|
|
الثقافية
في خطوة متميزة، وأسلوب فني جميل,, صدرت الاعمال القصصية الكاملة للروائي والقاص الراحل عبدالعزيز مشري يرحمه الله وهي القصص التي صدرت قبل اعوام عن اكثر من دار نشر ومؤسسة ثقافية, تعد هذه الخطوة وفاء واجبا من اصدقاء عبدالعزيز مشري، ومحبي أدبه,, فلا ننسى هذا الجهد المميز للأساتذة: علي الدميني، سعيد العنقري، وسعد الدوسري، وأحمد مشري، وفهد العريفي، ومحمد القشعمي,,, وآخرين أثمروا المحبة,, وأخلصوا بالوفاء لذلك الراحل وآثاره الابداعية.
أما قراء المشري وأدبه,, وابداعه فهم كثر، أعجز هنا عن احصاء قراء الوعي والمهتمين في السرد القصصي والروائي.
(الاعمال الكاملة) حوت في اعطافها ست مجموعات قصصية هي:
* موت على الماء النادي الأدبي بالرياض 1979م.
* أسفار السردي جمعية الثقافة والفنون 1986م.
* بوح السنابل ُنادي الطائف الادبي 1987م.
* الزهور تبحث عن آنية نادي جازان الادبي 1987م.
* أحوال الديار نادي جدة الادبي 1993م.
* جاردينا تتثاءب طبعة خاصة 1998م.
وتعد هذه الآثار الابداعية للقاص المشري فرصة جديدة تعرف بما لديه من ابداعات متناثرة,, كما ان صدورها في هذه الاضمومة المميزة هو حفظ لحقوق هذا المبدع الذي خدم الكلمة، وأسهم في ابداع المشهد الثقافي المحلي الذي عرف لدى المهمين بشأن الثقافة والادب في العالم العربي,, كما كانت لديه العديد من الطروحات الثقافية والابداعية الاخرى كالمقالة والفن التشكيلي.
ويعد هذا (العمل القصصي) هو المجلد الاول من سلسلة اعمال المؤلف الكاملة والذي سيلحقه عمل ثان يحوي اعماله الروائية وسيكون هناك عمل آخر لرؤاه النقدية والمقالية والتي وعد فيها اصدقاؤه في المقدمة الاولى من هذا المجلد الذي بلغ (640 صفحة) من القطع المتوسط.
فهذا الجهد المقدم من قبل الاوفياء للمشري وعطائه هو في الاساس تكريم آخر، سبقه عدة مناسبات احتفائية تكريمية تنم عن قدر وافر من المحبة، والتقدير للراحل الذي بقيت ذكراه حية ماثلة,, ليخلف ارثا من الكتابة (الجميلة) التي ستتناقلها الاجيال الادبية الواعدة,, بل ستبقى مثالا حيا للأدب النقي الذي لم يلوث بالاهواء,, والرغبات الآنية,, والوصولية.
قصص المشري حظيت بالدراسات النقدية والمقالات التي تتناول أطرافا من هذه القصص,, لتمد هذه المطارحات جسرا من التواصل بين ادبه وبين القارئ,, ويزمع أصدقاء الابداع,, أصدقاء عبدالعزيز مشري وعلى رأسهم الاستاذ العنقري ان تكون هناك اسهامات اخرى تحفظ ابداع المشري وتعرف به وتقدمه للقارئ في كل مكان,, ولتكون هذه الخطوة بذرة جديدة تورق فألا وأملا بأن هناك من هو وفي للعطاء المعرفي المميز,, وهي رسالة صادقة إلى محبي الابداع والادب الجاد تؤكد اهمية ما قدمه الراحل المشري.
مقدمة لا يشبهها مقدمة بالجمال والرقة,, سبقت المجموعات,, كتبها الشاعر علي الدميني عن فتنة الكتابة لدى المشري,, تلك التي تنبع من ذاكرته السمعية والتي تمتلك حسن الانصات وتحويل هذه الحكايات الى ابداع سردي يُرمِّز الواقع ويُخيِّله في ذهن المتلقي ليكون خارجا عن نطاق الحكائية المألوفة وملامسا لعمق الدلالات التي تتركها اللغة الشعبية.
مقدمة (الدميني),, مغمورة بوعي التأمل الجمالي بتجربة المشري يرحمه الله,, فهي إيذان بكتابة نقدية جمالية ترصد وتحلل مرجعية تلك الطفولة المفرطة في براءتها,, في مناخات تلك القرى,, تحت تلك الغيوم,, وقرب منابت الشجر,, حياة القرى وعالم الوداعة التي فقدها (ابن السروي).
ويشير مقدم هذه (الاضمومة) القصصية السابقة إلى ان للمشري مواهب اخرى، وقدرات نادرة,, إلا ان يد المرض والموت هي الاسرع,, فلم يعد التداوي بالكلمات هو العلاج,, حتى داوم الاستشفاء,, والكتابة,, لكن سطوة المرض أقوى,, ويد الموت وبلا وعد وترتيب امتدت لتخنق هذا الصوت الجميل,,
كان الأمل يحدو (الرفاق) ان يمد الله في عمر (مشري) ليرى هذا الجهد,, هذا المشروع الذي بذل به (الدميني) ورفاقه جهد المحب,, لكن حقيقة الموت كانت هي (الحائل) بيننا وبينه يرحمه الله.
أيها الاصدقاء,, ذاك مشري (الراحل),, وهذا وفاء الاصدقاء,, وتلك مقدمة نقدية تذوقية تسبق المجموعات الست,, وذاك وعد بأن يكتمل الحلم ونرى الاجزاء الثلاثة بين يدي القارئ قريباً.
|
|
|
