| مقـالات
هجرة اليهود (من) دولة عظمى دليل على قرب انهيار هذه الدولة والعكس صحيح أيضا: فهجرتهم (إلى) دولة أخرى دليل على حتمية تسنم هذه الدولة لمركز العظمة عالميا, إن هؤلاء الصنف من البشر ليسوا سوى مصاصي دماء لا ولاء لهم سوى للمال ولذا فهم لا يترددون في الهجرة إلى الدولة القوية بحثا عن المال والقوة وتحت ذرائع زائفة من قبيل الفرار من التعذيب والاضطهاد والظلم وحرية الأديان والعنصرية, إن التاريخ مليء بالأمثلة المؤكدة لهذا النهج اليهودي النتن ولضيق الحيز فسنكتفي باستعراض منعطفات من التاريخ الحديث والمعاصر لنرى كيف دأب بنو يهود على التخلي بكل خسة وجحود ونكران عن مواطنة دولة والحصول على مواطنة دولة أقوى.
إنهم لم يتوانوا، وبعد أن امتصوا خيرات اسبانيا، عن تركها والهجرة صوب عالمنا الاسلامي إبان كانت الدولة العثمانية في أوج توهجها بل وسيطروا على مقدراتها إلى درجة قيام (حاخام) منهم بتسليم قرار عزل السلطان عبدالحميد بيده انتقاما منه لوقوفه في وجه محاولاتهم المستميتة (لشراء) فلسطين من الدولة العثمانية, بل ماذا عنهم (كبريطانيين) وقت كانت بريطانيا لا تغيب الشمس عن ممالكها المستعمرة؟! لقد وصلوا في الحقيقة إلى ذروة القوة إلى درجة تسنم أحدهم (دزرائيلي) منصب رئيس وزراء بريطانيا وذلك في أوائل القرن العشرين الميلادي (وهو الوقت الذي حظوا به بوعد بلفور لعنه الله مما أعطاهم الحق بسلب فلسطين السليبة قهرا وذلا وألماً), بمضي الزمن وبمجرد أن بدأ مركز بريطانيا بالتراجع والتقهقر دوليا بدأ بنو يهود بالبحث عن دولة عظمى بديلة ليشموا في أمريكا بوادر (عظمة قادمة) فيهاجروا إليها خصوصا في أعقاب تنامي مركز أمريكا عالميا بعد الحرب العالمية الثانية, إنهم لم يتخلوا عن جنسياتهم الانجليزية فقط، بل وكل جنسياتهم الأوروبية الأخرى ومن ضمنها الجنسية الألمانية التي لم يشفع لها تمتعهم بكل مميزاتها من أن يتآمروا عليها في الحرب الكونية الثانية مما حدا (بهتلر) إلى محاولة ابادتهم لولا هزيمة المانيا في الحرب المذكورة, وكما هو ديدنهم دائما وأبدا في عدم وضع بيضهم في سلة واحدة، فقد واكب هجرتهم إلى أمريكا هجرة أخرى إلى الاتحاد السوفياتي الصاعد إلى سماء العالمية حينذاك, هناك وبعد مرحلة هجرة فاستقرار ينجح اليهود في اشعال (الحرب الباردة) بين أمريكا والاتحاد السوفيتي: وهي حرب قدحت شرارتها الأولى بقيام أحد اليهود (اوبنهايمر) باختراع القنبلة الذرية الأمريكية في الأربعينات الميلادية ليتم تسريب اسرار تصنيعها (على أيديهم كذلك) إلى السوفييت وليستغلوا هذه الحرب اقتصاديا وسياسيا تماما كما استغلوا الحربين الكونيتين، الأولى والثانية, ويعيد (اليهودي طبعه) بمجرد أن يعيد التاريخ نفسه: فما إن بدأت علامات الانهيار على جسد الاتحاد السوفيتي إلا ويبادر اليهود بشن حملة دولية تحت مسمى اضطهاد اليهود السوفيات موهمين رئيس أمريكا الواهم آنذاك (ريجان) بضرورة انقاذ (بني يهود) من براثن الشيوعية إلى الدرجة التي أصبح موضوع هجرتهم من الاتحاد السوفيتي جزءا أساسا من أجندة محادثات الحد من التسلح النووي بين القوتين العظميين مسفرة في النهاية عن تدفقهم على أمريكا بالملايين غير آبهين البتة بأفضال المواطنة السوفيتية عليهم!
في الختام حري بنا الاشارة الى ان اليهود (أخس) من أن يصنعوا التاريخ وإن كانت حقيقة كهذه لا تنفي حقيقة امتلاكهم القدرة العجيبة (بخسة لا انسانية) على استغلال حوادث التاريخ فتسخيرها لصالحهم, بالطبع إن من أسرار نجاحهم، تاريخيا، هو قدرتهم على (تحديد) أعدادهم ديموغرافيا الأمر الذي أتاح ويتيح لهم (النجاح الباهر) تخطيطا وتنفيذا, إنهم لا يضعون (البيض في سلة واحدة!) بل تجدهم موزعين (بتخطيط) بين المعسكر الغالب والمعسكر (الذي قد يغلب فيما بعد!) مما أتاح لهم فرصة السيطرة سياسيا واقتصاديا واعلاميا والسؤال هنا: ما هي الدولة العظمى التي ربما تكون (الملاذ) القادم لبني يهود في حال انهارت أمريكا؟! شخصيا، أعتقد أن هناك ارهاصات اعلامية (خافتة!) تتحدث عن الوضع المأسوي (لأقلية يهودية صينية!!) الأمر الذي قد يوحي بأن (العين!) على الصين ذات القوة المتعاظمة كوطن بديل لأمريكا في المستقبل!
|
|
|
|
|