أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 16th November,2000العدد:10276الطبعةالاولـيالخميس 20 ,شعبان 1421

عزيزتـي الجزيرة

لا ضرر ولا ضرار
ذوات الخبرة وضرورات تجديد الدماء
عزيزتي الجزيرة
لقد كثر اللغط والجدل حول وظيفة المرأة السعودية الأولى والوحيدة التدريس وأخذ أبعاداً كثيرة، وهو لم يبرز بهذا الشكل الا لندرة الوظائف النسائية وشحها فأصبح التدريس كالنجمة الوحيدة في كبد السماء، ولولا الظلام لم نرها.
وقبل التسرع باقرار هذا النظام يجب دراسته دراسة متأنية وان يغلب جانب المصلحة العامة أي لا ضرر ولا ضرار .
وبودي ان يصدر قرار بحق ذوات الخبرة وهو ان يتم نقلهن أو انتدابهن خارج مدنهن لتحل الموظفة المستجدة محلها لتشعر بالأمان ولو هنيهة بدلاً من أن يطبق هذا النظام عليها وذات الخبرة تتربع على كرسيها الآمن منذ تسلمت عملها إلى مغادرتها له هذا ان لم يستخدم حق فيتو التوظيف و !
وهي كذلك ذات الخبرة لم تواجه الغربة عن الأهل، ولم تسافر في اليوم مرتين في لهيب الصيف، وزمهرير الشتاء والسيارة التي تنقلها تتزحلق قبل الفجر على زخات المطر ومخاطر الطريق بانتظارها,.
وهي قبل كل هذا لم تواجه صعوبة التوظيف الذي أصبح يتطلب المؤهلات العالية، وبعض البهارات من دورات وخبرات بالله عليكم هل سمعتم نكته يتداولها التوظيف لدينا وهو مطالبته للفرخ الذي خرج للتو من البيضة أقصد الطالب المتخرج بشهادة خبرة؟؟!! .
من أين وجدن الخبرة؟ هل وجدنها في بقالة أم على قارعة الطريق؟ بل وجدنها بالممارسة التي صقلتهن,, أيضاً ذوات الخبرة لم يطالبن بالشهادات العالية كالجامعة!! وهناك العديد منهن لا يحملن من المؤهلات إلا الإبتدائية ثم دخلن معاهد المعلمات وهن الآن يتقاضين آلاف الريالات، وذوات المؤهلات العالية فعلى البند سيء الذكر 105، ولكم ان تقارنوا.
* كيف يصدر نظام التقاعد ونحن نعاني من العجز في هيئة التدريس وهناك مدارس يكون فيها الضغط بعدد الطالبات ونقص المعلمات قد بلغ مبلغاً لا يحتمل؟! وسيكون العجز مضاعفاً في السنوات القادمة لا سيما ونحن من أكثر المجتمعات نمواً في عدد السكان أي سيزداد عدد الطلاب ويفتح العديد من المدارس.
واقترح بدلاً من احلال التقاعد: ان تتحول بعض المسميات الوظيفية بما يتلاءم مع الوضع الراهن.
* بما أن المعلمة تذهب لمدرستها وتترك أطفالها مع الخادمة,, لماذا لا تأخذهم معها لروضة مدرستها!! وبذلك نستوعب العدد الهائل من الخريجات بأن يعملن في روضات الأطفال كاداريات ومعلمات رياض أطفال حيث تتحجج الرئاسة بأنها اكتفت من هذا التخصص، وبذلك نقبض المجد من طرفيه، طرفه الأول: ان الطفل ينمو ويتعلم في بيئة سعودية 100%، وبجوار أمه التي تطمئن نفسياً بوجود طفلها بأيد أمينة متعلمة ذات تخصص ، وفوق كل شيء هي ابنة بلدها,, بدلاً من خادمة لا تعلم عن خلقها شيئاً ولا تعلم ماذا تفعل بطفلها في غيابها؟
وان كانت صعوبة ايجاد روضات الأطفال تتمثل في المادة لا سيما ان الرئاسة لديها حساسية من هذه الناحية ,, فحلها بسيط وهو ان تسهم الموظفات الأمهات بدفع رسوم رمزية من رواتبهن حتى تقوم هذه الرياض على قدميها ثم تتولى الرئاسة أمرها فيما بعد، وبذلك يساهمن بدفع رواتب العاملات بها بما يتلاءم مع رغباتهن وبما يردنه من أشياء تتحقق لأطفالهن ولهن قبل ذلك.
