أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 18th November,2000العدد:10278الطبعةالاولـيالسبت 22 ,شعبان 1421

عزيزتـي الجزيرة

ضبط معدل التناسل,, لماذا ؟!!
عزيزتي الجزيرة
أحياناً كثيرة أعجز عن متابعة كل ماتحويه بعض أعداد جريدة الجزيرة من مقالات وأخبار وليس عزوفاً مني؛ ولكن ربما لانشغالي أحياناً وضيق ذات الوقت، وربما لتلاحقها وتتابعها بما يكاد يسلب بعض سويعات نومي فأرجئها إلى حين ميسرة.
أقول: صفحة مقالات بتاريخ الجمعة 10 جمادى الآخرة كان على يمين الصفحة مقال للأستاذ تركي العسيري بعنوان قبل الانفجار في حين أنّ العنوان المقابل له على يسار الصفحة كان للدكتور عبدالمحسن الرشود بعنوان طيران الخليج,, أصوات النشاز , للوهلة الأولى حيث كان الوقت إبان سقوط طائرة (طيران الخليج) الإيرباص قبالة شواطىء البحرين اعتقدت أن المقالين عن ذات الموضوع، وكعادتي احتفظت بالمقالين حتى شاء الله فوجدتني اليوم تمتد يدي لأقرأهما، وقد خاب حدسي، فمقال الدكتور الرشود جاء مواكباً لعنوانه، أما مقال الأستاذ تركي العسيري فقد جاء عن (الانفجار السكاني) وليس عن انفجار الطائرة الخليجية,الأستاذ تركي العسيري جاء مقاله ليفجر قضية الانفجار السكاني فيقول: إن الفرح الذي يبديه بعض الناس من هذه الزيادة المرعبة ليس له مايبرره، فالزيادة العشوائية في التناسل تعني ضمن ماتعنيه زيادة في الأعباء على البلاد,, الزيادة السكانية تعني المزيد من الضغط السكاني والأمني والسياسي والاجتماعي، والإنساني، وأتصور هكذا يستطرد الكاتب أنه لابد أن نتصارح إذا أردنا لبلدنا الخير فعلاً في مسألة خطيرة كهذه فالمولود الذي يطل برأسه كل دقيقة ليس حيواناً برياً يرمى في الفلاة لكنه كائن حي، وإنسان له متطلباته فهو يحتاج إلى تعليم وعلاج وكهرباء وماء وغذاء ورعاية صحية متكاملة .
كان هذا عرضاً للمشكلة، أما كيفية مواجهتها فقد قال الأستاذ العسيري: ((فَطِنَت بعض الدول إلى مايمكن أن يسببه هذا الانفجار السكاني المرعب فوضعت استراتيجية عملية لمواجهته,, عن طريق توعية الناس بخطورة ذلك على الفرد وعلى المجتمع وعلى الدولة نفسها))، ((ولما رأت بعض الدول أن توعية الناس لم تثمر عن ضبط معدل التناسل المتزايد وضعت شروطاً صارمة لتنظيم ذلك ساهمت بدورها أي هذه الشروط في وضع حد لمسألة التوالد الأرنبي)).
وفي الفقرة قبل الأخيرة ولعله من مسك الختام يقول الأستاذ العسيري لا أراه الله عسراً (( لقد ذهب زمن التفاخر بكثرة الأولاد والأحفاد في إضفاء قيمة للأسرة، وبات مصدر التفاخر الحقيقي الانصهار في بوتقة الوطن الواحد وبقدر ماتعطي هذا الوطن بقدر ماتكون قيمتك الحقيقية)).
كانت هذه بعض الفقرات التي أمددها الأستاذ والواضح أنه يدعو إلى ضرورة تحديد النسل وان كان لم يتعرض اطلاقاً لكلمة (تحديد) لماذا؟ لا أدري مع أن المقال كله يدور حوله أو حولها.
والذي لا أشكك فيه، بل هو من بديه القول أن الأستاذ العسري يدرك يقيناً أن مواجهة الزيادة السكانية وهذا الانفجار السكاني المرعب القادم لن تتم إلا بتحديده، أما الالتفاف حول لفظ التحديد وتجاوزه إلى لفظ (ضبط معدل التناسل) فالضبط هو التحديد، أو هو المقصود هنا تماماً، فالرشوة هي هي وإن تبدلت أسماؤها وتعددت ألفاظها، وناهيك عن اللفظ، ماهي نتيجة ضبط المعدل المطلوبة؟ أليست إيقاف النسل؟ ومامعنى التحديد؟ أليس هو أيضاً إيقاف النسل عند عدد معين لايضمن بقاءه حياً إلا الله؟.
