| مقـالات
ذلك المارد المخيف الذي يعيش حولنا ويصعب على الفرد منا بفعل سلوكه، أو بسبب سلوك فرد آخر تجنبه، فهو قد تجاوز الحواجز الجغرافية والحدود السياسية وشعارات الحملات الإعلامية التوعوية انه مرض نقص المناعة الكسبي AIDS.
وبالرغم من انتشار هذا الداء المميت في السبعينات وبالتحديد في وسط افريقيا وما قيل عن سبب وجوده، إلا انه عرف وبشكله الحالي في عام 1981م بالولايات المتحدة الأمريكية عندما سجلت أربع حالات من صغار المنحرفين ذوي الشذوذ الجنسي يحملون فيروس نقص المناعة, وبعد عام واحد فقط خرجت المقالات التي تؤكد على ان هذا المرض يعد مرضاً خطيراً يهدد صحة العامة وان ما يقارب 788 حالة قد سجلت ومنتشرة في أنحاء العالم, ومن هنا بدأت المنظمات العالمية الصحية والوقائية في محاربة هذا المرض الذي أزهق أرواح الأبرياء قيل أرواح حامليه, وبحكم تشابك مصالح الشعوب وتواصلها السريع والتفاعل الاجتماعي والتعايش مع الآخرين أصبح هذا المرض وباء عالميا، الامر الذي تعهدت رؤساء الدول والحكومات في قمة الألفية الثالثة في الولايات المتحدة الأمريكية للعمل على مكافحة مرض الإيدز, هذا هو الواقع المحيط بنا فهل نبقى مكتوفي الفكر والأيدي في عدم التوعية والاكتفاء بمناقشة عبر أجهزة الإعلام فقط؟ أما نناقش هذا الأمر فقط عند حلول ربيع يوم الإيدز العالمي ؟.
الأمر يتطلب التحرك السريع جداً وعبر القنوات الرسمية وغير الرسمية، وعليه فإن المطلوب التالية:
أولاً: يجب ان نعترف ان هناك أشخاصا يقيمون على هذه الأرض الطيبة يحملون هذا الفيروس وان هناك 37 حالة قد سجلت في المملكة العربية السعودية عام 1991م, والعدد بطبيعة السياحة الخارجية، ووجود عناصر من جاليات مختلفة آسيوية عاملة وغيرها سعودية قد يتجاوز هذا الرقم, هذا الأمر لا حياء فيه ووزارة الداخلية السعودية تشهد لها بالواقعية والصراحة بأن مجتمعنا كأي مجتمع آخر يتعرض للإرهاب وترويج المخدرات وغيرها، وخير دليل نجاح المملكة في الإعلان والتعامل مع المخدرات.
ثانياً: وزارة الصحة، وبتعاونها مع أجهزة الإعلام المحلية عليها المبادرة بإعداد خطة إعلامية توعوية مستمرة وتتكون جزئياتها بالأسئلة التالية:
س1 ماذا يعني هذا المرض؟
س2 كيف يحدث؟
س3 متى يحدث؟
س4 ما هي أسباب حدوثه وطرق الوقاية منه؟
س5 ما الاحتياجات اللازمة لتجنب العدوى لمرض الإيدز؟
وباختصار إعلام المواطن في كيفة الحد من انتشار مرض الإيدز, ومن جانب آخر القيام بدراسة مسحية شاملة للمواطنين لمعرفة مدى إدراكهم لمثل هذا المرض وبناء دراسة استراتيجية على نتائج هذه الدراسة.
ثالثاً: للمؤسسات التعليمية والتربوية والرياضية دور في التوعية حيث يكون هناك لقاءات ونشاطات شهرية حول هذا لمرض الخبيث وتوعيتهم بأضراره وأثره على حياة الفرد والمجتمع ككل.
رابعاً: على إدارات العلاقات العامة/ الشؤون العامة في المؤسسات المدنية والعسكرية والقطاعات العامة والخاصة القيام بالمتابعة والتأكد من صحة العاملين والقائمين في إداراتهم مع القيام بدور إعلامي إرشادي وقائي توعوي عبر مطبوعاتها ونشراتها وندواتها حول مرض الإيدز ومكافحته والوقاية منه, وخلاصة القول إنه آن الأوان للتوعية وان تكون مستمرة وبفترات زمنية محددة قبل أن يفوت الأمر ونعيش في كارثة ككارثة حمى الوادي المتصدع؟! بمنطقة جازان فلا صياح الليل أو النهار يفيد, فالوقاية خير من العلاج.
|
|
|
|
|