هذي الحجارةُ في كَفَّيكِ تَفتَخِرُ
كما اللآلئُ إذ تختالُ والدُّرَرُ
من بُقعةِ المسجدِ الأقصى مباركةٌ
قد أنبَأتنا بها الآياتُ والسُّوَرُ
إنّا لَنُؤمِنُ أن سَيَنطِقُ الحجرُ
وسوف يُخبِرُ عن أعدائنا الشجرُ
هيّا امنحيهم من الأحجار ما جَمَعَت
كفّاكِ إن أوَانَ النصرِ يُبتَدَرُ
يا أُختَ خنساءَ يا أمَّ البطولات هل
على يديك يعود الفوز والظفرُ
لمّا دعوتِ بليلِ الظُلمِ مُعتَّصِماً
فلم يُجبكِ أجابَ الطفلُ والحجرُ
إذ لاحماة هنا من يعربٍ بقيت
فلا نغرنّك ذي الأسماء والصورُ
يا خيرَ مدرسةٍ أنجَبتِ مَن حَذقوا
فَنّ الحجارةِ هذا الفنُ مُبتَكرُ
بُوركتَ يا مَن جِهادَ النشءِ أبدَعَهُ
يا للخليلِ وما أوحَت بهِ الفِكرُ
لو كانَ أبصَرَهُم والخَطبُ مُعتَكِرٌ
والصَّخرُ مُنهَمِرُ والبغيُ مُندحِرُ
لقد نسينا حديثَ النصر مِن زَمَنٍ
إذ ليس فينا أبو بكر ولا عُمَرُ
فهل يُعيدُ لنا الأحفادُ إذ نفَرُوا
مَجدَ الجدودِ فإن النصرَ يُنتَظَرُ
يا أُمَّةً عَجِبَت من ضعفها الأمم/
تلقى الهوانَ فلا تأبَى وتزدَجِرُ
لا يَغضبونَ وإن كانوا إلى مُضَرٍ
ينتسبون ألا غَضِبتِ يا مُضَرُ؟!
فها هو المسجدُ الأقصى تُدنِّسُهُ
حُثالَةُ البغي أولاد الأُلى فَجَرُوا
القاتلون لِمَن بالحقِّ قد بُعِثوا
والمُفسِدُونَ ومَن مَاواهُمُو سَقَرُ