| مقـالات
خلال السنوات الماضية كنا نسمع ونقرأ وباستمرار هنا وهناك كتابات ومطالبات متكررة وملحة من العاملات برئاسة تعليم البنات وبالاخص المدرسات يطالبن ويقترحن تقليص سنوات الخدمة بالنسبة لهن ويبدين رغبتهن في التقاعد المبكر لمبررات كثيرة كنا نقرأها فنقدرها ونؤيدها لاسباب عدة: يأتي في مقدمتها محدودية مجال عمل المرأة الذي لا يتعدى معظمه محيط ومسؤوليات وواجبات (تعليم البنات) ووجود آلاف المتخرجات المؤهلات في قائمة الانتظار وأكثر منهن في الطريق الى التخرج,, وعندما بدأت ارهاصات الموافقة على دراسة هذا الطلب من قبل مجلس الشورى ورئاسة تعليم البنات والسعي الى تحقيق هذه الرغبة لمصلحة الجميع,, عند هذه النقطة وهذا المنعطف انعكست الاية فبدأنا نقرأ كتابات حادة وبالاخص من الاقلية المخضرمة تتحفظ حتى على دراسة هذه الفكرة اصلا فما بالك بتنفيذها,, بعضهن يسقن حججا غريبة وتبريرات ضعيفة لهذا الرفض,, احداهن تقول: انني زوجت بناتي واولادي ولست مستعدة للبقاء في المنزل وحدي, رغم ان زوجها بجانبها وابناؤها وبناتها واحفادها اكثرهم يعيشون بالقرب منها بحاجة الى عطفها وحنانها وتوجيهاتها وتواصلها كما ان فئة من المحتجات امضين سنوات طويلة في الخدمة,, وبعضهن ذوات تأهيل قديم ومتواضع قياسا الى واقع وتطور المناهج والمقررات في الوقت الحاضر ويتفق معظمهم على وجهة نظر فحواها ان التقاعد يجب ان يكون للجميع رجالا ونساء ويعترضن حتى على استثناء الكفاءات النادرة المؤهلة المتخصصة من العاملات من النساء كالطبيبات,.
ونحن رغم الفوارق بين الفرص المتاحة في العمل للرجل وبين محدودية المجال لعمل المرأة فنحن نقول ونطالب بتقليص سنين خدمة الرجل للظروف نفسها تقريبا وهي وجود آلاف المتخرجين الجامعيين وما في مستواهم وهم بحاجة الى التوظيف بعد التخرج لتأسيس حياتهم وبناء مستقبلهم في الاعتماد على انفسهم بداية من الحياة الزوجية ومتطلباتها من سكن مناسب وعيشة مريحة حتى لا يكونوا عالة على غيرهم او ضحية كابوس الفراغ والعوز,.
ولكن بمقارنة منصفة بين الواجبات الملقاة على عاتق الرجل تجاه نفسه ومن يعول ومحدودية ما هو مطلوب من المرأة بصفة عامة نجد ان لا نعتب على الرئاسة وهذا ليس دفاعا عنها اذا درست الأمر حسب الامكانات المتاحة والواقع الذي تعيش فيه ورأت ان الحل في الوقت الحاضر يكمن في تقليص مدة سنين خدمة المرأة والتبكير في تقاعدها بعد سنين معقولة تمكن المعلمة بعدها من الحصول على تقاعد مجز ومناسب آخذة بالاعتبار والاهمية وجود آلاف المتخرجات المؤهلات في قائمة الانتظار واضعاف عددهن في طريق التخرج بجميع التخصصات,, وليس امامهن جميعا امام ظروف المجتمع سوى العمل في مدارس البنات.
بقي أن أقول في النهاية أن الاستمرار في الطرح والنقاش والأخذ والعطاء سيطول في موضوع تقاعد المرأة لان رضا الناس غاية لا تدرك والسبب يعود في هذا وامثاله الى حالة التردد وطول الانتظار الذي تعودنا عليه والفناه عند اصدار القرارات او التعليمات,, ولو تم الاقدام على التنفيذ في وقته بإرادة وعزيمة لانتهى الامر ولوجدنا المستفيدات وهن بالالوف اضعاف أضعاف القلة المعترضة,, وقديما قال احد الشعراء في هذا المعنى:
إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة فإن فساد الرأي ان تترددا |
للتواصل فاكس 4786864 الرياض.
|
|
|
|
|