أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 18th November,2000العدد:10278الطبعةالاولـيالسبت 22 ,شعبان 1421

عزيزتـي الجزيرة

نصف قرن ينتظر القرض العقاري
يحتل القرض العقاري أولوية في أحاديث المجالس,, سواء عن التقديم وشروطه ومتطلبات ذلك، وما وصل من أرقام، وعن وعن العدد الذي يخرج كل سنة من قروض عقارية وما إلى ذلك من أحاديث الهاجس الوحيد فيها القرض العقاري، ليس هذا فحسب بل أخذ حيزا لا بأس به من وسائل الإعلام وبخاصة ما تطالعنا به بين الفينة والفينة وبين فترة وأخرى من رسوم فكاهية تعكس ما يعانيه طالبو القروض من آلام وآلام وآهات وأنات,, ولعل من اهم ما يتناول في ذلك الانتظار الطويل للحصول على قرض يقيم المواطن فيه مسكنه الذي يعيش فيه مع أفراد أسرته بأمن من هموم الإيجار ومشاكله,, والذي قد يمتد إلى أكثر من عمر الإنسان نفسه فهل سيقيم الإنسان مسكنه بعد وفاته,,؟؟!! وهذا ما سأتناوله في هذه العجالة والتي أسعى بها لأن تنال من ولاة أمرنا العلاج الناجع والعاجل كما عودونا في كل موقف فأقول مستعيناً بالله:
كما هي العادة بين فترة وفترة ان ينال البنك العقاري وقرضه قسطا من أحاديث المجالس فكان جديرا أن يتناول بالطرح والمناقشة، فدار حديث ذات يوم حول الصندوق العقاري ومشاكل الانتظار والطابور الطويل للوصول إليه قال أحدهم إذا ما استمر البنك العقاري على العدد الذي يوفره كل سنة وهو تسعون رقما كل عام والكلام خاص عن العدد في محافظة الزلفي فإن علي ان أنتظر القرض اثنتين وعشرين سنة بعدما أبلغ الخمسين عاما، وبعدما أكون في زمن الحاجة فيه لأن أعمل لما بعد الموت وأبني بيتا لي في دار البقاء وأتفرغ للعبادة والعمل لما بعد الموت لا أن أقترض قرضا يبقى في ذمتي لا أعلم أأقوم بسداده أم أعجز عنه فأموت ويبقى دينا في رقبتي وفي ذمتي إلى أن أبعث، أو أثقل من خلفي بسداد ذلك القرض,,؟؟!! فحسبنا ذلك فقلنا ما حال من بعدك من مواطنين ينتظرون أكثر وأكثر,,؟؟؟!!! فالتقيت بأخ آخر وتناولنا الحديث نفسه,, ألم أقل لكم إنه حديث الساعة فلا يكاد يطرق حديث إلا والقرض العقاري له منه نصيب,, قال لي إن معي زميل عمره خمس وعشرون سنة وقد قدم على البنك العقاري طالبا قرضا عقاريا يستعين به على تكاليف البناء الباهظة,, ولكن بعدما حسبت للمدة التي سأقضيها منتظرا ذلك القرض إذا ما استمر على إخراج العدد المعتاد كل عام (90) رقما فإن علي أن أنتظر ما يقارب الخمس والخمسين سنة بعدما يكون عمري ثمانين عاما (25 + 55 = 80 سنة) فكأني بهذا أطلب العمار على الثريا (كوكب في السماء) فهل هذا معقول يا سادة يا كرام,,,؟؟؟!!!
أيها الاخوة الكرام هل من المعقول ان تكون هذه هي حقيقة البنك العقاري,,؟؟!! فإذا كانت هذه هي الحقيقة فما فائدة من يتعب نفسه ويقدم على قرض لن يحصل عليه إلا وهو في قبره ,,؟؟!! وكيف سيعيش وهو مكبل بين مجابي وارداته من المال المترتبة ب الكهرباء، الهاتف، الماء، إيجار المنزل، مصاريف الأولاد من بنين وبنات، مصاريف البيت، ووقود السيارة، ووووووو,,, , مع ارتفاع الأسعار المطرد، فهل سيبقى على شيء أو يدخره من راتبه او ما يأتيه من أموال من طرق أخرى كي يبني بها بيتا,,,؟؟؟!!
وهنا نصل إلى أهمية العمل لإيجاد حل لهذه الأزمة والتي أشارك في بعض الاقتراحات التي قد تساهم في حل ولو بعض من المشكلة.
فأول الاقتراحات: ان توضع آلية حازمة لكيفية استمرار سداد القروض لمن استفاد من المواطنين ولو باقتطاع شيء من راتبه كل شهر أو إضافة جزء من القسط في فواتير الخدمات إلى غير ذلك من الإجراءات الكفيلة باستمرارية سداد المقترضين ليتمتع أكبر عدد ممكن، من قروض الصندوق.
ثانيا: ان تراعى المدن التي ينتظم المواطنون فيها بسداد قروضهم بزيادة القروض فيها تشجيعا لهم، ولزرع التنافس في السداد في بقية المدن.
ثالثا: ان يشجع أصحاب الأموال بالقيام ببناء مساكن وبيعها بالتقسيط السنوي على غرار ما يقوم به البنك العقاري مع أخذ الأرباح المعقولة في ذلك.
رابعاً: ان تزاد الإعانة السنوية للصندوق العقاري لازدياد الحاجة إلى المساكن والتوسع العمراني المطرد.
أملنا كبير بولاة أمرنا وبالمسؤولين في إيجاد حلول لهذه القضية, والله ولي التوفيق.
عبدالمحسن بن سليمان المنيع
الزلفي

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved