أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 18th November,2000العدد:10278الطبعةالاولـيالسبت 22 ,شعبان 1421

العالم اليوم

المحكمة الفدرالية تحسم الصراع على السلطة
فلوريدا تتأرجح من جديد بين المرشحين للرئاسة,, والفائز قد يُعلن اليوم
جور يرحب بإعادة فرز لأصوات في بالم بيتش وبوش يؤكد سلامة موقفه
* واشنطن الوكالات
من المحتمل ان تتطور المعارك القضائية الضارية بين المرشح الديمقراطي آل جور وغريمه الجمهوري جورج دبليو بوش في السباق المتعثر بنيهما للفوز بمنصب الرئاسة حتى تصل الى ساحة المحكمة الفدرالية العليا حيث يتم حسمها نهائياً.
وذكرت شبكة سي, ان, ان في واشنطن نقلا عن احد مصادرها تأكيده ان هذا الاحتمال اصبح واردا، وان كان غير مستحب بعد ان تعقدت الأمور الان وبشكل غير مسبوق في ظل احتدام المعارك القضائية بين الجناحين الجمهوري والديمقراطي للفوز باصوات ولاية فلوريدا التي تحسم السباق الرئاسي المضني لصالح أي منهما.
وقال المصدر انه يرى ان الحل الافضل الان وقبل ان تصل الأمور الى هذا الحد هو في ان يقوم جور او بوش بالتنازل ويعلن قبوله بالهزيمة لصالح منافسه.
وكان بوش قد بدأ الحرب القضائية الطويلة ضد جور مؤخراً عندما طالب عبر احدى محاكم فلوريدا باستصدار أمر قضائي لوقف عمليات إعادة فرز الأصوات ببعض المقاطعات مثار الجدل في الولاية والمعروفة بتأييدها لجور.
إلا ان المحكمة رفضت ذلك وبدأ العد التصاعدي للأصوات يدويا بعد ان كان الشعب الامريكي في انتظار بدأ العد التنازلي لإعلان النتيجة النهائية لانتخابات الرئاسة في السابع من تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري كما كان مقررا اصلاً.
وسجل المعسكر الديمقراطي انتصارا أمس الأول الخميس في معركة الفوز بالبيت الابيض بعد تسعة ايام من اجراء انتخابات الرئاسة الأمريكية.
وكانت المحكمة العليا في ولاية فلوريدا قد قضت في وقت سابق أمس الأول بإمكانية استئناف عمليات إعادة الفرز في مقاطعة بالم بيتش المعروفة بولائها للحزب الديمقراطي, ويعتقد ان آلافا من ناخبيها صوتوا بطريق الخطأ لمرشح آخر غير جور بسبب الطريقة المربكة لطباعة بطاقات الاقتراع بالمقاطعة.
وكانت كاثرين هاريس وزير خارجية الولاية قد ذكرت في وقت سابق انها سترفض نتائج إعادة فرز الاصوات يدويا التي ترد من بالم بيتش وثلاث مقاطعات أخرى بعد انقضاء المهلة النهائية المحددة لذلك, وانتهت المهلة بعد ظهر يوم الثلاثاء الماضي.
ورفض معسكر المرشح الجمهوري جورج دبليو بوش فكرة إجراء مزيد من إعادة الفرز اليدوي, وأوضح ان الفرز يدويا أقل دقة من الماكينات ويحمل في طياته مخاطر الخطأ البشري والانحياز السياسي والتلاعب .
وأظهرت الأرقام الرسمية المعلنة في ولاية فلوريدا الحاسمة ان بوش يتقدم حاليا على جور بفارق 300 صوت فقط من اجمالي ستة ملايين صوت تقريبا بالولاية, ويساعد هذا التقدم بوش على الاقتراب من الفوز بأصوات الولاية و25 صوتا في المجمع الانتخابي الكلي والرئاسة.
وكان معسكر جور قد بذل جهودا مضنية لإعادة فرز الأصوات يدويا في بعض المقاطعات او كلها في فلوريدا بهدف محاولة تقليص او محو تقدم بوش البسيط عليه.
