| الاقتصادية
حوار : سليمان بن ابراهيم الفندي
المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني تشهد تطوراً مضطرداً وعندما يدور الحديث عن المؤسسة نذكر بكل اعتزاز أحد ابرز رجالاتها الذي أعطى وما زال يعطي المؤسسة وقته وجهده ونذر نفسه في خدمتها خدمة للوطن وللعلم والتقنية فيه وعندما يتحدث معالي المحافظ فإن ذلك يعني الدخول في عمق هموم وتطلعات المؤسسة وها هو الحوار مع معاليه يتسم بروح الثقة التي تدفعه إلى النهوض بالمؤسسة ومجاراتها لعصر التقنية فإلى مجريات الحوار مع معاليه.
*معالي المحافظ بدءا ما كلمة معاليكم بمناسبة رعاية صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني للمؤتمر والمعرض التقني السعودي الأول؟
هذه الرعاية تؤكد حرص سمو ولي العهد على انجاح هذه التظاهرة التقنية التي تعقد في المملكة لأول مرة,.
وهي لفتة كريمة من لدن سموه وتشجيع للعلم والثقافة وتأكيد على الاهتمام الكبير الذي توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله في سبيل تطوير التعليم الفني والتدريب المهني بالمملكة,.
ويشرفني أن أتقدم بالشكر لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز على موافقة سموه الكريم لرعاية المؤتمر، سائلاً الله عز وجل أن يكتب لهذا التجمع النجاح وان يحقق الفائدة المرجوة منه، وان تستفيد المملكة من الخبرات المالية المعروضة في هذا المؤتمر.
* هل لمعاليكم ان توضحوا لنا الهدف من إقامة المؤتمر والمعرض في المملكة؟
المؤتمر والمعرض والذي سبق أن صدرت موافقة سامية كريمة على تنظيم المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني لهما يهدف إلى تشجيع البحث العلمي في المجالات التقنية الهندسية وتبادل الخبرات وعرض التطور في تلك المجالات، واستعراض أبرز الاتجاهات الحديثة والتجارب العالمية التي تساعد على تطور التعليم التقني والفني وتقوية الصلات بين مؤسسات التعليم التقني وقطاع العمل، بالإضافة إلى مناقشة استراتيجيات تطوير وتحسين التعليم التقني في ظل المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية التي طرأت على سوق العمل,.
أما بالنسبة للمعرض المصاحب للمؤتمر فيهدف إلى التعريف بدور المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني الراعية والمشرفة على المؤتمر والمعرض التقني ودورها في نشر الوعي التقني في المجتمع ودعم الجهات الحكومية والخاصة التي تساهم في تطوير التقنية وتطبيقها، كما يهدف المعرض إلى إبراز ما توصلت إليه المملكة في المجال التقني, وفعاليات المعرض تتركز على عرض لأهم المنتجات التقنية الهندسية الحديثة واستخدام الحاسب الآلي وتطبيقاته وتقنيات الوسائل التعليمية وعرض لبعض المنتجات السعودية التقنية المتطورة، كما يتيح الفرصة لعرض المبتكرات العلمية الحديثة للباحثين والطلاب,.
* ماذا عن إقامة مبنى المؤسسة ليواكب التطور الذي تشهده وليفي بالتزاماتها.
في المزيانية مبلغ 60 مليون ريال ويتم البدء في إنشاء المبنى بمجرد الانتهاء من عمل الدراسات والتصاميم والمقرر أن يقام المبنى على أرض مركز التدريب المهني بشارع الجامعة وهي أرض تقع في موقع متميز على مساحة 30 ألف متر مربع يسمح فيه بالبناء إلى ارتفاع سبعة أدوار ولدى المؤسسة انشاء مركز تدريب مهني في المنطقة الصناعية وبالتالي ستحل المؤسسة في هذا الموقع المتميز بينما ينتقل مركز التدريب إلى المنطقة الصناعية فيكون قريباً من المصانع مما يسهل مهمة تدريب الطلاب ميدانياً في المصانع وان تتاح الفرصة لأرباب العمل ليطلعوا على نشاط المركز ويتحقق التفاعل بين المركز والمجتمع وهذا من أهم أهداف المؤسسة.
