| مقـالات
لقد جاءت الحملة الوطنية للتوعية المرورية إحساسا من المسؤولين بفداحة الخسائر البشرية والمادية والصحية والاجتماعية الكبيرة التي تلحق بالوطن والمواطنين, وتشير الإحصاءات إلى ان حوادث المرور في المملكة العربية السعودية تحصد أكثر من أربعة آلاف شخص سنويا, ناهيك عن الإصابات التي تتجاوز العشرين ألف إصابة, كما أشارت الإحصاءات أيضا إلى أن عدد الوفيات والإصابات يزداد سنة بعد أخرى, وترجع أسباب الحوادث المرورية إلى عدة أسباب منها: قطع الإشارة الضوئية، والسرعة الجنونية، والحيوانات السائبة، والنوم أثناء القيادة, ولعل الظروف الخاصة للمملكة ساعدت في ارتفاع نسبة الحوادث ومن أبرزها: ارتفاع مستوى المعيشة، واتساع الرقعة الجغرافية، ووجود عدد كبير من الأجانب.
ولا شك ان المسؤولين في وزارة الداخلية وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وسمو نائبه الأمير أحمد يبذلون جهوداً مشكورة وأعمالا مشهودة لإيقاف هذا النزيف الخطير أو على الأقل الحد منه, ولعل رحابة صدور هؤلاء المسؤولين قد دفعتني إلى المشاركة مع غيري من المواطنين بإبداء آرائهم حول هذه المشكلة, لذا فإنني أعتقد ان أي نظام يراد له النجاح لا بد له من تطبيق صحيح حتى يحقق النتائج المطلوبة.
وهذا بالتالي يحتاج إلى مضاعفة أعداد رجال المرور ومضاعفة الوسائل والآليات المساعدة, والملاحظ أنه يمكن أن يقطع الإشارة الضوئية مائة سائق ويقبض على واحد فقط, كما يمكن ان يتجاوز السرعة المحددة ألف سائق ويقبض على واحد فقط, ويمكن أن يتحقق من ذلك بالوقوف ساعة واحدة عند إشارة ضوئية في تقاطع كبير أو بملاحظة سرعة السيارات عند السير في طريق سريع.
إن تجربة الدول الصناعية رائدة في هذا المجال خاصة الولايات المتحدة حيث من الصعوبة بمكان أن تقطع الإشارة الضوئية أو تتجاوز السرعة المحددة وتفلت من المرور.
إنني أعتقد أننا لسنا بحاجة إلى رفع قيمة المخالفات والعقوبات فهي لن تؤدي إلى حل المشكلة بل ستقود إلى استخدام الواسطة وإلى الرغبة في الانتقام وذلك بتكرار السلوك (المخالفات), لذا فقد يكون من الأجدى وضع جزاءات مناسبة وإجراءات سهلة مع تطبيق دقيق وصارم بعد توفير العدد الكافي من الأفراد والآليات, وهذا بالتالي سوف يمكننا من معالجة هذه المشكلة وإيراد مبالغ كبيرة إلى خزينة الدولة ويمكن أن يخصص منها جزء لصالح المرور لتوظيف عدد أكبر من الشباب وتأمين الأجهزة والوسائل المساعدة,والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
* عضو هيئة التدريب بمعهد الإدارة .
|
|
|
|
|