| الريـاضيـة
** إخراج المباريات تلفزيونياً أصبح همّاً يصيب المشاهدين في بيوتهم بسبب (العك) الإخراجي الذي أصبح طابعاً مميزاً لمخرجينا حيث يقوم المخرج برفع ضغط المشاهدين بإخراج من نوع رديء هابط يظن المخرج من خلاله انه يقدم لمشاهديه نوعاً متقدماً من الإخراج التلفزيوني ونقل المباريات على الهواء مباشرة لايدرك المخرج من هذه النوعية ان المباريات العالمية المنقولة فضائياً أصبحت عاملاً مهماً أعطى المشاهدين فكرة واضحة عن طريقة الإخراج التلفزيوني المتقدم والمتطور فنياً وتقنياً وكيف تعاد اللقطات من زواياها الصحيحة بحيث يحقق المخرج المتمكن مباراة ممتعة ومثيرة بشكل أكبر مما يجري على أرض الملعب.
** بعض مخرجينا طريقته مختلفة عما نشاهده في المباريات التلفزيونية العالمية، حيث ينقل المخرج الكاميرا بين أصدقائه مسلطاً أضواء المباراة بانتقال كاميراته بين صديق وآخر في حين تظل الكرة مشتعلة على أرض الملعب ويظل المشاهدون في منازلهم يشتعلون غضباً على مثل هذا المخرج الذي يبدو أنه لا يعرف الفرق بين إخراج المباريات وبين إخراج برامج الأسرة والأطفال، بل إن بعض المخرجين يتعاملون مع مبارياتهم بطريقة غريبة غير مفهومة مثل إظهار صورة ساعة الملعب وهي تحمل كلمة (هدف) بدلاً من متابعة مسجل الهدف وفرحته وفرحة زملائه معه، احياناً لاتدري عما يبحث عنه المخرج عندما ينقل لنا لقطات منفردة لأحد الجماهير ممن لايحمل صفة رسمية أو رياضية، في حين يكون الاخراج على ساحة الملعب بطريقة فنية مختلفة لاتشاهدها الا عند مخرجينا عندما يسلط المخرج كاميراته خلف شبكة المرمى لينقل للمشاهدين في لقطة يعتبرها المخرج باهرة مشهداً خلفياً كئيباً لضربة ركنية يتم لعبها ومنظر تلفزيوني اختلطت فيه صورة اللاعبين بصورة الشبكة أو تلك المشاهد الإخراجية التي تعاد فيها كرات خطرة بينما كرات أخطر تجري في الملعب، أو عندما يسلط الضوء على لقطة لجمهور الملعب بينما يسلط لاعبو أحد الفريقين جهودهم على كرة سريعة خاطفة ومرتدة.
** الفهم بقانون اللعبة (كرة القدم) ليس عند مخرجينا مهمة من مهماتهم فهم ليسوا حكاماً للمباراة، بل ينحصر فهمهم لمهمتهم في نقل الصورة بين كاميراتهم وإخراج المبارة للمشاهدين بصورة غير مرتبة أو منظمة، لذلك تجد دائماً ان المخرج عندما يعيد لعبة احتسبت تسلسلاً يوقف اللقطة والكرة في الهواء أو وهي عند اللاعب المتسلسل، بينما ان فهم المخرج لهذه الجزئية(البسيطة) في قانون اللعبة لوحدث ستجعله يوقف اللقطة ساعة انطلاق الكرة من قدم آخر لاعب يلعبها ليكون للمشاهد أيضاً حكمه الذي قد تشرد عنه راية مساعد حكم سارح.
** الإخراج له لغوياً من اسمه الشيء الكثير ولعله يعني عند مخرجينا إخراج المشاهدين من بيوتهم وإجبارهم على الذهاب إلى الملعب، ولعل هذا ما سيحدث إذا استمرت طريقة الإخراج الحالي مستمرة على الهواء مباشرة، طبعاً إدارات الأندية تتمنى استمرار الوضع الإخراجي السيىء الحالي للمباريات لأنه الأمر الوحيد الذي سيعيد للمدرجات جماهيرها ولإدارات الأندية مداخيلها المالية المفقودة.