* ما جدوى اللقاءات التي تنظمها المؤسسة مع المسؤولين في القطاعين العام والخاص؟
الواقع أن رجال القطاع الخاص إخوة لنا وما ينطبق علينا ينطبق عليهم من الناحية الإنسانية والمواطنين والاهتمام بهذا الوطن، والقطاع الخاص يتعاون بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى فيما يتعلق بحفز نشاط المؤسسة وفي المشاركة والمساهمة في تطوير مناهجها وبرامجها والمشاركة معنا في أيام المهنة وفي هذا المؤتمر المهم, ورجال الأعمال يقدمون نشاطاً متزايداً من إتاحة فرصة لتوظيف الخريجين والواقع ان هناك سياسة عامة وهي توجه الدولة لتوظيف المواطنين وخادم الحرمين الشريفين وصاحب السمو الملكي ولي العهد وصاحب السمو الملكي النائب الثاني وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية وفي مجلس القوى العاملة مهتمون غاية الاهتمام بهذه القضية، والحقيقة ان المسألة ليست بالبساطة، فقد كان المواطن في الأصل لا يرغب في العمل في القطاع الخاص والقطاع الخاص نفسه كان متعوداً على استخدام ما يرغب من العمالة الرخيصة في الخارج مما جعلهم يعزفون عن توظيف المواطن, كل هذا الإرث السيء يحتاج منا إلى إعادة نظر فيه, لكن القطاع الخاص بدأ يعي ان استقراره ونموه واستمرار هذا النمو رهين بتعيين المواطن.
* ما الايجابيات التي ظهرت بعد تطوير المناهج في قطاعات المؤسسة؟
مما لا شك فيه أن مختلف التقنيات تشهد تطورا سريعاً في جميع أنحاء العالم بما فيه المملكة وهذا التطور يجعل المؤسسات التعليمية والتدريبية تعمل لملاحقته من أجل أن تستطيع ان توفر القوى العاملة المدربة.
والمؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني هي أكبر جهة تعليمية وتدريبية تخرج كوادر فنية وطنية مؤهلة للعمل والمؤسسة تعمل باستمرار على تطوير مناهجها لتواكب مخرجاتها التعليمية والتدريبية مع الاحتياجات العملية لسوق العمل وتزويد الطلاب والمتدربين بالمعلومات الحديثة والمتطورة التي تجعلهم على إطلاع ودراية بتخصصهم, ولقد لمسنا كثيرا إقبال القطاعات على توظيف خريجي المؤسسة وفتح باب التعاون مع القطاع الخاص من خلال التدريب وتقديم المشورات التعليمية والتدريبية.
* كيف يرى معاليكم وضع المؤسسة وإمكانياتها؟
وضع المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني جيد، وفي تطور كمي ونوعي مستمر والدليل ارتفاع أعداد وحدات المؤسسة من كليات تقنية ومعاهد ثانوية صناعية وتجارية وزراعية ومراقبين فنيين ومراكز للتدريب المهني إلى ما يقارب من (80) وحدة تعليمية وتدريبية بالاضافة إلى (225) معهداً ومركزاً أهليا، تسير وفق أحدث الطرق والمناهج المتطورة الهادفة إلى تأهيل كوادر وطنية على مستوى عال، وهذا نتيجة لاستجابة قيادتنا الرشيدة لاصداء الاتجاه العالمي الذي يضع التعليم التقني والفني والتدريب المهني في صدارة أولويات جهود التنمية البشرية.
* كلمة المهني ألا يمكن استبدالها بالتقني مجاراة لعصر التقنية الذي نعيشه؟
المهني، والفني، والتقني، مصطلحات متعارف عليها دولياً وإقليمياً ولها مستويات من خلال مخرجاتها المتفاوتة, وهي جميعا تصب في نهر واحد ومعروف للجميع نوعية هذا التعليم الذي اكتسب اهمية قصوى في السنوات العشر الأخيرة على مستوى العالم.
* هل ترون أن التأهيل الحالي للكليات التقنية من جميع الجوانب كاف لتقديم ما يرضي تطلعات معاليكم؟
التأهيل الحالي للكليات التقنية جيد، لكنه ليس مرضياً إلى درجة الركون وعدم السعي للتطوير، أنتم تدركون مدى التطور السريع الذي تعيشه التقنية على مستوى العالم، وكلياتنا التقنية تسعى جاهدة لمواكبة هذا التطور في كل تخصصاتها، وتولي المؤسسة وكافة وحداتها باعتبارها الجهة الرئيسية المعنية بتنمية القوى العاملة أهمية كبرى للتنسيق والتعاون مع كل الدول والجهات ذات العلاقة بالمجال التقني والفني والمهني محلياً وداخليا ودوليا لتطوير وحداتها وبرامجها ومواكبة كل المستجدات في هذا المجال.
* في الوقت الراهن والتطور الذي نعيشه ماذا عن إمكانية تحوليها لوزارة؟
حين أنشئت المؤسسة تم منح مجلس إدارتها صلاحيات تفوق صلاحيات الوزارة، وذلك من أجل أن تكون هذه المؤسسة أكثر مرونة وقابلية للتحديث والتطوير بما يتلاءم والمستجدات المتلاحقة والسريعة في عالم التقنية بمختلف مجالاته وتخصصاته، ولهذا تحاول المؤسسة الاستفادة من هذه الصلاحيات لتطوير هذا النوع المهم من التعليم الذي تعتمد عليه الخطط الاقتصادية لبلادنا.
|
|
|
|
|