أما قول الأستاذ لما رأت بعض الدول أن توعية الناس لم تثمر عن ضبط معدل التناسل المتزايد وضعت شروطاً صارمة لتنظيم ذلك ساهمت بدورها في وضع حد لمسألة التوالد الأرنبي فلعل الأستاذ الكريم يقصد دولة الصين التي وضعت قوانين تمنع إنجاب أكثر من مولود واحد، وإذا كان ذلك كذلك فهناك دولة أخرى كفرنسا التي تشجع زيادة النسل بمنح مكافآت ومزايا مقابل ذلك.
لكن نحن والحمد الله أمة مسلمة لهم دينهم ولنا ديننا ولا يجوز لنا كأمة مسلمة التشبه بهم في شيء من أمور دينهم,وان كانت وجهة نظر الأستاذ الكريم لها وجاهتها فالقاعدة الشرعية أنه لا اجتهاد مع النص ولنا في محكم الآيات وشريف الأحاديث مافيه غنى وكفاية، قال تعالى:
1 ولاتقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم (الأنعام 151).
2 ولاتقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق (الأنعام 151، الإسراء 23).
3 ولاتقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم (الإسراء 31).
وقال عليه السلام:
1 عليكم بالودود الولود .
2 تكاثروا تناسلوا فإني مباهٍ بكم الأمم يوم القيامة ,كما أورد هنا فتوى لفضيلة الشيخ مازن بن عبدالكريم الفريج نشرتها مجلة الدعوة الإسلامية بعددها رقم 1492 الصادر بتاريخ الخميس 26 ذي الحجة 1415ه ص 36 تقول: فإن مخططات أعداء الإسلام لإضعاف الأمة المسلمة وكسر شوكتها كثيرة ومتنوعة ولعل من أخطرها وأخبثها مايروجون له اليوم في العالم الإسلامي من ضرورة تحديد النسل أو مايسمى ب/تنظيم الاسرة، هذا من حيث جهودهم في الدعوة لتحديد النسل، وأما الوسائل فقد ابتكروا منها الشيء الكثير وأخذوا يروجون لها بين المسلمين، ومن هذه الوسائل أقراص منع الحمل، والحقن، واللولب، والمواد الكيماوية، والكبوت (بالنسبة للرجل) والتعقيم، ومن أجل ذلك قرر مجلس المجمع الفقهي الإسلامي بالإجماع عدم جواز تحديد النسل مطلقا، وعدم جواز منع الحمل إذا كان القصد من ذلك خشية الفقر.
وهناك فتوى أخرى أصدرتها اللجنة الدائمة للإفتاء نشرتها مجلة الدعوة أيضاً بعددها رقم 1514 الصادر يوم الخميس 2 جمادى الآخرة 1416 ه ص 24 رداً على سؤال يقول:
ماحكم منع الحمل أوتحديد النسل؟
تقول الفتوى: يحرم منع الحمل دون ضرورة تدعو إلى ذلك وتحديد النسل مطلقا لمنافاته مقصد الشرع وترغيبه في الزواج للعفة وكثرة النسل، ولما فيه من سوء الظن بالله في سعة رزقه وكثرة عطائه لمن يفعله خشية العجز عن النفقة، فإن كانت هناك ضرورة كالخطر على صحة المرأة من الحمل أو من تتابعه، جاز لها منعه أو منع تتابعه من عزل وتعاطي حبوب ونحو ذلك محافظة على صحتها، وقد صدر قرار من هيئة كبار العلماء في الموضوع .
الأخ الكريم الأستاذ تركي العسيري: أعلم أن ما أوردته هنا على سبيل النهي عن تحديد النسل أو ضبط معدله ليس بغريب عليك ، فقط أريد أن أذكرك من خلال هذه النصوص والأدلة جزاك الله خيراً,والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حمدين الشحات محمد

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved