الاطفال هم الامتداد القادم لافواج الاجيال الصاعدة على اعتاب الزمن,, الذين يشكلون المجتمعات عبر استمرارية الحياة وتطورها نحو الافضل,, في خضم معركة الانسان في الاكتشاف,, واختراق مجاهل الطبيعة والتوغل في اعماق حقائق الكون,, وتفسير ظواهره وتطويع هذه الظواهر من اجل مصلحة الانسان,, ومن هذه الخواص يأتي مدلول اهمية العناية بالطفل والاخذ بيده منذ نشأة تكوينه في احشاء امه حتى خروجه للحياة,, وتطوره اللاحق,, في مراحله المتعاقبة لسيرورة طفولته وتطور شخصيته,, وتنشئته تنشئة انسانية رشيدة,, ولذا فان المعاهد في الدول المتقدمة تعكف على دراسة الخصائص الفطرية لدى الاطفال,, وكيفية تطورهم وتفرداتهم الذاتية وولادة شخصياتهم,, وتطور هذه الشخصيات حتى مرحلة الوعي الذاتي, يقول الاستاذ اسحاق الشيخ يعقوب عن اهمية الطفولة وواجب الاعتناء بالطفل: ان ملاحقة التطور المرحلي للطفل والالمام بحيثيات خصائص هذا التطور,, امر يقتضيه علم مناهج الابحاث السيكولوجية,, من حيث اهميتها التربوية والتعليمية,, وتطور المزايا النفسية للاطفال,, ومن مجمل هذه الحيثيات وخلافها فيما يتعلق بالاهمية بدقائق وخصوصيات اتقان التوغل في عالم الطفولة,, وبلوغ الاهداف النبيلة,, من اجل طفولة سليمة متعافية ونبتة مباركة تأخذ تفتح تطورها اللاحق ,, ضمن ظروف تربوية قائمة على خصائص علمية وركائز معرفية,, تستشرف تجارب ونجاحات البلدان المتقدمة,, من مجمل هذه الحيثيات لا يمكن بأي حال من الاحوال فصل مستقبلية الطفولة عنها الامومة متمثلة في المرأة من حيث اعطائها الدور الامثل في تفقد وملاحقة ودراسة خصائص سيرورة التطور المرحلي للطفل وفقا لمنهجية علمية متطورة ترتكز على دراسات وخبرات متقدمة,, ان تسلح المرأة بالعلم والمعرفة,, ودفعها في مجال النشاط العلمي للحياة جنبا إلى جنب وكتفا بكتف مع الرجل لان هذا من شأنه ان يعطي نتائج ونجاحات باهرة في الحدب على رعاية فلذات اكبادنا وخلق اجيال مسلحة بالعلم والمعرفة من اجل رفعة الوطن وتطور حياة المواطن.
ان عالم الطفل هو عالم مشوب بالشفافية والحساسية الفطرية,, والخصوصيات المعقدة تعقيدا فطريا دقيقا يصعب فهمه بصورة صحيحة والالمام بجميع فسيفسائه البلورية المرصعة بشكل دقيق وشفاف في نسيج نفسية الطفل وفي خصائصه الفردية والفطرية والانفعالية والعاطفية وفي تشعبات النمط الوراثي لحالات التطور النفسي المتشابك بخيوط وسمات اجتماعية مختلفة ومتداخلة عبر ازمنة وأمكنة تاريخية غابرة وحديثة.
من هنا ومن هذه الخصوصية تأتي الخطورة والصعوبة في الكتابة عن الطفل وللطفل ذلك العالم الغض العجيب,, ان هذه المسألة تفرض على الراشد منذ سن البلوغ نوعا من التحدي لا يحس به, ويستشعر آماده غير قلة ممن حباهم الله سعة في الأفق خصلة تميز المهمومين بمقدرات الغد والوطن ومكتسباته الحقيقية وشبابا وكهولة وشيخوخة!! لأنهم وضعوا هم مستقبلنا الواعد نصب اعينهم!! وأعطوه كل الاهتمام فصار رسالتهم التي افنوا الحياة بذلوا الجهد والعرق والسهر والكفاح من اجلها وكرسوا ما يجعل الاطفال فوق كل اعتبار وعلى رأس كل أولولية قومية.
ومن هذا المنطلق جاءت هذه السطور التي رايت ان اوجه لها كل جهودي العملية لتنصب في وجهة الطفل,, وما هو كائن فعلا وما يجب ان يكون,, وما قدمنا له مؤسسات وأفراد,, وما هي الا محاولة اولى للتعرف على دور كل من يملك القدرة وكيفية تقويم ذلك الدور وصولا الى مجتمع حضاري يعي حقوق الاطفال ويلبي كل حاجات ومتطلبات (الطفل) وهو الاساس الذي يجب ان ينمو على ضوئه ويتطور تصاعديا مع الايام، لا العكس والسؤال الان ما رأيكم بالعنوان الذي اخترته لهذاالمقال,, الرأي وفصل المقال لكم!!
|