وخضع قرار محكمة فلوريدا العليا الذي صدر بغالبية اعضاء المحكمة السبعة لتفسيرات متباينة من المعسكرين الجمهوري والديمقراطي.
وقال مؤيدو جور ان القرار سوف يجبر هاريس على قبول نتائج الفرز اليدوي قبل الإعلان عن النتيجة النهائية للاقتراع في فلوريدا, وفي المقابل، قال معسكر بوش ان القرار لم ينص على ذلك مطلقاً.
ومازالت هاريس متمسكة بموقفها حتى الآن الخاص بإعلان النتيجة النهائية للاقتراع واسم الفائز بأصوات الولاية اليوم السبت.
بعد حصر اصوات الناخبين بالخارج التي تصل بريديا ويتعين دخولها الفرز قبل منتصف ليل الجمعة/ السبت.
وقال ديفيد بويس محامي حملة جور: هنا اليوم كانت المحكمة صريحة وغير غامضة، هذه الأصوات يجب ان تحصر.
ووصف وليام ديلي مدير حملة جور القرار بأنه انتصار خلال مؤتمر صحفي عقد صدوره, وعقد المؤتمر في الساعة السادسة بعد الظهر بالتوقيت المحلي وهو نفس الموعد المقرر لبدء أول حصر يدوي كامل في بالم بيتش, ويجري حصر الأصوات يدوياً في مقاطعة بروارد حالياً.
وبالرغم من ذلك، قال جيمس بيكر ممثل بوش في معركة فرز الأصوات بفلوريدا ان هذا التقييم يشكل دوامة قانونية وأضاف وزير الخارجية الاسبق ان الموعد النهائي في منتصف الليل مازال قائماً.
وفي غضون ذلك طلب محامو بوش من محكمة استئناف فدرالية في ولاية اطلنطا بولاية جورجيا إلغاء قرارات المحاكم الفرعية السابقة التي رفضت وقف إعادة الفرز يدويا.
وقالوا ايضا انهم لن يطالبوا بإعادة الفرز في ولاية ايوا التي فاز بها جور بفارق ضئيل.
وكان العالم قد راقب مساء الاربعاء المرشحين جور وبوش وهما يطالبان الرأي العام في تصريحات تلفزيونية بتأييدهما.
ويطالب البعض الان بتعديل النظام الانتخابي العتيق في الولايات المتحدة صاحبة الديمقراطية العريقة، حيث يعتمد على حصد 270 صوتا من حصة المجمع الانتخابي الكلي لتحديد هوية الرئيس الجديد في البلاد كل اربعة سنوات في حدث يشبه في توقيته وأهميته بطولة كأس العالم لكرة القدم.
فقد تقدم المرشح الديمقراطي ونائب الرئيس آل جور على منافسه الجمهوري وحاكم تكساس جورج دبليو بوش في الانتخابات الرئاسية لعام 2000 بفارق 14 صوتا من حصة المجمع الانتخابي حتى الان بعد حسم موقعه ولاية ايوا لصالحه كما فاز بما يسمى بالاصوات الشعبية.
ورغم ان جور كان قد اصبح قاب قوسين او ادنى من فوز مبكر مستحق بعد حصد 260 صوتا مقابل 246 لصالح بوش إلا انه مازال في حاجة لعشرة اصوات اخرى على الأقل من حصة المجمع ليحقق الرقم السحري وهو 270 صوتا ويصبح الرئيس الثالث والاربعين للولايات المتحدة.
وأصبحت ولاية فلوريدا ولاية الشمس المشرقة المحطة الاخيرة التي تتركز عليها كل الاضواء بمقاطعاتها المختلفة وعددها 67 حيث تبلغ حصتها الكلية 25 من اصوات المجمع ويكفي الفوز بها أو نصيب الأسد الان لترجيح كفة جور او بوش في حسم السباق الضاري والمستمر على عرش البيت الأبيض,ويوم السابع من تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري هو يوم الانتخابات الرئاسية وإعلان النتيجة النهائية اصلا اوردت بعض الشبكات الاخبارية الرئيسية في الولايات المتحدة ان جور فاز بفلوريدا وهو ما اتضح فيما بعد انه غير صحيح بالمرة حيث استمرت فرص الفوز بين المرشحين الرئاسيين شبه متعادلة في معظم الولايات.