طرف المجد الآخر: زيتنا في دقيقنا فمالنا بيد ابنتنا الموظفة الراتب لا يُصدر للخارج كما هو الآن في حال الموظفة الأجنبية، وكذلك قضينا على البطالة باحلال بنات الوطن محل الوافدات اللاتي نسج العنكبوت خيوطه على بعضهن لقدمهن مع أن هناك من تماثلهن ان لم تتفوق عليهن في المستوى والمؤهل التعليمي من المواطنات.
ان عمل بما تقدم بعد امد لا نتمنى ان يطول فالرئاسة تسهم مشكورة بتوظيف آلاف الشباب العاطل عن العمل، وارجاع العمالة الأجنبية من السائقين من حيث أتوا، وبدون أن تدفع ريالاً واحداً ذلك ان هي قامت بدعم المواصلات بان يتولى اختيارياً أحد أولياء أمور الموظفات في رياض الأطفال أو أي دائرة تعمل بها المرأة بنقل الموظفات من منازلهن وإليها، وان يكون عددهن لا يتجاوز الخمسة للحفاظ على الوقت ، وبذلك نكون قد ضربنا عصفورين بحجر واحد كما يقال، فمولية السائق هي المحرم والسائق الاجنبي ليس له بيننا مقعد!!
* ولكن الفصل في هذه القضية ان: زمار حينا لا يطربنا + راتب الموظفة الوافدة براتب موظفتين سعوديتين!!
* التوظيف الجزئي: سبق طرحه وهو حل مناسب لجميع الأطراف، فيا حبذا لو طبق لانه سيمنح الفرصة للأم للعناية ببيتها واطفالها هذا ان كان هو مقصد الرئاسة الحقيقي من إقرار نظام التقاعد ؟؟
* يجب الالتفاف للموظفات في الدوائر الحكومية الأخرى وان يتخذ بحقهن ما يتخذ بحق المعلمات والإداريات في المدارس من ناحية التقاعد ، او ان تتم عملية تبادل المواقع الوظيفية لتجديد الدماء وتنقية الاجواء فهناك من الموظفات والإداريات التي مضى على تربعهن على كراسيهن فترة من الدهر ولم تزدها هذه الخبرة إلا زيادة في رصيدها البنكي، فهي محلك سر لا تطور ولا تطوير، مع ما يصاحب ذلك من نفسية تشابه نفسية الطاووس حينما يختال معجباً بجمال ريشه وجوفه خلاء وعقله هواء!!
* ان طبيعة الكون التغير ولنا في ملكوت الله تعالى شواهد منها: الفصول الاربعة، فلو سار العام على فصل واحد لتطرق الملل والسأم في نفوس البشر، فسبحان الله العظيم، ان عشرين عاما مدة الخدمة الوظيفية من الركض واللهاث والذهاب والإياب والاضطراب في المواعيد وفي الشؤون الخاصة للموظفة لهو شيء غير محبب من وجهة نظري ويبعث على السأم والضجر، وسؤالي لموظفة مضى من عمرها عشرون عاماً في عمل رتيب ودفتر تحضير لم يتغير إلا شكله الخارجي: ألم تضجري؟ ألم تملي؟ ألم تشتاقي للصحو باكراً او متأخراً بارادتك انت لا بارادة جرس المدرسة ودفتر توقيع الحضور؟؟ الم تشتاقي للنوم متى شئت، والنهوض كذلك لتضيفي لمسة على منزلك بدلا من الخادمة دون ان تفكري ان يوم غد يوم عمل؟ ألم تشتاق نفسك للذهاب بإجازة مع عائلتك للترويح عن النفس دون ان يعكر عليك الاستعداد المبكر للعودة للعمل والإرهاق.
