إن قدر كل شيء بحسب منزلته,, وبرفعة المنزلة وعلو الدرجة تزداد العناية به، والرعاية له، وان مرحلة من العمر يُحسب لها وزنها ويعرف لها مكانتها اذ هي فترة القوة في الجسم والتفكير، واتقاد الذهن لطلب العلم والرزق وأوجه القوة في كل شيء وهي كالقمة للجبل بين منحدرين,, وقمة كل شيء أحسنه وأعلاه,, (الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة يخلق ما يشاء وهو العليم القدير).
قال السعدي: ثم مازال الله يزيد في قوته، شيئا فشيئا, حتى بلغ الشباب، واستوت قوته، وكملت قواه الظاهرة والباطنة .
وهي فترة يمتد ظلالها الوارف الى مساحات كبيرة فهي أطول مراحل العمر، قال صلى الله عليه وسلم : أعمار أمتي بين الستين الى السبعين وأقلهم من يجوز ذلك رواه الترمذي وأغلب هذا العمر يكون في مرحلة الشباب، مما يعين على استغلالها ببناء التطلعات واقامة العلاقات والتزود من الطاعات وتحصيل الخيرات والبركات,, وما تمني الصبي الوصول الى هذه الفترة ورجاء الشيخ العودة الى واحاتها الغناء إلا أكبر دليل على أنها أفضل فترات العمر,, قال أبوالعتاهية:
ألا ليت الشباب يعود يوماً فأخبره بما فعل المشيب |
إن فترة بهذه المنزلة، وقطعة من الزمن بهذه المكانة لحرية والله ببذل الغالي والنفيس,, بجمع الحسنات والسعي بانواع القربات.
أخي الحبيب: ولّى زمن العبث واللهو والجري وراء الحطام الزائل,, زمن الضعف الأول,.
عزيزي: تتقدم على زمن الضعف الثاني إن أمد الله في عمرك فإني لك ناصح وعليك مشفق فماذا تنتظر؟!.
اغتنم لحظات عمرك,, وأعد لقبرك,, وما مضى يغفره ربك,, ويستره خالقك,.
دع رفقة السافلين والزم الصالحين,, حتى تفوز يوم الدين,, ما دمت في زمن القمة ولا تكن ضعيف الهمة.
أسأل الله أن يجعلك عمادا لأمتك,, زخراً لدينك والله يتولاك برعايته وحفظه.
رياض بن ناصر الفريجي جامعة الملك سعود
|