ثم ظن جور بعد ذلك ان فلوريدا أصبحت من نصيب بوش بعد ان كانت من نصيبه هو كما ذكرت بعض الشبكات الاخبارية في البداية فاتصل به على الفور ليقدم التهنئة بفوزه بالرئاسة عملا بالمثل القائل ان على المهزوم ان يقدم التهنئة للفائز بروح رياضية.
وبعد اتضاح الخطأ الجديد وإعداد بيان القبول بالهزيمة او التنازل عن السباق من جانب جور عاد وسحب تصريحه معلنا استمرار حملته الانتخابية.
وجن جنون بوش الذي اعتقد انه الاجدر بالفوز بعد تسليم جور في غفلة من الزمن بالهزيمة.
واستسلم بوش بدوره في انتظار النتيجة النهائية في فلوريدا على أمل ان تنصفه من جديد وتؤكد ان ظن جور فوزه هو كان في محله تماماً.
ثم انتقلت حلبة الصراع بينهما على احقية الفوز وقبل الوصول الى خط نهاية السباق عند عتبة البيت الابيض الى ساحات القضاء على كافة الجبهات والمستويات لأول مرة في تاريخ الانتخابات الرئاسية في البلاد حيث اصبح من الصعب على أي منهما التسليم بالهزيمة بعد كل تلك الجولات الضارية.
وتعرض نظام الاقتراع في الولايات المتحدة لانتقادات لاذعة بسبب النتائج غير الحاسمة والمربكة لانتخابات الرئاسة الأخيرة التي افرزت حالة من الفوضى غير المسبوقة في البلاد.
وبدأ مراقبون في التطرق الى قضية دأبت إدارات أمريكية متعاقبة على ابقائها سرا وهي نظام فرز الأصوات آليا, ويعتمد هذا النظام على مجموعة تطبيقات تكنولوجية تستخدم في 3,000 مقاطعة و50 ولاية امريكية.
وتستخدم بعض الولايات اربعة انواع مختلفة من طرق الفرز داخل حدودها.
وبعض التطبيقات التكنولوجية المستخدمة تعتبر من أحدث ما توصل له العلم وتناسب القرن الحادي والعشرين, ولكن الغالبية العظمى من هذه الوسائل التكنولوجية تعود في واقع الأمر الى ما قبل خمسين عاما ولم يطرأ عليها تغير يذكر حتى الان, وتتولى 27 شركة امريكية مختلفة توريد الاجهزة المستخدمة في نظام الفرز الآلي بالبلاد.
وبطبيعة الحال كان متعذرا على دول اوروبا وآسيا استيعاب سبب الدوامة التي دخلتها انتخابات الرئاسة الأمريكية نظرا لاعتياد هذه الدول على استخدام نظام موحد في الانتخابات التي تجرى بها تموله حكوماتها المركزية ويشرف عليه موظفون تابعون لها.
وتعود جذور نظام الاقتراع الأمريكي الهائل الى مبدأ اللامركزية وهي ركن أساسي من اركان النظام السياسي للولايات المتحدة, وبمقتضى هذا المبدأ اصبح لكل ولاية ومقاطعة قوانينها الخاصة التي تنظم العملية الانتخابية والأموال والأفراد اللازمين لذلك.
وفي واقع الأمر تعتمد مهمة إجراء الانتخابات الوطنية على اللوائح المحلية للاقتراع بل احيانا ما تدرج اسماء مرشحي الرئاسة بعد اسماء مرشحين محليين او قضايا محلية.
وكان أكثر من مائة مليون امريكي قد توجهوا الى مراكز الاقتراع في السابع من تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري للادلاء بأصواتهم, ولكن هذا الرقم يقل بنسبة 50 في المائة عن عدد الأمريكيين في سن الاقتراع البالغ 200 مليون أمريكي.

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved