| الثقافية
تسعى ندوة مستقبل الثقافة في البلاد العربية إلى بلورة رؤية أكثر استيعاباً لثوابت هذه الثقافة ومتغيراتها، ومن ثم توجهاتها وصورها المستقبلية، فهي تؤسس لرؤية أكثر وضوحاً لواقع الثقافة العربية من خلال بناء أرضية معلوماتية تحليلية تتمعن في الأحداث والأرقام وتستكشف المشكلات والصعوبات والرؤى والمقترحات.
إن تضافر الجهود وتعاون الجهات الثقافية والعلمية في بلادنا من خلال هذا الاحتفال بمدينة الرياض عاصمة الثقافة العربية لعام 2000م وهذا الكم الهائل من البرامج والمنتديات,, أعطى نتاجاً كبيراً من الثقافة ومن العطاء الفكري ويجب أن يبقى هذا الاختيار حافزاً لمزيد من العطاء والتعاون من أجل الحفاظ على هذه الحركة الثقافية النشطة التي أوجدتها مدينتنا الغالية بيت العرب الأول.
تسعى هذه الندوة إلى تحقيق العديد من الأهداف من أبرزها:
1 تحقيق وعي أفضل بواقع الثقافة في البلاد العربية.
2 تعميق الإحساس بأهمية الثقافة العربية في المجتمعات العربية وتشجيع الجميع على تنميتها في أنفسهم ولدى غيرهم.
3 الوقوف على أهم المشكلات التي يعيشها ذلك الواقع الثقافي والبحث عن الحلول المناسبة والعملية لتلك المشكلات.
4 تكوين تصور معمق وشمولي لمستقبل الثقافة في البلاد العربية.
تتناول هذه الندوة ثلاثة محاور رئيسية تشتمل على كثير من الطروحات والمعالجات لكثير من الهموم الثقافية التي تشغل بال الإنسان العربي, وهذه الندوة تسير في خط تسلسلي زمني تتركز بدايته في استعراض وتحليل ماهو قائم ففي المحور الأول بفروعه الأربعة دراسات تتمعن في واقع الثقافة في الوطن العربي وتحاول من خلال الوقائع والأرقام أن تقرأ ذلك الواقع لتوفر الأرضية الأساسية لقراءة المستقبل والفرعان الأولان من هذا المحور يتوقفان عند دور المؤسسات الثقافية سواء كانت محلية أم عالمية في تطوير الثقافة والعناية بها أما الفرعان التاليان فينظران في واقع الإنسان عموماً، ثم في الطفولة بشكل خاص بوصف هذه المرحلة هي بنت المستقبل للثقافة في البلاد العربية.
يأتي المحور الثاني بفروعه المختلفة بعد ذلك استشرافا تتراءى ملامحه في تقاسيم الحاضر وفي الفروع الأخرى لهذا المحور الثاني وقفات عند أبرز جوانب الثقافة العربية تبدأ بالنظر في البحث المتمثل بالمسائل الإشكالية لتمتد من ثم إلى مابعد الجوانب الرئيسية في أي تشكيل ثقافي حضاري.
في الفرع الأول من هذا المحور متسع فكري لباحثين عرب تشغلهم المسائل النظرية المتعلقة بخصائص الثقافة في الوطن العربي ومستقبلها وقد اقترحت مسائل هي بعض أمثلة لما يمكن تناوله من قضايا كثيرة في هذا المحور لكن ينبغي حصر تلك القضايا لطرحها على المشاركين كخيارات، ولربما أمكن الاكتفاء بما أشير إليه.
أما الفروع الباقية في هذا المحور فيسعى المشاركون إلى استبصار المستقبل الثقافي العربي عبر المحاور الرئيسية المشار إليها.
أما المحور الثالث فيتضمن رؤية مغايرة وغير مألوفة كثيراً في الطرح الثقافي العربي المعتاد, ذلك أننا هنا نستدعي (الآخر) بمغايرته لنا من ناحية والتقائه معنا من ناحية أخرى، الفرع الأول من هذا المحور يتناول رؤية الآخر للثقافة العربية، ويمكن ان يكون الأمر هنا متصلاً بالثقافة العربية، كما لدى المختصين بشؤون تلك الثقافة من مستعربين وغيرهم أو أن يتمثل في مفكرين غير عرب يتفاعلون مع قضايا التنمية والتغير الثقافي بشكل عام، أما في الفرع الثاني فتكون وقفة متأملة للثقافات الموازية في تاريخها أومشكلات نموها، وهي غالباً ممايعرف بالعالم النامي، ويمكن أن يشترك في مناقشة هذا الجانب مفكرون ومختصون من دول آسيوية أو أفريقية أو أمريكية لاتينية، بالإضافة إلى المفكرين العرب.
فيصل بن عبدالرحمن المعمر وكيل الحرس الوطني للشؤون الثقافية والتعليمية والمشرف العام على مكتبة الملك عبدالعزيز العامة.
|
|
|
|
|