***
الحضور المفقود
** الحضور الجماهيري الباهت كان العلامة البارزة لبطولة الأمير فيصل بن فهد للأندية العربية أبطال الكؤوس، فالمدرجات اصبحت فارغة وهي المدرجات التي تشتهر عادة بحضور الجماهير السعودية أحد الأسباب المؤدية لذلك هو ارتفاع أسعار التذاكر وعدم استعمال أساليب (علمية) في تحديد أسعارها.
** لم تستعمل اللجنة المنظمة أساليب إحصائية وتسويقية تعتمد على العامل العلمي في وضع أسعار تذاكر المباريات، فسعر التذكرة الواحدة للمدرجات المقابلة للمنصة الرئيسية في ملعب الملك فهد الدولي حدد بخمسة وعشرين ريالا أي أن مجموعة تتكون من والد وثلاثة من أبنائه ستدفع (100) ريال في حين ان مجموعة من (10) أشخاص ستدفع (250) ريال للحضور وهذه وتلك مبالغ مرتفعة ليس من السهل دفعها هذه الايام، أقول ذلك لأن طابع الجماهير التي تحضر عادة إلى الدرجة الثانية من الملعب، وهي أكبر الدرجات مساحة في كل الملاعب هوطابع يتميز بصغر السن أي أن المتفرج سيكون طالباً أو متخرجاً يبحث عن وظيفة وبالتالي فإن دفع (25) ريالا للشخص الواحد على مدى (12) يوم إذا قلنا ان المشجع سيحضر جميع المباريات وعلى مدى (6) أيام إذا قلنا ان المشجع سيحضر مباريات فريقه والمباراة النهائية وقبل النهائية، سيؤدي به إلى دفع (300) ريال في الحالة الأولى، أو (150) ريال في الحالة الثانية إضافة إلى تكلفة المواصلات من وإلى الملعب، وهي تكلفة مرتفعة لبعد ملعب الملك فهد الدولي.
** لم تستعمل اللجنة التي وضعت أسعار التذاكر معايير علمية إحصائية توقعية في التخطيط لعملية الحضور الجماهيري وتسويق التذاكر وسأعطي أمثلة هنا، فلو افترضنا ان متوسط سعر التذكرة الواحدة هو (25) ريالا فإن حضوراً جماهيرياً يصل إلى خمسة آلاف متفرج، وهو رقم لم يتم الوصول إليه حتى الآن في البطولة العربية، سيعود بدخل قدره مائة وخمسة وعشرون الف ريال في حين ان تخفيض سعر التذكرة الواحدة إلى (15) ريالا سيعود بعائد قدره مائة وخمسون ألف ريال لو افترضنا حضور عشرة آلاف متفرج وكذلك تخفيض سعر التذكرة إلى (10) ريالات سيؤدي إلى عائد قدره مائتا ألف ريال لحضور افترض ان عدده سيكون في حدود العشرين ألف متفرج، وهذا التصاعد في عدد الحضور كلما انخفضت قيمة التذاكر هو علاقة عكسية لايحتاج الأمر إلى كثير من الذكاء لإدراكها، كما ان اللجنة المنظمة لم تستعمل أساليب تسويقية متطورة مثل بيع تذاكر للمجموعات بسعر مخفض عن سعر شرائها الفردي الأمر الذي سيغري مجموعات المتفرجين للحضور، أو أن يبدأ بيع التذاكر قبل فترة طويلة من بيع البطولة بأسعار مخفضة بحيث ترتفع قيمة التذكرة الى سعرها الحالي كلما اقتربنا من بدء البطولة، إضافة إلى غيرها من الأساليب التي لا تتسع المساحة لذكرها.
أمام الأمير سعود بن تركي رئيس نادي الهلال الذي بدأ مهامه الرسمية قبل ليلة واحدة من انطلاق البطولة العربية مهام كثيرة يدركها سموه، ولعل من اهمها تنظيم النادي ودعمه بالكفاءات المتخصصة في كل مجال الأمر الذي سيسهم في تطوير النادي وتقدمه وفي احتضانه للبطولات واستفادته (الفعلية) من مداخيلها.
