| مقـالات
كثيرة هي السلوكيات التي نقوم بها ولكن من هذه السلوكيات ما هو عادي ضمن الروتين اليومي أي أنه يكون خارجا منا بشكل آلي وفي المقابل فإن بعضه يكون سلوكاً مقصوداً بمعنى انه ناتج عن تفكير الفرد ونشاطه الذهني.
ويعتبر تخلصنا من النفايات يومياً هو عمل آلي متكرر لضمان نظافة منازلنا وخلوها من الأمراض بإذن الله!
ولكن هل فكر يوماً احد منا,,.
ما هي نوعية النفايات التي تخرج عبر منازلنا خاصة عندما يكون منزلاً مليئاً بالأطفال؟! لا أدري ولكن قد لا يكون لأحد منا المجال الزمني للتفكير في مثل هذه الأمور التي تظل تافهة عند الكثيرين ولكنها في حقيقة الأمر شيء جوهري ينبغي حقيقة ان نقف عنده ونعطيه حقه من الاهتمام بل ونحصره ايضاً بما يحقق سلامة اجسادنا وعقولنا وبالتالي صلاح مجتمعنا ووعيه ,,, !!
واعود لأقول,, نحن كأسر,, ماذا نستهلك؟! اطفالنا ماذا يستهلكون؟
آلاف من الاصناف التي تملأ سلة النفايات أو لنقل برميل النفايات الواقع امام باب منزل احدنا!!
ولكننا أقول اننا نظل بلا وعي او بالاصح فإننا نتصرف بصورة آلية تجاه التخلص من هذه النفايات,, بمعنى!!
ان اطفالنا يستهلكون الحفائظ اعزكم الله ويستخدمون ويستهلكون الأطعمة في الوقت ذاته وهذه عملية طبيعية تبدأ بالطعام وتنتهي بالاخراج ولكن يظل السؤال,, كيف نجمع بقايا هذا وذاك في كيس واحد أو برميل واحد وحتى ان كانت كلها نفايات إلا ان بقايا الطعام اكرم من ان توضع في نفس السلة التي توضع فيها حفائظ الأطفال لأن في ذلك استهانة بما انعم الله علينا به وحطاً من مقدار تلك النعمة التي لابد حتى وان حاولنا ان نتخلص من زوائدها البسيطة إلا اننا لابد ان نتخلص منها بصورة تناسب مقدار شكرنا لهذه النعمة لا لمجرد انتهاء حاجتنا نرمي مابقي بلا عناية أو تفكير أو حتى وعي بسيط بالطريقة الصحيحة للتخلص من بعض بقايا الطعام البسيطة وهذا ما يجعلني اقترح هنا على الجهة المسئولة عن هذا الجانب في امانة مدينة الرياض بتخصيص براميل تحوي نوعين من النفايات,, النوع الأول يخص الأطعمة فقط دون ان تجعل معه حفائظ الاطفال او الاحذية القديمة اعزكم الله اما النوع الثاني فيكون لكل الجوامد والماديات التي لو القيت مع الطعام تعتبر عبثاً بقيمة ومقدار نعمة الأكل التي انعم الله علينا بها,, فهل نستطيع اولاً ان نبدأ بانفسنا كأسر ونعزل هذا عن ذاك احتراماً لما أكرم الله به علينا من غذاء,, هل نصل ونعلم ابناءنا الوعي في هذا الجانب خاصة عندما يأتي الطفل ليلقي بقطعة صغيرة من الخبز ولو كان ناشفاً في سلة دورة المياه,, اعتقد ان الامر يحتاج الى توجيه وارشاد لأبنائنا كخطوة اولى,, فهل نترك عن شخصياتنا السلوكيات الآلية التي تدفن التفكير؟!
والله ولي التوفيق
* عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود قسم علم النفس
|
|
|
|
|