* هناك من الموظفات من تنتظر التقاعد على احر من الجمر ولكن يمنعها الخصم التعسفي نصف الراتب ويا ليته يكون الربع لا النصف وإلا ان يكون هناك تعويض من جهة أخرى تستفيد منها المتقاعدة كأن تكلف ببعض الأعمال ان رغبت هي وفي أوقات غير محددة ويكون في نطاق العملية التربوية.
* هناك بيوت عديدة وكثيرة جداً قائمة ومفتوحة براتب الموظفة فهناك الأرملة التي لديها العديد من الاطفال المحتاجين لراتبها، وهناك المطلقة في مجتمع الجهل ونظرته الدونية لها فالوظيفة متنفس لها وراتبها يأتي بلا منة من لديه أمرها ، وهناك الفقيرة التي تعول نفسها واسرتها فلو نقص الراتب للنصف فانها تتسول في النصف الآخر من الشهر!، لا سيما ونحن نعيش عصر الاسعار المجنونة.
* وبما ان الداعي للتقاعد هو كثرة الخريجات كما تزعم الرئاسة وبما ان العديد من النساء اللاتي يملكن الثروة ويدفعهن الفراغ للخروج للعمل قد تربعن على الكراسي المهمة: فانني ادعوهن ان يفدن ويستفدن وذلك بان تستثمر مالها بما يروق لها بعد ان تخلي وظيفتها الحكومية وذلك بان تعمل عملا تجارياً ولو بسيطاً تترأس هي ادارته وتوظف لديها بنات وطنها، فتقضي على الفراغ وتحرك الاقتصاد الوطني، وتكسب اجراً ان هي تخلت عن وظيفتها في الدولة لاخت لها لتتسلم دورها في السير نحو مستقبل مشرق لهذا الوطن المعطاء.
فيا ذوات الأرصدة: امامكن ثروة تضفنها لارصدتكن المجمدة فتحركها، اعملن تحت إدارة انفسكن، فمثلاً نحن بحاجة لمخابز نسائية صرفة تستوعب خريجات الاقتصاد المنزلي لنطمئن على ما نتناوله وللاستغناء عن العمالة الرجالية الوافدة التي اثبتت العديد من المواقف إخلالها بهذه النقطة، وتتمكن ايضا ربة المنزل من شراء ما يحتاجه منزلها بنفسها وهل هو ملائم من الناحية الصحية أم لا.
ونحن بحاجة لمحلات خياطة نسائية بعيدة عن الخياطين الرجال وعن المشاغل ذات الاسعار المرتفعة لتجد خريجة معاهد الخياطة او الاقتصاد المنزلي متنفساً تمارس في هذا العمل الحيوي وبذلك يتم امتصاص العدد الهائل من هؤلاء الخريجات اللاتي ليس لهن نصيب إلا الدراسة فقط.
ونحن بحاجة لمراكز الديكور المنزلي وكذلك معاهد مهنية لإصلاح الاجهزة الكهربائية المنزلية والنجارة والسباكة بدلا من الركض خلف العمالة الوافدة لإصلاح شيء يسير في المنزل لا يتطلب من الجهد سوى دقائق كان بالإمكان ان تقوم به ربة المنزل,, هذه بعض الأمثلة التي نحن بحاجة اليها وغيرها كثير لا يتسع المجال لسردها ويكون بإمكان سيدات الأموال ان يساهمن فيها او تمويلها,, فهل يفسحن المجال لغيرهن في الوظائف الحكومية ويتركن الأنانية وحب الذات جانباً؟؟.
* ملاحظة لا يعارض تقاعد المرأة من الرجال إلا من له مطمع في رويتب آخر الشهر ولكل قاعدة شواذ.
تساؤل أخير: لماذا لا يُثار دائماً إلا موضوع عمل المرأة وتقاعدها وراتبها مع ان هذا العمل يتيم ؟؟
قبل الختام: ان طُبِقَ التقاعد المبكر فلتراعى الحالة المادية والاجتماعية لمن يتخذ بحقها القرار بعيداً عن شبح و .
ختاماً: متى نمسك العصا من الوسط؟؟ فقد مللنا من امساكها من طرفها الأعلى، وطرفها الأسفل موغل في البدائية والقرارات العشوائية,, فلا ضرر ولا ضرار ,والله الموفق لما يحبه ويرضاه.
سلطانة الشمري
الرياض

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved