| الاخيــرة
أمر الكتابة في هذه الزاوية تحرش بي كثيرا، ورادوني أكثر مما يجب، وكنت في كل مرة تمر عينيها للنور أُبرقعها من جديد لكنها أفلتت أخيرا من قلمي بالرغم من انني ألقمته كل شيء إلا الحبر.
أفلتت وخرجت إلى النور منحاشة من ظلام في القلب لم يكن سببه غياب امدادات السعادة ولا انغلاق منافذ الشمس ولا حتى انهمار الخريف بدون انقطاع, هذا الظلام سببه واحد لا أكثر وهو أن آلافا من القضايا المختلفة تحتاج إلى نهاية او إنهاء أو حل أو تعديل او إصلاح او تحديد,, أو قل ما تشاء من هذه الأو ولكن هذه الآلاف تتآلف لتصبح ملايين والملايين تتكدس,, والقلب واحد!.
انا مُمثلةً في إفلاتة القلم هذه أسأل بل اتساءل وبالنيابة عن كل أصحاب الملايين عفوا أقصد ملايين القضايا فأقول: وتاليتها؟!! لمن سأقولها؟ ليست موجهة إلى واحد بعينه لكنها معنونة بالحبر السري لكل من بيده ان يكتب وصفة او يخفف ألما او يقترح حلا او يحدد موقفا,, وأقلّها ان يدعو بالفرج وذلك أضعف الحول والقوة!، أما ما شكل هذه القضايا فهذه واحدة منها لم يتم انتقاؤها ولم تتقدم غيرها لسبب بسيط وهو ان كل تلك القضايا تمسنا وتهمنا وتشغل بالنا بالقدر نفسه والتأثير ذاته.
***
هذه هي جزيرة العرب,, وهكذا كانت ابدا العباءة التي تلف الجسد العربي كله بل والإسلامي جميعا، والتي من تحتها خرجت جيوش خالد وابن العاص وأبي عبيدة.
انها الجزيرة التي سطع منها النور الأول، وسل منها سيف الحق الأول في وجه الباطل الذي ظن ألا قاهر له حتى خر صريعا تحت سنابك خيول المسلمين أهل الجزيرة الشماء, وفر أهله كأنهم حمر مستنفرة فرت من قسورة أهل هذا البلد وفي مقدمتهم قيادتهم هم الورثة الشرعيون لمآثر ومسؤوليات هذه الجزيرة بل هم حاملو لواء الإسلام والمدافعون عن قبلة المسلمين ومقدساتهم حيثما كانت.
من هنا لم يفاجأ أحد بموقفين يستحقان التسجيل في صفحات تاريخ المسلمين المشرفة.
الموقف الأول هو ذلك الموقف الموشح بالكرامة والنخوة العربية الأصيلة الذي ورد في كلمة خادم الحرمين الشريفين لمجلس القمة العربي الذي ورد على لسان ولي عهده الأمين عندما أعلن النصرة للمقهورين من المسلمين فيما يتعلق بسياسة راعي عملية السلام ولعله هو الوحيد الذي طالب امريكا ان تراجع سياستها لتكون أقرب إلى الحق منها إلى المصالح المقرونة بالباطل.
والموقف الثاني تمثل في تلك الوقفة المشرفة التي وقفتها المملكة من الوجود اليهودي غير المبرر على أطراف الجزيرة العربية فقد نجحت المملكة في تقييم ما كان في حاجة إلى تقييم ولست هنا في سبيل استعراض سياسي لمواقف لا أعنيها في المقام الأول ولكن ما أُثير حول شروط المملكة لحضور مؤتمر القمة الإسلامي وما قيل عن ضغوط من هنا وهناك جعلني اخرج بانطباع وبما لم يستطع احد من الذين عرضوا لهذا الموقف ان يصيبه كهدف.
ما أود ان أقوله ان عباءة الجزيرة العربية ماتزال مسدلة على أكتاف رجالها، وان على القلة التي تحاول الخروج من أطراف هذه العباءة ان تُدرك انه لا مجال أمامها كي تبتعد كثيرا ولا فرصة لديها تستظل بعباءة أخرى وافدة.
هذه المحاولات لن تنجح لأنها تدخل في باب التهويش والتشويش على الموقف الواحد والمسيرة الواحدة بهدف إعاقة خطوات المسيرة ووضع العثرات أمامها ومحاولة توسيع الهوة بين الأمة وقيادتها في جو من البهرجة الإعلامية والتنميق الخطابي، ولكن يخرج الموقف الأصيل هادئا واثقا يعيد الأمور إلى نصابها الصحيح سواء في المساحة الجغرافية للعباءة العربية أو في المساحة الإسلامية كلها من آسيا إلى أبعد جمهورية في بلاد القوقاز.
هؤلاء سيحاولون مرات ومرات، وحماة الحق سيعيدون الأمور إلى نصابها في كل مرة؟!
وتاليتها؟!!!.
|
|
|
|
|