| الثقافية
في عالم الثقافة المعاصرة في بلدنا لمعت اسماء واشتهر مثقفون عدوا في اول القائمة ليس بما انجزوه فقط ولكن لديمومة تواجد اسمائهم في الصحف وغيرها ولعل الكاتب المثقف في عالم الثقافة العقل الخاص يكون حضوره قويا واسمه بارزا ولكن المثقف الذي يخاطب العقل العام والذي ينمو بنمو المجتمعات ونمو الاجيال ويكون له الاثر الفاعل المؤثر في عقليات الشباب يبدو نادرا.
ولست ابالغ في قيمة واثر المثقف الذي يدس انفه في لحمة المجتمع يتلمس مشاكله وآلامه واحلامه اضافة الى مشاريعه الثقافية الاخرى سواء في الشعر او القصة او الصحافة او النقد والتنظير ولعل الاستاذ عابد خزندار قد برهن للكثير من الشباب على رقيه الشخصي والذهني وعلى ما يملكه من حساسية اجتماعية نحو الشباب ومعاناتهم من الجنسين هذا الرجل الذي ارتبط في ذهني بكتاباته في جريدة الرياض عن المجنون وغيره رجل ارتبط اسمه بالحداثة التي لم اعاصر مرحلتها ,, تلك المرحلة التي ظهرت في الثمانينات بهذا المسمى الذي بدأت تتمدد معالمه وتتضح سماته بعد الحرب ليتمحور في اذهان شباب ما بعد الحرب بأنه زمن الثقافة المترفة ,, مرحلة تعلمنا منها معنى جمال استيعاب اللغة وفك رموز عقل الآخر,, وكنت حين احمل الصحيفة لاقرأ له تحت عنوان ما بعد الحداثة مقالة تقوم الدنيا على رأسي وتقعد رهبة ورغبة اقدام على المقال الذي لا اعي نصفه واحجامه لانني اتعب روحي فيما لا اعيه لدرجة ان اسم عابد خزندار وعبدالله الغذامي ارتبط في ذهني بمعنى الحداثة التي لا استوعب منها سوى اللغة ,, وبالحرب التي لا افهم دواعيها واسبابها السياسية.
فالغذامي حين كنت اتابع ما يكتبه تحت مسمى السحارة .
** كنت اعاني ما اعانيه اليوم في فهم عملية السلام في الشرق الاوسط لان ما بعد الحداثة والحرب سهمان فجرا بالون الثقافة التي تهم العقل العام وخزندار والغذامي قفزا من البالون على سيماهم تأثر بالغ فسره مثقفو ما بعد الحداثة وما بعد الحرب بأنه عدم الامان لما يمكن ان يقال غدا,, فهناك تغير في القيم الثقافية لانه من خلال متابعاتي القليلة لاعمدة الصحف لبعض الكتاب,, اجد ان اكثرهم من الذين برزت اسماؤهم بعد الحرب يكتبون على منحيين ادب بحت يخرج في هيئة شعر او قصة او رواية وهذه الناحية الابداعية لم تسلخهم عن واقعهم الحي الذي هو المنحى الآخر فهم يتلمسون اوضاع المجتمع واحتياجاته,, لانهم لا يفكرون في حل المشكلة بقدر تفكيرهم في عرضها لذلك لا يوجد انفصال قائم ما بين عقلية المثقف وروح الانسان.
** ولعل حرب الخليج تعد نقطة ساخنة افرزت العديد من المشاكل الوشيكة الوقوع والتي قد تؤثر على اقتصاد البلد والوضع الاجتماعي ككل وما يوشك ان يقع بوادر ايجاد حلول له سليمة وسريعة يبدو شبه مستحيل,, فهو وضع اشبه بعلامة الاستفهام واتذكر اني شاهدت على شريط فيديو محاضرة للدكتور عبدالله الغذامي في نادي جدة الادبي بهذا الاسم.
وكأن ما قدمه من رؤية حول موضوعه خلاصة لثقافة الثمانينات واستطيع القول بأنها دلالة على البطر الثقافي والاقتصادي في تلك المرحلة فالمثقف موظف في مؤسسة المجتمع الواسع يتعاطى راتبا معنويا صور اقبال العقل العام اليه او ادبارها عنه وحين ينفصل المثقف عن مجتمعه يبقى علامة استفهام.
ولعل ما كتبه عابد خزندار عن مساوئ بند 105 في صحيفة عكاظ قد البسه مشلح الجد العظيم فقد اعتمد على ذخيرته الثقافية ليحرك اذهان المسؤولين تجاه ما سمى بند 105 والذي عده ظلما واضحا غير مستور.
** وهذا ما نحتاج اليه من اصحاب المبادرة الذين لهثنا وراءهم لنصبح منهم ومثلهم,, فاحدنا يحتاج الى صوت عابد خزندار ليحرك ضمير الرأي العام تجاه بطالة الشباب وليوضح بان بند 105 اسلوب للاستغلال غير جائز شرعاً نحتاج لذلك اكثر من احتياجنا الى محاضرة تقيم الدنيا عن هوية البالوت ومنافسة الشعر الشعبي للشعر المحدث فكتاب ما بعد الحرب خرجوا من افواه المدافع عراة من شللية الثقافة وايتام من حجر الاب الروحي الذي مورس في فترة الثمانينات خرجوا برؤوس جافة مصممين على المضي فأفرزت المرحلة الرواية ,, كجنس ادبي واضح المعالم سليم التوجه راسخ لا تحكمه توجهات غير معلومة الهوية بل انها ثقافة تدخل بقوة في جسم المستقبل برداء الامس المهيب.
** وحين التفت الى الوراء لأتأمل خطى الرجل صاحب النقد الثقافي أأسف كثيرا لانه سيظن انني القي عليه لومة لائم ولكن على القائد دائما ان يتحمل المسؤولية كاملة.
** فهل عبدالله الغذامي في مهمته الجديدة قد اعلن ان النقد الثقافي علامة استفهام ما بعد الحرب.
وان مشاعر عابد خزندار الابوية الضوء الاخضر لما بعد الحداثة.
|
|
|
|
|