أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 18th November,2000العدد:10278الطبعةالاولـيالسبت 22 ,شعبان 1421

عزيزتـي الجزيرة

المملكة العربية السعودية والتعليم العالي
الاهتمام بالعلم والعلماء والتعليم وكل مايخدمه ويهيئ لأهله ورواده الفرص المناسبة في بلادنا الحبيبة لم يكن وليد الحاضر، وإنما وجد مع هذه الدولة المباركة وخصوصاً بعد توحيدها على يد الملك عبدالعزيز يرحمه الله حيث كانت له عناية خاصة واهتمام بالغ وبارز في نشر العلم في جميع أرجاء الوطن وتهيئة فرصة التعليم للجميع صغاراً وكباراً رجالاً ونساء وفق ماهو متوفر من امكانات مادية ومعنوية دائماً راسماً من خلال جهده العظيم الأسس والثوابت والقواعد والأصول التي ينطلق منها في هذا الميدان الهام، وقد ظل التعليم في المملكة العربية السعودية ينمو ويزدهر ويتطور ويعطى حقه من الدراسة والتمحيص والدعم غير المحدود من قبل أبناء الملك عبدالعزيز رحمه الله حتى وصلت الراية إلى رائد التعليم الأول وأول وزير للمعارف في هذه الدولة الغنية القوية خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه فعمل على تعاهد غراسه وتنمية وتطوير ما بدأه ووضع لبناته حتى صارت هذه البلاد بفضل من الله وتوفيقه ثم بتلك الجهود المخلصة والفريدة منه - رعاه الله - مشع نور، ومنبر علم، ومركز خير ونبراس يضيء لكل من أراد الحق والحقيقة ولكل من يريد الاستفادة من خارجها، ومالها ألا تكون كذلك وهي مهبط الوحي، وفيها قبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم، ومقصدهم في حجهم وعمرتهم، وفيها أنزل كتاب الله على رسوله صلى الله عليه وسلم ومنه قوله سبحانه: (اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، اقرأ وربك الأكرم، الذي علم بالقلم).
انتشر التعليم بصورة منقطعة النظير وبطريقة مذهلة وسريعة حتى صارت المدارس تلاحق البادية في مضاربهم، والقرويين في قراهم، وأصحاب الجزر في جزرهم مع وضع المغريات والحوافز والمشجعات حتى للكبار، وتأمين جميع مستلزماته مادية كانت أو معنوية، دون نظر إلى قلة التكاليف أو كثرتها مما لا يوجد له نظير في أي بلد من بلدان العالم، ولنسأل من يعيشون بيننا ممن هم شرقنا أو غربنا، وشمالنا أو جنوبنا، نجد الجواب الحقيقي الذي يؤكد لنا عظم النعم التي نتمتع بها، وكمية المقدرات التي تبذل لمجتمعنا، مما تجعلنا نحمد الله ونشكره وندعو لمن كانوا هم السبب في ذلك بعد الله سبحانه الذين هم ولاة أمرنا سدد الله خطاهم، فمن لايشكر الناس لايشكر الله كما صح عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
ولم يقف الأمر عند ذلك بل تعداه بمراحل كثيرة جداً وفق النظرات النافذة والبصيرة الثاقبة، والحكمة البارعة، والتخطيط السليم، والسياسة المتوازنة والعمل الدؤوب، والصبر المطلوب الذي تذرع به حكامنا الأجلاء خلال العقود القريبة الماضية، فعمل على بذل كل الجهود والمقدرات واستنفرت كل القوى، واستغلت جميع الآراء، وجند الكثير من الرجال الأوفياء والمخلصين لتنظيم العملية التعليمية حتى تكون أكثر نفعاً، وأعمق أثراً، وأقدر في توفير الفرص المناسبة، والجو المهيأ لأبناء هذه البلاد المباركة ومن هنا انشأت الجامعات المتنوعة المشتملة على الكليات المتخصصة ذات الأقسام المختلفة في العلوم الشرعية والعربية والاجتماعية والعلمية والمهنية والتجريبية، إضافة إلى الاهتمام بايجاد الكليات الأخرى ذات الطابع العلمي التي تخدم شريحة كبيرة من شباب بلادنا وخصوصاً ذوي المهارات الخاصة والمهتمين بالأمور الفنية، وكذلك تلك التي تنمي قدرات المنتسب إليها، وترفع من مستواه في التخصص المطلوب، وقد انتشرت هذه الجامعات والكليات في جميع مناطق المملكة ومدنها، وطورت لتضاهي الجامعات العريقة فأصبحت تمنح الشهادات العالية من البكالوريوس والدبلوم والماجستير والدكتوراه بدرجاتها الثلاث، مع الأخذ بالاعتبار الثوابت والمنطلقات الأصلية والمؤدية إلى القوة التي يجب أن تبرز في تلك المؤهلات، مما جعل الوفود والمنح ومن جميع أنحاء العالم تتوالى وتتعاقب على تلك المؤسسات التعليمية لتنهل من علومها، وتستفيد من مبادئها فتعود إلى بلدانها محملة بالخير وكل نافع مفيد.
والأبعد من ذلك تلك الثقة المطلقة والرغبة الملحة الموجودة لدى كل مسلم يرغب في التحصيل في أي نوع من فنون العلم في الحصول على فرصة التعليم في هذه البلاد، وما ذاك إلا لما تتمتع به من مكانة عالية، ومنزلة مرموقة ومصداقية واضحة، وقيم راسخة.
وهاهي المملكة العربية السعودية وبكل ثقة واعتزاز وافتخار واقتدار وبتوجيه من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني تستضيف المؤتمر الإسلامي الأول لوزراء التعليم العالي والبحث العلمي في البلاد الإسلامية لدراسة استراتيجية يمكن من خلالها تطوير العلوم والتكنولوجيا في البلاد الإسلامية، يجمع هؤلاء الوزراء في هذه البلاد المباركة ولأول مرة من أجل الوصول إلى تحقيق تنمية اقتصادية مدعمة بالبحث العلمي مع مايصحب ذلك من حلقات النقاش وإلقاء المحاضرات، المشربة لهذا الملتقى الهام، إضافة إلى ما سينظم للمشاركين فيه من زيارات متعددة لمعالم النهضة المتميزة التي يزخر بها وطننا وتقف شامخة للدلالة على ماوصل إليه من تقدم ورقي ومعاصرة منطلقة من الأصالة التي تقوم عليه دولتنا وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
د, سليمان بن عبدالله أبا الخيل
وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved