| محليــات
هل سمعتم بعذراء شريفة طاهرة عفيفة تلد في ليلة عرسها؟!، إن لم تكونوا سمعتم بشيء من ذلك ولا أظنكم فاسمعوا، إنها كلية الأمير سلطان الأهلية، تلك العذراء الشامخة الجموح، التي وُلدت قبل عامين بالغة ناضجة راشدة، وفرح بها أهلها أهل الرياض وهيؤوا لها اسماً جميلاً يليق بها، وفوجئوا بها قد سبقتهم إلى اختياره والاقتران به، وفي ليلة عرسها مساء يوم الاثنين الماضي 17 شعبان، فاجأها قرينها سلطان في محفل مهيب من أهل الرياض وأعيان البلاد وهو يبشرها ويبشر أهلها بمولود، بل بتوائم، بشرها بعائلة كاملة، بشرها بالجامعة الأهلية، وكما أمهر الكلية ثلاثين مليوناً، فقد أمهر الجامعة خمسين مليوناً، وهذا هو سلطان بن عبدالعزيز: جمعية خيرية متحركة، كما وصفه صادقاً شقيقه سلمان القريب منه والعليم بأحواله وأسراره وأعماله الخيرية الظاهرة والباطنة.
لقد كان حفل افتتاح الكلية حدثا مشهوداً، جمع بين ضخامة الإنجاز، وروعة التلاحم، لقد سمع الحاضرون في كلمات المتحدثين ورأوا في الشريط المصور منجزاً عظيماً وعملاً كبيراً يستبعد حصول مثله في عام وبعض عام هو عمر الكلية، ورأوا الأمير الكريم سلطان وهو يغالب دموعه في موقفين: الأول: حينما تلا الدكتور عبدالعزيز الثنيان في كلمته جزءا من رسالة سمو ولي العهد إلى الأمير سلمان يشعره فيها بالموافقة على منح المبنى للكلية، وورد فيها قول سموه :أخي سلمان: لن يكون أبداً أهالي منطقة الرياض أقرب مني حساً وأكثر حباً لأخي سلطان وسعادة بعودته سالما من رحلته العلاجية , والثاني: عندما وقف سموه أمام المنصة متحدثا وقد تملكته مشاعر الغبطة والسرور والوفاء والتلاحم، فتهدج صوته وفاضت عينه وقد أثرت كلماته الصادقة على سمو الأمير سلمان، فقام مرتجلاً كلمات مؤثرة بادله فيها حباً بحب ووفاء بوفاء، وقد أبدع وأجاد, إنها مواقف صادقة تسامت فيها النفوس فجاء تعبيرها صادقا على سجيتها بعيدا عن كلمات المجاملة الرسمية.
فهنيئاً لنا بهذه الأجواء العائلية الرائعة التي تسمو فيها النفوس ويتجلى فيها التلاحم وتفيض فيها القلوب والأيدي بالحب والبذل والعطاء، ولا غرابة في أن تولد أعمالنا كبيرة وتبدو منجزاتنا ضخمة، وذلك لأنها بفضل الله ومنّه تغرس باسم الله في تربة الإخلاص، وتسقى بماء الحب، وترعى بأيدي الوفاء والكرم وتحفها دعوات الصالحين المخلصين، وفيها حق معلوم للسائل والمحروم، فنحمد الله على ما وهب ونسأله التوفيق والمزيد، ونبتهل إليه بأن يحفظ لنا ديننا وأمننا وبلادنا وقادتنا، وأن يعزهم بالإسلام ويعز الإسلام بهم إنه سميع مجيب.
* جامعة الإمام/ كلية اللغة العربية في الرياض
|
|
|
|
|