| الاولــى
*
نستذكر معاً ان الإسلام الذي تدين به المملكة العربية السعودية وتحتكم إليه في كل شأن من شؤونها من أعظم نعم الله سبحانه وتعالى على هذه البلاد المقدسة، وأن استشعار هذه الحقيقة وتجذيرها في العقول والأفئدة وفي المهج والأرواح يشكل ذروة الوعي الذي يسمو بالإنسان في مدارج العلياء.
لأن الاعتماد على الله جلت قدرته ثم بالاجتهاد والوفاء والاخلاص والعمل الدؤوب للأخذ بالأسباب يحرز التقدم المنشود بما يعني ضرورة مراعاة الصالح العام واعتماد الموضوعية والحيطة والحذر للاستفادة باعتدال من التقدم المعاصر وتجارب الآخرين لكل ما يتبين عملياً امكانية الإفادة منه وذلك بدون افراط أو تفريط.
وأن نضع نصب أعيننا أن بلادنا العزيزة لها سماتها المميزة التي نفخر بها كل الفخر لأنها تضم الأراضي المقدسة التي يحج إليها المسلمون وفي مقدمتها الحرمان الشريفان اللذان بخدمتهما يشرف المجتمع السعودي بل المسلمون قاطبة.
ولذلك ليس بمستغرب ان يحتل الملك فهد بن عبدالعزيز هذه المكانة السامية على مستوى العالم أجمع لأنه وفقه الله يسهم مساهمة فعالة لتعزيز الأمن والاستقرار العالمي, كما أنه قبل ذلك وبعد ذلك نبصره دوماً في خدمة الحرمين الشريفين والعناية بهما والعمل على توسعتهما كلما اقتضت الحاجة لاستقبال ولاستيعاب المزيد من ضيوف الرحمن الذين يقدمون من مختلف أنحاء العالم لأداء نسكهم بكل يسر وسهولة وفي ظروف آمنة ومستقرة مع توفير المتطلبات والاحتياجات لحياة هانئة ومطمئنة.
وإن هذا التوجه الطيب بشأن المقدسات هو من الثوابت في سياسة المملكة العربية السعودية وان ذلك من أولويات خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله حيث التزم بهذا النهج القويم وبخاصة منذ تسلمه سدة الحكم في اليوم الحادي والعشرين من شهر شعبان 1402ه، الموافق للثالث عشر من شهر يونيو حزيران 1982م.
كما أن صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني يضرب أروع الأمثلة من أجل تعزيز وانجاح كل ما يوجه به ولي الأمر لتحقيق الأهداف التي تم ويتم التخطيط لها مستهدين بما تحض عليه العقيدة الإسلامية ثم بما ورثاه عن المؤسس العظيم الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود طيب الله ثراه الذي بذل الغالي والنفيس وجاد بكل ما وهبه الله من قوة وشجاعة ومن حكمة وبعد نظر وسداد في الرأي,, فتحقق على يديه اقامة هذا الصرح الشامخ بكل معاني العزة والكرامة، هذا الكيان الذي نتفيأ ظلاله المفعم بالوحدة والتوحد بعد ان كانت البلاد على عهد الأجداد في حالة يرثى لها من التشرذم والانقسام والبؤس والفقر والمرض.
ويشاء الله أن ينقذ البلاد فأخرجها من درك الشقاء إلى السعادة ومن ظلمات الجهل إلى نور العلم وذلك على يدي المؤسس الباني الذي لا يمكن أن نوفيه حقه مهما تحدثنا عنه على أن ما يهمه رحمه الله هو الجهود الرامية لاعمار الأرض التي التزم بها خلفاؤه من بعده.
وهكذا يواصل خادم الحرمين الشريفين مسيرة البناء في جميع المجالات الحيوية حتى غدت بلادنا وارفة الظلال أمنا وأمانا ورغد عيش ومثلا يحتذى لمن يريد أن يستفيد من التجربة السعودية لاقامة دولة عصرية تحلق في آفاق الخير والرفاه بجناحي العلم والإيمان.
وفي هذا السياق فقد حققت المملكة العربية السعودية خلال السنوات العشرين التي تزامن اكتمالها مع الذكرى المئوية لتأسيس المملكة حيث تم تنفيذ خمس خطط تنموية بدءاً من الخطة الثانية 1400/1405ه، إذ شهدت البلاد نقلات حضارية متلاحقة ويجري حالياً تنفيذ الخطة الخمسية السابعة التي أوشكت على اتمام عامها الأول محققة المزيد من العطاءات الخيرة, وقد شهد بذلك خبراء التنمية والاقتصاد العالمي والمراقبون المنصفون الذين أثنوا على مجمل النتائج الباهرة التي لمسوها عن كثب رغم تلك الظروف الصعبة الناجمة عن تراجع عائدات النفط بما يعني ان السياسات والخطط التي طبقت أفضت إلى نمو اقتصادي حقيقي وبمعدلات قياسية لاحراز زيادة سنوية في عائدات الاقتصاد الوطني من منتجات زراعية وصناعية وبتروكيماوية وغيرها بالاضافة إلى كون بلادنا رائدة في تقديم القروض الميسرة على المستويين الداخلي والخارجي ومنها الاعانات الاقتصادية المالية والعينية والمنح الانسانية التي لا ترد للشعوب في الدول الشقيقة والصديقة.
هذا قليل من كثير من النجاحات العديدة التي تحققت على يدي الملك المفدى مما لا يتسع المجال لحصرها في هذه العجالة,, وفي يقيني ان هذا التفوق مرده الالتزام بشرع الله الحنيف ثم بفضل الخطط التنموية الطموحة التي كان وما يزال أساسها ومحورها المواطن السعودي الذي يحظى بقسط وافر من الفرص التعليمية التي اتاحها ويتيحها رائد التعليم الأول بما مكن الشباب من الحصول على أرفع الدرجات العلمية في مختلف التخصصات.
ولذلك فإن من الطبيعي ان تزدهر البلاد وينمو القطاع الخاص جنباً إلى جنب مع القطاع الحكومي على نحو غير مسبوق, ويمكن أن نأخذ من ذلك الكثير من المؤشرات التي تدل على أن المملكة العربية السعودية تأخذ بمفهوم التنمية الشاملة وفق منهجية تستشرف معها آفاق المستقبل بكل قوة واقتدار.
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.
بقلم معالي الدكتور فؤاد عبدالسلام الفارسي
|
|
|
|
|