| مقـالات
ناصع هو ما تكتبه د, نورة السعد، أحس وأنا أقرأ سطورها بأنفاس ذلك الركض الدؤوب المستديم بغرض إشعال قناديل صغيرة ولكن شرسة على جنبات طرق ودروب هذا المكان، قد لا أتفق مع جميع طروحات د, السعد، ولكن يأسرني تناولها الناضج والمخلص لكثير من القضايا بحيث تحيد الأنا الضخمة المتورمة التي تفيض من كثير من المقالات النسوية!! وتنطلق بجرأة وإصرار نحو هدفها تماما دون أن تعرقل القارئ بتفاصيل مملة أو تعثرات ذاتية أو صخب ورعونة الرغبة الدائمة في العراك لجذب الانتباه.
وفي الوقت الذي كان الجميع يحذر أو لنقل يتوقى فيه الكتابة عن موضوع المقاطعة التجارية للمنتجات الإسرائيلية والأمريكية على المستوى الشعبي، وكان الجميع أيضا يمس هذا الموضوع برقة وحذر لاعتبارات شتى،على الرغم ان انتفاضة الأقصى كونت شبكة متينة من التنهدات دخلت كل بيت وكل قلب، وبالتأكيد هذا الاحتقان الشعبي كان بحاجة إلى قنوات تفريغية قد يكون منها سبيل المقاطعة للمنتجات على المستوى الشعبي إلا ان موضوع المقاطعة لم يطرح جريئا نبيلا كما هو في مقال د, نورة حول هذا الموضوع الذي أتى مغلفا (بغضبة مضرية) تتواءم مع تلك النصاعة التي تكون دائما في كتابات د,نورة فالأبيض والأسود لونان مختلفان لا يمكن الجدل حولهما، والسؤال الآن إلى كم صوت نحتاج للفت الانتباه إلى هذا الموضوع وكيف ان مقاطعة المنتجات السالفة الذكر لا تنحصر على مستوى الدعم لإخواننا في فلسطين بل هي تمنحنا أداة قياس نقيس فيها عمق الهوة الاستهلاكية التي تغمرنا ذات اليمين وذات الشمال ومن بين أيدينا ومن خلفنا، تحدق بنا السلع بغواية مغرية ونحن لا نملك سوى الخضوع لذات لينة لم تتدرب على أظافر الحرمان، هم فقط أطفالنا الذين تألفوا وتدربوا على مضغ الطعام السريع دون أي شعور بالذنب أو التناقض!! قد تكون المقاطعة مرآة تعكس لنا حالة السبات العام والنمل الذي يغرق دون أن يناقش كثافة السم المندس في العسل؟؟ ومع المقاطعة كم من منتج وطني سيستفيق من سبات الأرفف في جزء منها هي موقف سياسي يعضد شهداء الأقصى ولكن سرعان ما سيتكشف لنا أنها ستنشئ علاقة جديدة بيننا وبين أنفسنا وبيننا وبين رغباتنا المزورة التي أتقن مروجو الاستهلاك جعلها حاجة ملحة وحيوية وغير قابلة للنقاش أو التأجيل، صدقوني المقاطعة هي عملية تطهيرية (حمية) من طعام ثقيل ولزج وخانق!!
ردود: النقيب طيار ناصر السهلي:
شكراً لكلماتك المشرقة واطرائك للمقالات بشكل أعتز به، وأما موضوع فارق التوقيت بين أجزاء المملكة المترامية الأطراف فهو موضوع لابد من الاهتمام به من الجهات المسؤولة، لا سيما أن الوقت أصبح من الدقة والأهمية التي تبرز من خلالها ملامح الدول المتقدمة والمتطورة وعلاقتها مع الوقت.
Email:omaimakhamis @ yahoo.com
|
|
|
|
|