تريث وفكر يا نزار فانه
يكون شموخ في الفتى وتواضع
ومن قال ان الأمر فيه تناقض
فلا شك هذا القول فيه تواضع
فما لي أراك اليوم تبدو معارضاً
لكل كلام قلته وتمانع
أتحسب أنى قد ضعفت وأنني
لما قلت عني يا نزار مطاوع
فاني بحمد الله ما زلت يافعاً
وهل يتوارى خشية الشيخ يافع
فان لم توافقني فهيا لحلبة
أمام الغواني ليلة نتصارع
وان كنت مزهوا بما قد كتبته
وتحسب اني للذي قلت سامع
فلا تبتئس ان لم أطعك فانني
بحق عن الرأي الصحيح أدافع
فهلا سلكت الدرب قصداً وان تحد
تُوجَّه بإحكام اليك المدَافع
ولما تلا قولي صديق مقرب
تبسم خبثاً، قال: هل أترافع؟
فقلت: أجبني هل هناك علاقة
وهل أوجبت هذا الدفاع دوافع؟
فقال: قرأت النقد والأمر واضح
ففيه دعابات لِطاف لواذع
فقلت: أليس اللذع يؤلم يا فتي؟
فقال: بلى، لكن تليه منافع
وان نزاراً قبل هذا وبعده
له عندنا من خفة الظل شافع
فقلت له: يا صاحبي قد غلبتني
وجئت بشيء لستَ فيه تصانعُ
وعندي على ما قد ذكرت زيادة
فان نزارا للفضائل جامع
زميل وفيٌّ ذو اطلاع مثقف
لطيف ظريف شامخ متواضع
وكم مرة حاولته لزيارتي
ولكنه للأصدقاء مقاطع
فان لم يزرني في القريب هجوته
وأعذره ان كان ثمة مانع
كخوف عقاب من ذوي الشأن عنده
بحرمانه ان رام يوما يطالع
واغلاق باب البيت والحر لافح
اذا جاء ظهرا وهو ظمآن جائع
فان كان هذا ما يخاف فانه
محق وهذا في اعتقادي واقع
ولكنني مازلت أدعوه جازماً
وليس بعيب أن يتم التراجع
فان كان محتاجاً الى وضع خطة
لتدريبه في البيت كيف يقارع
فاني بهذا الأمر أعرض خبرتي
وأعطيه درساً كيف يرضى الممانع
ويفتح أبواب السماح وينتهي
خصام ولا يبقى لخلف مواضع
وترفع أعلام وتقضى حوائج
ويُخلَصُ في تنفيذها ويسارع
ومن شاور الاخوان فيما ينوبه
أفادوه في رأي به الحل ناجع
ولا خير في الأصحاب ان يتكاثروا
اذا لم يكن فيهم الى النفع دافع
ورُبة رأي من صديق مجرب
تُحدّثُ عنه بالسداد الوقائع
أفاد أخاه في أمور كثيرة
وفي صدقة في رأيه لا ينازع
فهلا اتتني من نزار اشارة
فيأتيه رأي سديد وقاطع
ليدعوَ لي بالخير ثم يزورني
ونفرح ان زالت لديه الموانع