| مقـالات
بلغ دخل السينما الأمريكية لعام (1999) فقط (3251) مليار دولار!!!؟؟ وهو رقم كبير ومهول وقد يفوق ميزانية جميع دول قارة آسيا مجتمعة، وصناعة السينما الأمريكية هي العصا السحرية الطويلة التي تصل الى كل بيت في العالم وتتغلغل في أصغر الخلايا الدماغية في أذهاننا، حتى انني كثيراً ما أتخيل ان كتبة التاريخ عندما يدونون أخبار هذه الأمة فسيقولون كان أهم مصدر لعظمة أمريكا هي صناعة السينما، وكما اشتهر اليونانيون بالطب والفلسفة، وقدماء المصريين بصناعة الجلود، فهذه الأمة تدون تاريخها عبر هذه الشاشة الفضية التي جعلت بعض النقاد يقول عن فيلم تيتنك سيكون هناك العالم قبل تيتنك وبعده!!
وأسطورة السينما الامريكية ترتكز على تاريخ طويل ويتشابك مع معظم نواحي الحياة الفنية والاجتماعية بحيث انتقلت من خانة الكماليات الى ضرورة اجتماعية ملحة حيث لابد من صالة السينما وقراطيس (البوب كورن) ويلتقي هناك الأطفال والمراهقون، والكبار، ومن يذهب وحيدا ومن يذهب يؤنسه رفيق، ومن يذهب لتبديد عطلة نهاية الأسبوع بصحبة هذه الصناعة الاستعمارية الجذابة، فقطاع السينما الذي تسيطر عليه السينما الامريكية بما توفر لها من تقنيات مهولة استطاعت ان تصنع من (هوليود) جبل الأولمب الذي يقطنه أناس لابشريين بل ينتمون الى طبقة مخلوقات متفوقة!! باستطاعتها ان تقود العالم من خلال فلسفتها ونظرتها للحياة وصولا لتبني تفاصيلها الدقيقة في مقارعتها للحياة من مأكل وملبس وهندام, بل يستطيع نجوم هوليود أن يروجوا للحملات الانتخابية للرئاسة الامريكية، هذا اذا لم يصلوا هم انفسهم الى الحكم.
وبالتأكيد ساهمت السينما في تعميم عولمة صارمة حتى في المقاييس الجمالية، بحيث اخذت الملامح المحلية للجمال تفقد خصوصيتها وطابعها المميز لتستعير عوضا عن هذا مقاييس عالمية تتحلى بها بطلات هوليود، ولابد ان المجازر التي يمارسها جراحو التجميل في اجساد النساء هو حلم امريكي قديم تروج له صناعة السينما، وهذا الذي جعل النسوة في اليابان يكرهن أنوفهن الآسيوية المنمنمة، والنساء في الشرق الأوسط يصبغن شعورهن بالأشقر حتى لو كانت بشراتهن سمراء داكنة، (ومايكل جاكسون) يتحول الى مسخ آدمي مشوه، والجميع يريد ان يفوز بنمط وحيد ومعمم للجمال عممته ثقافة الأقوى والأكثر سيطرة.
وفي حضرة الفيلم الأمريكي قد نعرف النهاية، ونتذمر من هشاشة الحبكة ونمطية الاشخاص المقدمة لفن استهلاكي بسيط، ولكننا بالتأكيد لن نستطيع ان ننزع اعيننا عن الشاشة ونحن بحضرة (السحرة) الذين اتقنوا شعوذتهم وخزعبلاتهم وصناعة السحر الأمريكي.
***
الخبرة الإعلامية الطويلة والثمينة التي يتمتع بها د,عبدالرحمن الشبيلي، تبلورت وتكثفت عن كتابين قيمين صب فيهما تجربته الإعلامية الطويلة (إعلام وأعلام الإعلام في المملكة العربية السعودية)، ويستمد الكتابان قيمتهما من مادتهما القيمة والخلفية الإعلامية التي ينطلق منها د,الشبيلي، وانا ان كنت اشكره على هذين الكتابين اللذين زينا مكتبتي، مازلت اطالبه بوعد سبق أن قطعه على نفسه بتأليف كتاب حول حياة الوالد (عبدالله بن خميس) حفظه الله.
omaimakhamis@yahoo@.com
|
|
|
|
|