***
قصف متواصل
** لا أدري لماذا تسترجع ذاكرتي صوت (المحرّج) وهو الشخص الذي يقود المزادات عندما استمع إلى وصف بعض معلقينا للمباريات المنقولة، هل هو الحديث المتواصل أم الصراخ الذي يظل يردد نفسه أو الخطب التي تذكرنا بخطب قائد (غازي) انتصر في معركته؟؟,, البعض من معلقينا يستعرض ثقافته في كل المجالات وعلى كل الأصعدة في قانون الكرة وفي التدريب وفي علم العلاج الطبيعي بترديد لنظريات وآراء حول طريقة لعب الفريقين وخطط المدرب وأسباب تغييراته وحول الفرق بين الاصابة في المفصل والإصابة في الركبة وحول طريقة احتساب ركلات الجزاء أو حالات التسلل طوال وقت تعليقه.
** الحديث المتقدم طبعاً غير صحيح لأنك كمشاهد تكتشف أن مرجعية المعلق المعلوماتية هي (ثقافة) سمعها من معلق مثله يظل يرددها دائماً مع عبارات تصحبها مثل (الغزو الجانبي) أو (منطقة المناورة) أو (الاقتحام من العمق) والتي تكتشف أيضاً عندما يرددها المعلق أنه قد عزم على قصف واقتحام آذان وطبلات سامعية لمدة (90) دقيقة متواصلة، المعلق من هذه النوعية يتعامل مع مباراته بطريقة عجيبة تبعده عن المشاهد وعن المباراة وعنهما معاً، فالتعليق من نوعية رديئة والوصف من نوعية أردأ في حين تظل عبارات القصف المتقدمة تردد نفسها.
** المعلق طبعاً لايلام، فالبث على الهواء وأمامه (90) دقيقة يجب ان يملأها بالحديث و(الرغي) الذي لايملكه، لذلك تظهر هنا كما قال صاحب لي نظرية (الدقات) فهناك معلق (دقة قديمة) وهناك معلق (دقة جديدة)، او الغلبة ستكون دائماً للجديد في كل شيء، ورغم ان نظرية (الدقات) التي اكتشفها صاحبي تذكرني (بدقات) اطقم الذهب التي أصبحت (دقة قديمة) مقارنة بأطقم الألماس اللامع، الا أنني أعود واكتشف سريعاً ان الفرق يظل كبيراً بين المعلقين وبين شيء ثمين اسمه الذهب فالتعليق الذي نسمعه له سحنة خشبية قديمة متآكلة عفا عليها الزمن، بل لعل مفهوم التعليق عند معلقينا يعرض مدلوله اللغوي الآخر بشكل محسوس وعملي عندما يعلق المعلق آذان سامعية ثم يجلدها بشكل متواصل.
** المعلقون بالمناسبة لديهم لجنة خاصة بهم يفترض بها ان تختار أجودهم وتلاحظ أداءهم أو على الاقل تحاول اجتذاب من هرب منهم إلى الفضاء، ولكن المشكلة هنا كما يقول المثل إن (فاقد الشيء لايعطيه)، أو لأقل ان التعليق على مباريات كرة القدم عند لجنة المعلقين أصبح حالياً مجالاً مفتوحاً حيث يعلق على مباريات كرة القدم حالياً معلقون لكرة الطائرة والسلة وسباقات الخيول وهذه هي المصيبة.
استمروا في القمع
** عشرة من عشرة هي نتيجة الأداء التحكيمي في مباريات البطولة العربية حتى الآن، فرغم بعض الاخطاء الطبيعية والتي لابد من وقوعها من (كل) الحكام، الا أن الأداء التحكيمي كان مطمئناً خاصة في (قمع) العنف والخشونة وسوء السلوك.
** البطولة لم تبدأ بعد تحكيمياً، ومباراة الدور قبل النهائي والمباراة النهائية التي ستشهد مستوى فنيا وتقنيا أسرع من قبل الفرق المتبارية، وبالتالي فإن أداءها التحكيمي يجب ان يرتفع إلى المستوى الذي نتمناه جميعاً لحكامنا العرب المشاركين في تحكيم البطولات العربية.
** كل شيء يمكن قبوله من أخطاء للحكام الا حالات الخطأ في معاقبة لعبات العنف والخشونة وسوء السلوك، فهذا يعني وجود خلل في الحكم نفسه عندما لايعاقب أفعالاً غير رياضية مرتكبة، وهذا الأمر يبدو انه واضح لدى لجنة حكام البطولة العربية التي نتمنى ان تقود حكامها بنجاح وصولاً إلى نهاية المباراة النهائية.
|
|
|
|
|