عزيزتي الجزيرة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
جميل بأن يتصف الشباب بالشجاعة والاقدام وأجمل من ذلك أن تكون الشجاعة في موضعها,, الشجاعة اعتراف ، إقدام ؛ ولكن اقدام على مغامرة مدروسة، ذات مردود نافع، بعد تخطيط سليم,,
لكن أعاننا الله على لكن ؟! إن من المؤسف,, والمحزن,, بل و,, المبكي,, بأن نرى تلك الشجاعة تذهب بأرواح شباب في عُمر الزهور وفي ريعان الشباب,,، ولماذا,,؟!,, دفاعا عن النفس,,؟ أم تضحية عن الأهل,,؟ أم انتقاما للدين,, أم للوطن,,؟!,, لا ,, إنها تضحية ومغامرة وجنون لألفي ريال ,, نعم,, ألفا ريال تذهب ب: ثلاثة شبان وخمسة عمال لاحول لهم ولا قوة,,؟!.
كيف وقعت الحادثة,,؟
وكيف كان التحدي,,؟
وكيف كانت الشجاعة,,؟
وماذا كانت النتيجة,,؟
كل هذه التساؤلات,, أجاب عنها مجموعة من الشبان كانوا متجمهرين عند موقع الحادث,, فماذا كان الجواب,,؟! وماذا كانت النتيجة,,؟! لقد أفادت هذه التساؤلات، والاستفسارات بأن شبابا تحدوا شابا متهورا بأن ينطلق بسرعة جنونية متجاوزا الاشارة ، قاطعا تقاطع الموت معرضا نفسه لالهلاك والموت ,.
وافق الشاب بعد أن اتفق مع أصدقائه على أن يدفعوا له ألفي ريال إن عاد سالما من المغامرة المجنونة ,.
أردف الشاب معه اثنين من أصدقائه أو بالأحرى شلّته ، وانطلق بهم كالسهم مسرعا قاصدا الاشارة، نحو تقاطع الموت ,, مرددا قول الشاعر:
أشدّ على الإشارة لا أبالي أفيها كان حتفي أم سواها؟ |
ولكنه أخطأ عندما قدم الحتف (الموت) على النجاة في البيت؛ إذ أنه كان متشائما وهذا لا ينبغي,,؟!
لقد حصل للشاب ما تشاءم به، لقد لقي حتفه فيها لا في سواها,,؟!
لقد ارتطم في قلب التقاطع بسيارة ونيت كانت تقل سبعة عمال أبرياء لا حول لهم ولا قوة، أودت بحياة خمسة منهم، واصابة الباقيين إصابات خطيرة ومتعددة,,؟!
أما صاحبنا الشجاع، فقد فوّت على نفسه الألفي ريال ، ودفع ثمنا لذلك نفسه وصديقيه الذين ماتوا جميعا في هذا الحادث,,؟!
يا لها من نهاية محزنة ومبكية لهذه المغامرة ,.
ولكن لا نملك إلا أن ندعو للمتوفين بالرحمة والمغفرة، وأن يلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان إنه رحيم غفور,.
وعسى أن تكون هذه الحادثة عبرة لبعض الشباب المتعطشين لالتفحيط ,, واستعراض المهارات القيادية الفذة,,؟!
وأخيرا أقول:,, هل هذه شجاعة ,,، أم انتحار ,,؟!
قال تعالى:(ولاتقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً,,)
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عبدالرحمن الحمادي الزلفي
|
