| عزيزتـي الجزيرة
السعودة,, مشروع ينم عن عقول واعية مدركة ذات بصيرة,, عقول تعمل على رخاء هذا الوطن الذي يشكل ركيزة أساسية من ركائز الأمن الخليجي العربي الاسلامي في العالم، هذا الوطن الذي انبثق من أراضيه فجر الاسلام وتربع في ربوعه العطاء الدائم للانسانية,, عطاء ايماني,, عطاء ثقافي وفكري,, عطاء مادي.
لقد أدرك القائمون على تطوير هذه الربوع الخيرة أن في الشباب والعمل يكمن المستقبل، وبين هؤلاء وأولئك توجد فوهة مفتوحة يسمونها الأيدي العاملة الوافدة أو الأجنبية، وحرصا من المسؤولين على ضمان مستقبل عامر بالنجاح للوطن جاء مشروع السعودة ليسد هذه الفوهة ويحاكي ريعان الشباب وطاقاتهم اللامحدودة في خدمة الوطن.
أرى أن هذا المشروع الوليد جرىء جدا ويبطن في فحواه الكثير من الأهداف الصائبة وخصوصا في كوننا مجتمعاً خليجياً له دينه وعاداته وتقاليده التي يعتز بها ويحرص عليها، وفي السعودة حفظ لهذه القيم وصون لها من الضياع في أحراش الثقافات والديانات المستقدمة مع العمالة الأجنبية والتي قد تكون مضارها أكثر من منافعها.
حينما يكون الوطن مكتفيا بخبراته وغنيا بالأيدي العاملة الفعالة من أبنائه، نراه أكثر قوة وصلابة في المجتمع الدولي حيث يمتلك قوته المحركة لنشاطه، ومعتمدا على شبابه في حماية كيانه على مستوى العالم فلا تستطيع احدى الدول تهديده بقطع عمالتها عنه,على الصعيد الاجتماعي السعودة تخلق نوعا من الوسط المتفهم لأهمية العمل، وهي أيضا خطوة في ازالة نظرة الشباب الدونية للأعمال الحرفية، ثم انها تعلن عن تشبع الوطن بالأكاديميين المقحمين في مجالات عدة عنوة عن ميولهم وهربا من أعباء مهن أخرى الوطن في أشد الحاجة لها, السعودة جاءت لتقول إن الأرض التي اعطت بسخاء بحاجة الى أن يرد لها الجميل عن طريق العمل والابداع في مختلف ثناياها وأرجائها بلا استثناء، لأنها في طور انتقال من دولة مستهلكة الى منتجة فعالة.
وفي نهاية الحديث أتمنى ان تتسرب القناعة بهذا المشروع المتميز للدول الخليجية المجاورة، ولعلها تكون سببا في القضاء على البطالة المقنعة التي بدات تنتشر في ارجائها وأخيرا أسأل الله أن يعينكم على نجاح مآربكم.
أمل البوعينين قطر
|
|
|
|
|