الحياة الزوجية (الرجل والمرأة).
وكان من المفترض على الكاتب الكريم عندما أراد الكتابة والخوض في غمار هذا الموضوع الشيق والهام أن يراعي شمولية الطرح من جميع جوانبه.
ولقد ذكر الكاتب في نهاية مقاله أن هناك بهارات كثيرة تجعل حياة الزوج سعيدة ومن ضمن ما ذكره في سياق حديثه الموجه للزوج (أن يصدق مع امرأته ولا يكذب عليها حتى لو كانت الكذبة بيضاء! واشعارها أنها الأولى وسوف تكون الوحيدة في حياته، كذلك أن يبدي إعجابه بكل شيء يخصها من حيث الطعام، والملبس، العطر، الذوق، الاختيار، كذلك الإطراء عليها ببعض العبارات اللطيفة مثل أنت أجمل نساء العالم قاطبة!) الخ ما ورد في المقال, ولقد اعتبرها الكاتب أنها (بهارات السعادة الزوجية).
نحن نعلم أن هناك فوارق كبيرة بين الأزواج يجب أن نضعها في المقام الأول فليس كل الأزواج على مستوى واحد من الوعي والثقافة، وفي اعتقادي أن هناك أزواج قاموا بتلبية طلبات زوجاتهم بكل اهتمام واخلاص وتغاض عن بعض المساوئ ولكن ذلك لم يوفر لهم حياة زوجية سعيدة ولم يقف حاجزاً دون اندلاع المشاكل والمنغصات,, كذلك هو الحال بالنسبة للمتزوجات.
كم من متزوجة عملت كل غال ونفيس في سبيل إرضاء الزوج وتنازلها عن جميع ما يعكر صفو الحياة الزوجة ولو كان ذلك على حسابها مقابل أن تستمر سفينة الحياة الزوجية إلى شاطئ الأمان بعيداً عن المشاكل والاختلافات.
ولهذا فان هناك فوارق كبيرة جداً يجب عدم اغفالها في الحياة الزوجية ومن ضمنها (العمر المستوى الثقافي المستوى الديني المستوى الاجتماعي البيئة المحيطة السلوك العام) الخ,.
ويجب علينا ككتاب عندما نتناول مثل هذه المواضيع ألا نعمم على الجميع ونقيسهم بمقياس أو معيار واحد.
مع تمنياتي للجميع بحياة سعيدة وموفقه.
عبدالكريم بن جهز العضياني محافظة عفيف - المسفرية
|
|
|
|
|