| متابعة
لاشك أن الثقافة عنصر أساسي في حياة كل فرد وكل مجتمع، واختيار الرياض عاصمة للثقافة هو بمثابة وسام رفيع وجد صدى طيبا في نفوس أبنائها من محبي العلم والثقافة، وهو لقب استحقته الرياض بجدارة، كيف لا وهي العاصمة العربية الفتية التي كرست نفسها لتكون بحق عاصمة العرب وموئل ثقافتهم وعزهم، فقد انتهت إليها أسس الحضارة الإسلامية وتجسدت فيها قيمها الثقافية، فكل مافي الرياض مشرق وضاء ينم عن أصالة عربية ضاربة الجذور وهي على الرغم من حصولها على اللقب فهي لا تتوانى عن العمل لتزيد من تألقها الحضاري والثقافي فطموحاتها العلمية والثقافية لاتقف عند حد فهي في ارتقاء دائم وتطور متواصل، وماهذا التشريف الذي نالته إلا أحد الحوافز الداعية إلى العمل الجاد والدؤوب، فانطلاقتها الحضارية لم تكن في يوم من الايام سعيا للألقاب، وإنما كانت تعبيرا صادقا عما يجول في نفوس أبنائها وبناتها من صدق العزيمة للنهوض بها لتكون درة الجزيرة بل وحتى شامة الدنيا.
وما كان ذلك ليتم لولا دعم حكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين أعزه الله وأدام نصره وجهود مخلصة ومتابعة دائمة من أميرها صاحب السمو الملكي الأمير/ سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله فمهرجان الجنادرية وجائزة الملك فيصل العالمية، والأندية الأدبية، وجمعية الثقافة والفنون، والجامعات، ومكتبة الملك عبدالعزيز، ومكتبة الملك فهد، والمؤتمرات العلمية والثقافية والطبية والاقتصادية والعمرانية التي تنعقد في الرياض على مدار العام هي بلاشك مصدر من مصادر الثقافة العربية العالمية وباعث قوي على تلاقي الثقافات والإفادة بعضها من بعض، والمؤشر الكبير على النضج والاكتمال في هذا المجال هو حصول المملكة العربية السعودية على الجائزة الحضارية العالمية في تعليم الكبيرات ومحو الأمية وهو وسام دولي رفيع استحقته هذه البلاد عن جدارة ولا غرابة وهي الوريث الأصيل للحضارة الإسلامية.
* مدير تعليم البنات بمنطقة الرياض
|
|
|
|
|